ندوة حوارية للتوعية بمخاطر الزواج المبكر
أكدت المشاركات في الندوة الحوارية التي عقدت في مخيم الطلائع لنازحي سري كانيه/رأس العين، على أهمية توعوية الأهالي بمخاطر الزواج المبكر وضرورة التخلص من العادات والتقاليد التي تحد من حرية المرأة وتقيد دورها.
الحسكة ـ عقدت الحركات والتنظيمات النسائية في مخيم الطلائع بمدينة الحسكة في إقليم شمال وشرق سوريا، ندوة حوارية لتوعية النازحين بمخاطر الزواج المبكر والتي يكون على رأسها الانتحار والطلاق.
نظم اتحاد المرأة الشابة بالتنسيق مع مؤتمر ستار ومنظمة سارة اليوم الخميس 14 آذار/مارس في مخيم الطلائع الذي يأوي نازحي مدينة سري كانيه/رأس العين، ندوة حوارية حول زواج القاصرات وقتل النساء، بمشاركة العشرات من النازحين/ات.
وعلى هامش الندوة قالت عضو لجنة التدريب التابعة لمؤتمر ستار في المخيم ابتهال أحمد "عقدت هذه الندوة بالتنسيق مع التنظيمات النسائية المعنية بالمرأة في مدينة الحسكة بهدف تسليط الضوء على أوضاع النساء والتوعية بالمخاطر المترتبة على زواج القاصرات لوضع حد لهذه الظاهرة التي انتشرت بشكل ملحوظ في المخيم، خاصة في الفترة الأخيرة إلى جانب ارتفاع معدلات الانتحار".
وأضافت "هدفنا توعية الأهالي تجاه ما تتعرض له المرأة من ضغوطات نفسية مختلفة في ظل التهجير وسوء الأوضاع الاقتصادية، لخلق بيئة تقوي إرادتها إلى جانب توعيتها بالمخاطر المترتبة على الزواج في سن مبكر كونه يحطم معنوياتها وفكرها وطموحاتها ويحرمها من حقها في التعليم".
وأشارت إلى أن "ذوي الفتاة يقيمون مدى وعيها من خلال جسدها، حيث يعتبرونها حققت مواصفات الزوجة دون الأخذ بعين الاعتبار سنها ومدى تأثير ذلك على صحتها النفسية والجسدية وقدرتها على تحمل المسؤولية المترتبة على الحياة الزوجية التي تنتقل بموجبها من سلطة الأهل إلى سلطة الزوج الذي يفرض عليها أحكامه، لذا تطلب معظم اللواتي تزوجن في سن مبكر الطلاق أو تقدمن على الانتحار نتيجة الضغوطات المستمرة وتحمل مسؤولية أكبر من أعمارهن وطاقتها، كما لاحظنا حالات زواج لقاصرات من رجال بفارق عمر كبير جداً".
وأكدت ابتهال أحمد أن مؤتمر ستار ومنظمة سارة في المخيم يعملان بكافة الطرق والوسائل للحد من هذه الظاهرة المنتشرة بين النازحين "بسبب العادات والتقاليد البالية نجد صعوبة في معالجة هذه الظاهرة، ولكن نعمل من خلال تكثيف المحاضرات التوعوية".
وفي ختام حديثها قالت "لا أنكر بأننا كنازحين نعاني ظروف غاية في الصعوبة خاصة من الناحية النفسية والاقتصادية، لكن يجب علينا التسلح بالفكر والوعي تجاه جميع المشاكل التي تواجهنا، وتزويج القاصرات ليس الحل الأنسب للخلاص من المشاكل التي نعانيها".
ومن جهتها قالت عضوة منظمة سارة رقية الجواد "هذه الندوة مهمة وكان من الضروري عقدها في المخيم، كوننا بالفعل نواجه مشاكل وصعوبات وضغوطات كثيرة وكبيرة، وجميعها نتيجة العادات والتقاليد، وحان الوقت للعمل على الحد منها والتوعية بمخاطرها، ونحن نازحي المخيم واجهنا العديد من المشاكل الأسرية منها الطلاق وحالات الانتحار وذلك نتيجة الزواج المبكر".
وحثت الأهالي على الانضمام إلى المحاضرات والدورات التدريبة "نتيجة الوضع الاقتصادي والذهنية الذكورية تتعرض الفتاة في المخيم إلى كافة أشكال العنف والظلم انطلاقاً من حرمانها من حقها في التعلم والعمل إضافةً إلى إجبارها على الزواج".