ندوة في العراق تناقش أبرز التحديات التي تواجه المرأة في الإعلام والفن

شددت المشاركات في الندوة التي نظمت في العراق، على أهمية تضامن النساء في مجال الإعلام والفن لمواجهة التحديات التي تواجههن، من أجل تحقيق تأثير إيجابي وترك بصمة واضحة للأجيال القادمة، مما يساهم في إحداث التغيير المنشود.

نور المرسومي

العراق ـ نظم منتدى النساء العراقيات، أمس السبت 19 نيسان/أبريل ندوة مشتركة مع شعبة المرأة تحت عنوان "المرأة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي: تحديات المهنية وسلطة الصورة"، وقد شارك فيها عدد من الإعلاميين والفنانين والمثقفين، الذين ناقشوا أبرز التحديات التي تواجهها المرأة في هذا المجال وسبل إيجاد حلول مستقبلية مناسبة.

قالت الإعلامية سوسن الزبيدي المتخصصة في الإعلام الحر وقضايا المرأة، أن المرأة تواجه العديد من التحديات في سعيها للوصول إلى الحقيقة، لافتةً إلى أن المرأة الإعلامية تجد صعوبة في الحصول على الوثائق، كما أن هناك قلقاً من توفير المعلومات بشكل دقيق لها، خاصة في مجال الصحافة الاستقصائية، حيث تفتقر إلى الأدوات اللازمة "نتيجة لذلك، نرى أن المرأة تبذل جهوداً كبيرة في البحث والتنقيب عن الحقائق التي تسعى للوصول إليها".

وأكدت أن هناك دعماً للإعلاميات من قبل المنتديات والمنظمات المعنية بالصحافة والإعلام، مشيرة إلى أهمية وجود النقابة ومنتدى الإعلاميات "الحوار والنقاش حول التحديات والصعوبات التي تواجهها النساء الإعلاميات قد تم طرحه، لكننا نطمح إلى تحقيق المزيد من التقدم".

 

 

بدورها قالت الصحفية سوسن الجزراوي، التي تمتلك خبرة تزيد عن 35 عاماً في هذا المجال، إن معاناة النساء مستمرة بسبب هيمنة المجتمع الذكوري، الذي يبدو أنه "لن يتغير"، مؤكدة أن أبسط دليل على ذلك هو أن حقوق المرأة غالباً ما تُمنح من قبل الرجال وليس من قبل النساء أنفسهن.

وترفض أن تُمنح حقوق المرأة من قبل الرجل، لأن المجتمع لم يُؤسس على يد الرجل فقط، فالمرأة تمثل نصف المجتمع، ويجب أن تكون شريكة في كل شيء، كما أن الإعلام في السنوات الماضية كان أكثر رصانة مقارنة بالوقت الحالي.

وأشارت سوسن الجزراوي إلى أن حرية المرأة في اختيار ملابسها أصبحت تثير الانتباه، حيث بدأ الناس ينظرون إليها كأنثى بدلاً من اعتبارها إنساناً أو إعلامية أو طبيبة أو مهندسة، وبدأت هذه النظرة تضعها في موقف المساومة، خاصة بالنسبة للإعلاميات، حيث يتطلب الأمر تقديم بعض التنازلات مقابل الحصول على الشهرة، متسائلة "لماذا المرأة تنتظر من الرجل إعطائها حقها؟".

وأكدت أنه عند الحوار أو النقاش أو الجدال، لا تحتاج المرأة إلى تقييم من أحد، لأنها هي من تقيم نفسها، مضيفةً أن هناك نساء تميزن في مجالات الإعلام والفن والشعر، وقد تمكن من تحقيق ذلك بفضل كفاءتهن.

وتحدثت عن الانفتاح الحالي، واصفة إياه بأنه "مرعب وبشع"، حيث يعتقد البعض أن الانفتاح يعني الحرية المطلقة في ارتداء الملابس، والعودة المتأخرة ليلاً، والتحدث دون قيود، مؤكدة أن هذا النوع من الحرية قد يؤدي إلى مشكلات وصعوبات جديدة، مشددة على أن الحرية لا تعني الفوضى.

كما أشارت سوسن الجزراوي إلى اعتماد بعض الإعلاميات على متنفذين في الحكومة، مما يؤثر سلباً على مسيرتهن الإعلامية، وينتهي بهن إلى الفشل.

 

 

من جهتها قالت صانعة المحتوى شيرين الجاف إن "ما نواجهه كصانعي محتوى على مواقع التواصل الافتراضي هو ظاهرة التنمر، حيث يتم التقليل من شأن أي امرأة تقدم معلومات أو آراء. حتى النقاشات حول تشريعات قانونية أو قضايا اجتماعية معينة تتعرض لهجمات من قبل بعض رواد هذه المواقع بهدف تقويض مكانتها".

وتابعت "علاوة على ذلك، فإن سلطة المرأة محدودة، مما يمنعها من التعبير عن آرائها في جميع المجالات، فعند تناول المواضيع السياسية أو الاجتماعية، يتم الاستهزاء بها تحت ذريعة "مكانها في المطبخ"، مما يحرمها من الحصول على المساحة اللازمة للتعبير عن نفسها، سواء في المجال السياسي أو الاجتماعي، والأهم في المجال الإعلامي".

 

 

فيما أشارت فاطمة أبو هارون، ممثلة السينما والمسرح، إلى أن النساء العراقيات تواجهن العديد من التحديات، خاصة في مجالي الإعلام والفن، موضحة أنهن تتعرضن للتنمر والاستخفاف، مما يجعل من الصعب إيصال رسائل معينة حول قضايا مثل الاغتصاب والمعاناة والجروح التي تعاني منها المرأة.

وأكدت أن صوت النساء، خصوصاً في القرى والمناطق الريفية، لا يصل بشكل كافٍ، مشددة على أهمية تضامن الممثلات لمواجهة هذه التحديات، من أجل تحقيق تأثير إيجابي وترك بصمة واضحة للأجيال القادمة، مما يساهم في إحداث التغيير المنشود.