نضال مستمر من أجل حرية القائد أوجلان وسلامٍ حقيقي

شاركت العاملات والطالبات في جامعة روج آفا بمدينة تل تمر بإقليم شمال وشرق سوريا في حملة "أريد اللقاء بالقائد عبد الله أوجلان"، مؤكدات أنهن يستمددن منه القوة لحماية أنفسهن "بفضله نتمكن من الدفاع عن ذواتنا".

سوركل شيخو

تل تمر ـ في قلب إقليم شمال وشرق سوريا، تتعالى أصوات النساء مطالبةً بالحرية والعدالة، مستلهمةً من فكر القائد عبد الله أوجلان الذي كما تقول العاملات والناشطات، رفع مكانة المرأة إلى مستويات غير مسبوقة، وتؤكدن أن لقاءه ليس مجرد أمنية، بل حقٌ لأبناء الثورة.

في الخامس من حزيران/يونيو الماضي، أطلق المنتدى الأوروبي للحرية والسلام (EFFP) حملة "أريد اللقاء بالقائد عبد الله أوجلان"، ولا تزال هذه الحملة مستمرة، ولها صدى واسع في أجزاء كردستان الأربعة والعديد من دول العالم.

 

"القائد أوجلان رفع النساء إلى مستويات لم نكن نحلم بها"

أعربت فاطمة عبد الله محمد، العاملة في تعاونية فرن خبز الصاج بمدينة تل تمر بمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، عن دعمها لحملة "أريد اللقاء بعبد الله أوجلان"، مؤكدةً رغبتها العميقة في لقائه "كم أتمنى أن تتاح لي فرصة لقاء القائد أوجلان، أشعر بامتنان كبير له، فقد أوصلنا إلى مستويات لم نكن نحلم بها، لقد قدّم دعماً كبيراً للنساء، وأتمنى أن يمتد هذا الدعم ليشمل نساء العالم أجمع"، مضيفةً "أكثر ما نتمناه هو أن ينعم القائد أوجلان بالحرية الجسدية".

وعددت ما ستطلبه من القائد أوجلان في حال لقائه "لن تسعفني الكلمات للتعبير عن شعوري حين أراه، كل ما سأطلبه منه هو أن يواصل قيادة النساء نحو مستويات أعلى وإلى برّ الأمان، وألا يتوقف عن نضاله أو يسلمنا لأي طرف آخر".

وأكدت "لقد أدركنا الآن معنى الحرية، بعد أن كان الكثير منا، خاصة النساء، يجهلها تماماً، كنّا كسيرات الجناح، أما اليوم فقد تغيّر الوضع، وأصبحت النساء أكثر وعياً ويخضن نضالاً متعدد الأوجه، وأنا خير مثال على ذلك، إذ أعمل حالياً في تعاونية اقتصادية مستقلة، وهو أمر لم يكن ليحدث في زمن مضى".

وأضافت "ما أثار إعجابي أكثر هو موقف القائد أوجلان الرافض لحرق العمال في مصانع نيويورك، وموقفه الثابت في الدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة، بفضله، أصبحت النساء مستقلات".

وفي وعدٍ منها مدى الحياة، قالت فاطمة عبد الله محمد "سنواصل نضالنا إلى جانب القائد أوجلان مدى الحياة"، واختتمت حديثها بتأكيد التزامها "سنناضل معه وسنبقى معه حتى آخر قطرة من دمائنا، آمل أن نظل يداً واحدة وقلباً واحداً حتى النهاية، كما نسير معاً على هذا الدرب اليوم".

 

"نساء إقليم شمال وشرق سوريا يُطالبن بسلامٍ حقيقي"

من جانبها تساءلت هدلة عبد الوهاب بمرارة "كيف يُمكن لقائد يناضل من أجل حرية الشعوب، والمساواة بين الجنسين، وحماية الإنسانية أن يُسجن لمدة 26 عاماً؟"، مضيفةً "أين هي ديمقراطية تركيا والدول التي لا تزال تُبقي القائد أوجلان في سجنٍ وسط البحر؟ لن نكتفي باستلام رسائل منه أو السماح له بمقابلة محامٍ، فهذا لم يعد كافياً، نريد أن نراه حراً، طليقاً، بيننا".

واستنكرت تقاعس الدولة التركية تجاه عملية السلام وبناء مجتمع ديمقراطي، معبّرةً عن استيائها بالقول "رغم الحديث عن السلام، تواصل الدولة التركية هجماتها على الشعب وعلى قوات الكريلا، ولم تتوقف عن استهداف بيئتنا، فقد قطعت المياه، أحد مصادر الحياة، عن ملايين الناس، ولا تزال مدننا تحت الاحتلال".

وبيّنت أن "القائد أوجلان أظهر الطريق، لكن الدولة التركية ما زالت متمسكة بموقفها العدائي، إذا أرادت الحرب، فنحن مستعدون لها، وإذا أرادت السلام، فنحن أيضاً مستعدون له، أما المطالبة بعلم واحد ولغة واحدة، فهي مرفوضة تماماً".

وشددت على أن "نساء إقليم شمال وشرق سوريا يُردن سلاماً حقيقياً، لا سلاماً شكلياً يُعقد خلف الطاولات أو يُكتب على الورق، فبينما يدعو القائد أوجلان إلى السلام، تستمر هجمات الاحتلال التركي".

وأكدت هدلة عبد الوهاب على الخطوات الضرورية لتحقيق السلام "يجب على الاحتلال التركي أن يسحب مرتزقته من مدننا المحتلة عفرين، وكري سبي، وسري كانيه، وجميع المدن الأخرى، وإذا لم يحدث ذلك، سنعود إلى الساحات ونُجدد مطالبنا، كما يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين في شمال كردستان، ولهذا نقول اليوم، وغداً، وحتى آخر رمق نحن وأطفالنا فداء للقائد أوجلان".

 

"لقاء القائد أوجلان حقٌ لأبناء الثورة"

بدورها أوضحت نرجس شيخو أنها اختارت دراسة العلوم السياسية، وهو نفس التخصص الذي درسه القائد عبد الله أوجلان، مشيرةً إلى أن هذا القرار نابع من إيمانها العميق بفكر الثورة "من حقنا اليوم، نحن أبناء الثورة الذين نشأنا في ظلها وساهمنا في مسيرتها، أن نرى قائدنا ونلتقي به".

وأضافت "نحن بحاجة إلى لقاء القائد أوجلان، وفي أول لقاء لي معه، سأعبّر عن امتناني العميق له، لأننا اليوم، بفضل جهوده ونضاله، نعيش ونتحدث بلغتنا الكردية ونحافظ على ثقافتنا".

كما وجّهت نرجس شيخو دعوة إلى الطالبات والطلاب، تحثهم فيها على التنظيم والوعي "كونوا يقظين أمام الهجمات التي تهدف لاستغلالكم في أعمال سيئة، من الضروري أن تحموا أنفسكم من العنف، وألا تصمتوا، بل تناضلوا من أجل حقوقكم".