مظاهرات حاشدة لدعم المدنيين على سد تشرين ومطالبات بمحاسبة تركيا
نظمت عدد من المؤسسات بإقليم شمال وشرق سوريا، مظاهرات حاشدة للتنديد واستنكار هجمات الاحتلال التركي على سد تشرين وقوافل المدنيين المناوبين على السد لحمايته.
مركز الأخبار ـ أين المنظمات الحقوقية والإنسانية المجتمع الدولي عن انتهاكات الاحتلال التركي بحق المدنيين وسد تشرين؟، لعله أبرز الأسئلة التي تبحث عن إجابتها النساء المشاركات في المظاهرات الحاشدة التي تنطلق كل يوم في إقليم شمال وشرق سوريا.
أهالي الرقة يؤكدون أنهم سيبنون سوريا تعددية بإرادة المرأة
خرج المئات من أهالي مقاطعة الرقة بمسيرة حاشدة نظمها مجلس تجمع نساء زنوبيا دعماً لقوات سوريا الديمقراطية وتنديداً بهجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
وتخللت المسيرة إلقاء العديد من الكلمات منها كلمة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا جاء فيها "نرفع صوتنا عالياً، مدوياً، من أرضنا التي ارتوت بدماء الشهداء، لنعلن للعالم أجمع أننا هنا، صامدون كالجبال ومدافعون عن أرضنا وهويتنا وعن حلمنا بمستقبل حر وديمقراطي، لقد شهدت مناطقنا، تحولات جذرية، وبذلت الإدارة الذاتية جهوداً جبارة لبناء مجتمع ديمقراطي تعددي، يحترم حقوق الإنسان، ويضمن مشاركة المرأة الفاعلة في كافة جوانب الحياة، وحققنا إنجازات ملموسة في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد، وعززنا مكانة المرأة في المجتمع، وكسرنا قيود التهميش والإقصاء التي فرضت عليها لعقود طويلة".
وأكد المجلس في كلمته أن "هذه الإنجازات، وهذا الحلم، يواجه اليوم تهديداً وجودياً، حيث يشن الاحتلال التركي ومرتزقته هجمات وحشية على مناطقنا، مستغلة الوضع الحالي في سوريا، من خلال استهداف سد تشرين وجسر قرقوزاق في محاولة للسيطرة على هذه المناطق الحيوية، خدمة لأطماعها التوسعية وأحلامها العثمانية البالية، كما أنها تستهدف المدنيين، مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، في محاولة يائسة لكسر إرادة شعبنا المقاوم، نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا الأعزل".
كما ألقيت كلمة باسم الأهالي العائدين من المناوبة في سد تشرين جاء فيها "المقاومون على سد تشرين يسطرون ملاحم بطولية وتاريخية في الدفاع عن أرضهم وعن كرامة شعبهم، رغم الاستهدافات والهجمات الممنهجة التي طالت طريقنا أثناء توافدنا كقوافل إلى سد تشرين، ولكن نؤكد أنه مهما كلفنا الأمر لن نتنازل عن سد تشرين الذي يعتبر شريان الحياة، جئنا نحمل رسالة سلام للمقاتلين والمقاومين بأن جدائل كل مقاتلة فراتية سوف تربط كافة المناطق السورية أجمع وتدحر الاحتلال كما فعلت سابقاً، بإرادة المرأة القوية والتعايش المشترك وأخوة الشعوب سنبني سوريا تعددية لامركزية".
وقالت الناطقة باسم مجلس المرأة لعوائل الشهداء عبير حاج عبد الله "خرجنا اليوم لدعم قوات سوريا الديمقراطية وللتنديد بهجمات الاحتلال التركي على المدنيين العزل بهدف تحقيق حلمه العثماني في المنطقة باحتلال المزيد من الأرضي".
وأشارت إلى أن للاحتلال التركي تاريخ دامي بدماء الأبرياء، ففي الأمس استهدفت قافلة المدنيين المتوجهين إلى سد تشرين للمطالبة بوقف الانتهاكات وحماية مناطقهم "نتساءل أين هي المنظمات الحقوقية والإنسانية؟، رغم كل الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي، نؤكد أننا سنصمد بوجه الهجمات ونحرر مناطقنا كاملةً، وسنبقى متضامنين ومساندين لقوات سوريا الديمقراطية".
من جانبها أكدت منسقية تجمع نساء زنوبيا ميادة الأحمد على دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية ومقاومة سد تشرين البطولية "خرجنا اليوم للتنديد بهجمات الاحتلال التركي المستمرة على المدنيين وخاصة على النساء فمن بين المستهدفين أثناء توجه قافلة المدنيين إلى السد كانت عضوة تجمع نساء زنوبيا كرم الحمد، لذلك سنقول دائماَ أننا لن نتوانى وسنبقى مستمرين على خطى شهدائنا وسنتضامن مع قواتنا في جبهات القتال، ونقول لهم بأننا سنداً لكم كما أنتم سنداً لنا للحفاظ على مكتسباتنا".
وطالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية والدول المعنية بمحاسبة تركيا على جرائهما وإيقاف الانتهاكات على سد تشرين وكافة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
بدورها قالت الإدارية في تجمع نساء زنوبيا دلال الحويجة "من سد تشرين سنرفع أصواتنا عالياً للتنديد بهجمات الاحتلال التركي على مناطقنا، التي تهدف لاحتلال المنطقة وتحقيق مصالحها"، مؤكدةً أنهم سيستمرون في تضامنهم ودعمهم لقوات سوريا الديمقراطية "بدورنا كتجمع نساء زنوبيا قدمنا العديد من الشهيدات في سبيل المطالبة بإيقاف هذه الانتهاكات على المنطقة، ومن بينهم كرم الحمد التي توجهت إلى سد تشرين للمطالبة بحماية السد من الهجمات، ولتقول لا للانتهاكات على سد تشرين".
ومن جانبها أكدت عضوة مجلس عوائل الشهداء عتاب الضيف، على أنهم سيرفعون أصواتهم من خلال المسيرة دعماً لقوات سوريا الديمقراطية وكسر شوكة الاحتلال التركي "نقول لأردوغان سنضرب بيداً من حديد ولن نرحمكم، سيكون النصر حليفنا في نهاية المطاف".
وأوضحت أنهم قدموا أبنائهم فداءً لأرضهم "رسمنا الحدود بدماء أبناء الشهداء على قلوبنا، لذا مهما كانت التحديدات والهجمات لن نتنازل لأن الأرض أرضنا والدار دارنا، لن نسمح للاحتلال التركي بدخول هذه المنطقة المقدسة التي رويت بدماء أبنائنا، وسنبقى مساندين لقواتنا".
نساء كوباني: استهداف قوافل المدنيين لن يثنينا عن استمرار المقاومة
كما استنكرت نساء كوباني خلال تظاهرة حاشدة نظمتها اليوم الخميس 16 كانون الثاني/ديسمبر لجنة الفعاليات في المدينة تحت شعار "مقاومة شعب روج آفا سوف تهزم الاحتلال"، هجمات وانتهاكات الاحتلال التركي بحق المدنيين في سد تشرين، حيث أكدن أن هذه التصرفات لن تضعف إرادتهن ولن تجعلهن تتراجعن عن خط النضال والمقاومة.
وعلى هامش التظاهرة أدانت فاطمة عثمان الهجمات التركية على شعوب المنطقة "هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف وترتكب تركيا مجازر بحق الشعب عموماً والكرد خصوصاً، لكن إذ عدنا للتاريخ نرى بأن هدف الاحتلال التركي دائماً القضاء على الشعب الكردي وإبادته، اليوم نرى بهجماته وارتكابه المجازر بحقنا في ورج آفا يثبت للعالم هدف وقذارة تركيا بحق الشعب الكردي"، مشيرةً إلى أن "تركيا يخيفها إرادة الكرد لذلك تقوم باستهدافنا بحجج واهية منها الأمن القومي ومحاربة الإرهاب، إنها تقتل أبناءنا المرابطين على الجبهات، تركيا تحارب الكرد فقط لأنها تعلم بأن إرادتنا وقوتنا تشكل خطر على سياسيها العدائية والاستعمارية، سنكتب التاريخ من جديدة بقوتنا وإرادتنا الحرة".
وتابعت "الاحتلال التركي يستهدف البنى التحتية للمنطقة والمنشآت التي تخدم الشعب لكي تضعف من إرادة الشعوب، لكننا نقول له بأنه نجحت في إبقائنا بلا مياه وكهرباء ولكن لن يجعلنا بلا سلاح وقوة وأمل، ومقاتلينا خط أحمر بالنسبة لنا بعزيمتهم وقوتهم سنقاتل وندافع عن أرضنا ومكتسباتنا"، موضحةً "نحن كشعب كردي وكافة شعوب المنطقة لن نسمح لتركيا ولا أحد أخرى باحتلال أرضنا وسلب حقوقنا، لأننا أصحاب قوة وإرادة قوية نستطيع محاربة وحشية مرتزقة الاحتلال التركي، وبفضل قواتنا وشهداءنا سنقضي عليهم وننتصر".
من جانبها قالت جيهان علي "نتظاهر اليوم للتنديد بالهجمات التركية على مناطقنا وبشكل خاص على المدنيين المناوبين في سد تشرين الذين يقاومون من أجل حماية السد، ولكي نقول للاحتلال التركي يكفي لن نسمح لك باحتلال أرضنا التي سقينا كل شبر منها بدماء شهداءنا الذي قاتلوا ودافعوا عنها"، مشيرةً إلى أنه في الآونة الأخيرة تركيا أظهرت وأثبتت وحشيتها للعالم "ما تفعله تركيا بحق المدنيين المناوبين في سد تشرين أظهرت فيه للعالم ومنظمات حقوق الإنسان حقيقتها التي تخفيها، واستهدافها للمرة الثانية قافلة كوباني أكدت أنها تنتقم لداعش التي هزمت وكسرت في كوباني على يد شبيبة هذه المدينة".
وتساءلت "لماذا العالم صامتاً عما يفعله الاحتلال التركي بحق أهالي كوباني التي خصلت العالم من خطر داعش؟، كوباني دفعت الثمن ليعيش العالم بسلام، اليوم نحن هنا في كوباني نعيش تحت خطر الطائرات التركية الحربية والمسيرة وفي ظل اعتداءات وانتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته"، مؤكدةً بأن طائراته لن تجعل الشعب يتراجع عن دوره في حماية السد "يجب على تركيا أن تعلم وتقتنع بأننا كرد ولن نتخلى عن هويتنا وأرضنا، واستهدافها للمدنيين لن يخيفنا ولن نتراجع عن المناوبة في سد تشرين لحماتيه وسنذهب إلى هناك إذ تطلب الأمر مئات المرات".
كما انضمت مدينة الحسكة بمشاركة الآلاف من أهالي الحسكة بكافة مكوناتها من خلال مظاهرة حاشدة للتنديد بالهجمات على سد تشرين وقوافل المدنيين المناوبين على السد، نظمها حزب الاتحاد الديمقراطي، مرددين شعارات "لا للصمت الدولي"، و"تحيا المقاومة"، و"تحيا مقاومة قوات سوريا الديمقراطية".
وعلى هامش المظاهرة قالت عضو مؤتمر ستار ابتهال محمد "اليوم نقدم الدعم للمقاومة والأهالي في سد تشرين، ونستنكر الهجمات التي تطالهم، جميعهم مدنين عزل ذهبوا ليطالبوا بإحلال السلام على أراضيهم، الدولة التركية احتلت عدة مناطق من إقليم شمال وشرق سوريا منها سري كانيه وعفرين وتل أبيض ومؤخراً منبج"، مضيفةً "نحن ندير مناطقنا بمشروع الإدارة الذاتية إنه ديمقراطي يخدم مصالح جميع المكونات، لكن لا يكتمل مشروعنا إن لم نعيد مناطقنا المحتلة".
وعن استهداف قوافل المدنيين قالت إن "تواجد الأهالي فوق جسم السد على الرغم من الاستهداف الجوي والبري المستمر يشكل خطراً على دولة الاحتلال التركي، واستهدافه للمدنيين يدل على ضعفه وانكساره".
وبدورها أيضاً استنكرت عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي يسرى لياس الهجمات التركي على السد والصمت الدولي إزاء ما تتعرض له المنطقة "نحن اليوم في هذه التظاهرة نناشد منظمات حقوق الإنسان للحد من جرائم الاحتلال التركي، هذه المنظمات دوماً تلتزم الصامت تجاه ما يحصل من انتهاكات في إقليم شمال وشرق سوريا"، مؤكدةً أنه من حق جميع مكونات إقليم شمال وشرق سوريا أن تعيش على أرضها بسلام "نحن هنا لدعم قواتنا المقاومة لآخر نفس من أجل أمن وسلامة المنطقة، وللمطالبة بحقنا بالعيش على أرضنا بسلام، ونتعهد بأننا سنقاوم من أجل الحفاظ على أرضنا وكرامتنا".