مؤتمر "زنوبيا" التّأسيسي الأول يجمع نساء المناطق المحررة

برز تكاتف نساء المناطق المُحررة في شمال وشرق سوريا، عبر مؤتمر يجمعهن، اتخذنَّ خلاله "زنوبيا" مثالاً لهنَ، فأطلقنّ عليه اسمها

الرقة ـ .
عُقد المؤتمر التَّأسيسي الأول لتجمع نساء زنوبيا الاثنين في الأول من حزيران/ يونيو 2021، تحت شعار "بنضال المرأة المنظمة سنحمي ثورتنا ونصنع السَّلام"، على مستوى المناطق المحررة "الرّقة، الطّبقة، منبج، ودير الزّور"، بمدينة الرَّقة بشمال وشرق سوريا.
ويهدف التنظيم الجديد للوصول إلى كافة النساء وتمكينهنَّ على كافة المستويات ليكون لهنَّ دور بارز في المرحلة القادمة نحو الحل السياسي في سوريا وإحلال السلام في البلاد.
 
 
وتخلل المؤتمر كلمة الرئيسة المشتركة للإدارة الذّاتية في شمال وشرق سوريا بيريفان خالد، هنئت فيها انعقاد المؤتمر وقالت إنه بفضل تضحيات شهيدات الحرية. 
وأكدت على أن الجميع يعرف التّحديات والصّعوبات التي عانتها المرأة في مناطقنا "الشَّرق الأوسط يعاني من الذّهنية الذّكورية منذ عصور، والتي عززتها السّلطات الحاكمة، ونالت المرأة الضّرر الأكبر منها".
وعندما دقت نواقيس الحرية وجدت المرأة نفسها في موقف المواجهة والتّصدي، لذا كان لا بد لها من تذليل المعوقات التي وقفت أمامها لتصل إلى أهدافها، كما تقول.
وأشارت بيريفان خالد إلى أن المرأة واجهت أساليب وحشية وبشعة لطمس وجودها، إلا أنها سليلة الحرية، أثبتت للعالم جدارتها رغم كل شيء "لا أحد يستطيع الوقوف أمام إرادتنا".
وتمنت أن تكون تجربة هذا المؤتمر حافزاً للنساء في كافة مناطق سوريا "لنوحد مبادئنا يجب أن نوصل صوتنا للمرأة في كل مكان". 
وعلى هامش المؤتمر تحدثت لوكالتنا النّاطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المُستقبل في منبج وريفها ابتسام عبد القادر، عن اجتماع النَّساء من كافة المُكونات والأطياف من أجل هدف واحد وهو رفع راية حرية المرأة.
وبينت أنه عقب تحرير جميع المناطق من رجس مرتزقة داعش انطلقت المرأة بقوة لإثبات نفسها في جميع المجالات "تحدينا كل الظَّروف، ووصلنا إلى مواضع صنع القّرار، وما هذا التّجمع إلا ثمرة ما زرعته المرأة على مدار أربع سنوات".
وأشارت إلى أن النّساء يتكاتفنَّ في كافة المناطق المحرر ليرسلنَّ رسالة مفادها أن قضية المرأة ليست محلية إنما عالمية "زنوبيا هي فخر المرأة السورية المناضلة والقائدة ذات العزيمة، ولأنها إحدى الأمثلة النَسوية البارزة كان هذا المؤتمر باسمها".  
ولأنهن حفيدات زنوبيا أوضحت ابتسام عبد القادر أنهن سيكملن نهجها وطريقها، مؤكدة على أن زنوبيا "أجبرت التّاريخ الذي كان يدفن إنجازات النّساء على الاعتراف بقوتها، لذا نستمد إصرارنا منها ومن شهيدات اليوم اللواتي لم يبخلنَّ بأرواحهنَّ من أجل حرية المرأة والوطن".
وحول برنامج المؤتمر، تقول ابتسام عبد القادر "قرأنا تقريراً يبين أهم منجزات وأعمال لجان ومجالس المرأة منذ تأسيسها، وقيمنا ما وصلنا إليه، وتم ترشيح وانتخاب سبع عضوات إداريات للتجمع من المناطق الأربعة، وسيتم قراءة النَظام الدّاخلي للنقاش والتّصديق عليه". 
 
 
أما الإدارية في إدارة المرأة بمدينة الرقة وريفها اعتماد الأحمد، فبينت أن أهم أهداف المؤتمر تتلخص في توحيد النّساء في المناطق المحررة، والوصول إليهنَّ اينما وجدنَّ "بعد سنوات من الظّلم، نريد أن نحررها فكرياً، ونحفز وعيها".
وتشير إلى أنه لتحقيق أهداف هذا المؤتمر عملنّ لسنوات على تأسيس وافتتاح المنظمات والهيئات والمجالس والدور الخّاصة بالمرأة" لنحقق العدالة والمساواة بين كافة المكونات ونحقق مبادئ الحرية والدّيمقراطيَّة".
وترى عضوة منسقية مؤتمر ستار ريحان لوقو أن هذه الخطوة هامة لأنها إعلان وحدة لجميع نساء المناطق المحررة "هذا يبرز دور المرأة القيادية في مقاومة واقع ينفي وجودها، وسعيها لعيش حياة حرة كريمة".
وأشادت بقوة المرأة ونضالها وبهذا الاتحاد "أصبحنا عائلة ستبني المجتمع الديمقراطي الذي تطمح إليه، من أجل تأمين حياة المساواة والسّلام لكافة النّساء". 
يذكر أن 150 مندوبة ممثلات عن القوى السياسية والعسكرية في شمال وشرق سوريا شاركن في أعمال المؤتمر التأسيسي الأول.