مؤتمر ستار يشجب استهداف عضوته هيفا العربو ويعاهد بمواصلة نضالها
أدان مؤتمر ستار عبر بيان استهداف عضوته من قبل الدولة التركية، التي تسببت في استشهادها في إقليم كردستان، عندما كانت متجهة لعقد اجتماعات مع تنظيمات نسائية.
قامشلو ـ عاهد مؤتمر ستار بمواصلة النضال على طريق عضوته هيفا العربو، مؤكداً أن "مهما كان الثمن باهظا ومؤلماً لا يمكن لأي قوة أن تعيدنا إلى حياة العبودية والقمع وسنعمل على نجاح الثورة الوطنية الديمقراطية وثورة المرأة".
أدلى مؤتمر ستار اليوم الثلاثاء 4 شباط/فبراير بياناً في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا, وأدان من خلاله الهجوم الذي استهدف عضوة منسقيته هيفا العربو بطائرة مسيّرة للدولة التركية في إقليم كردستان.
وأستهل البيان "ارتكبت الدولة التركية جرائم حرب في إقليم كردستان واستهدفت النساء الثوريات، ويواصل الاحتلال التركي عدائه تجاه المرأة ووحشيته أمام أعين العالم، ففي 27 كانون الثاني/يناير الفائت عندما سافرت عضوة منسقيتنا هيفا العربو إلى إقليم كردستان بهدف الاجتماع مع المنظمات النسائية، تعرضت للاستهداف من قبل الدولة التركية واستشهدت نتيجة لذلك".
واستنكر مؤتمر ستار الهجوم الذي استهدف عضوته "الاحتلال التركي أضاف جريمة جديدة إلى جرائمه ضد الإنسانية، بهذه الطريقة يريدون كسر إرادة المرأة وإجبارها على الخضوع، ولكن لا يجب أن ننسى أن كل شهيد يقوي عزيمتنا وإصرارنا على الحرية والنصر، ويرفع روح الانتقام ضد هذا النظام الفاشي والقمعي".
وتطرق مؤتمر ستار إلى نضال وشخصية هيفا العربو "هيفا العربو المعروفة بـ صالحة فيان من مواليد 1981 من مدينة الدرباسية في إقليم شمال وشرق سوريا، نشأت في أسرة وطنية ملتزمة بثقافتها ولغتها وهويتها، عملت عائلتها على تربيتها منذ الصغر على قيم الثورة الشعبية وفلسفة المرأة الحرة، ولذلك شاركت دون تردد في العمل السياسي وهي في السادسة عشرة من عمرها وشاركت في أعمال تنظيم الشعب كفتاة كردية".
وأوضح البيان "عبرت جبال كردستان في عام 2000 من أجل حرية شعبها وحرية المرأة، ولكي تصبح مناضلة رائدة من أجل الحرية، دربت نفسها على الانضباط حتى النهاية فأصبحت مثالاً للتواضع والتضحية والمرأة الحرة، لقد كانت مناضلة حقًا لشعبها وقضيتها حبها لوطنها وارتباطها بقيم الثورة النسائية دفع هيفا العربو للانضمام إلى حركة الحرية، ولم تعترف بالحدود التي وضعها العدو، فأصبحت مناضلة من أجل الحرية في كل أنحاء كردستان، وفي الشرق والجنوب والغرب قامت بعمل لا مثيل له لتنظيم الشعب الكردي والمرأة الكردية".
وحول نضالها في إقليم شمال وشرق سوريا على صعيد توحيد الصف الكردي والنهوض بواقع النساء أشار البيان "كانت تؤمن بوحدة الشعب الكردي وكافحت بشغف كبير من أجل وحدته، لقد جسدت هيفا العربو ثورة المرأة والحياة والحرية في شخصها، وبذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه الثورة إلى ثقافة وحياة، ولم تعمل من أجل النساء الكرديات فحسب، بل النساء العربيات أيضاً، بعد تحرير مناطق مثل الرقة ومنبج والطبقة ودير الزور من داعش، عملت في هذه المجالات على بناء منظمات نسائية ونشر علم الحرية بين النساء وتمكين المرأة من المشاركة في كافة مجالات الحياة، فأصبحت مثالاً للمرأة الثورية التي تستطيع كل النساء أن تستمد منها القوة وترى أنفسهن قائدات".
وكانت هيفا العربو من مؤسسي الإدارة الذاتية، وبذلت جهوداً كبيرة لضمان مشاركة كافة الهويات، ومنح المرأة مكانة متساوية في نظام الإدارة الذاتية، وتحقيق الديمقراطية الحقيقية، وعملت كعضوة في مجلس المرأة، تولت منصب الرئاسة المشتركة في مقاطعة الجزيرة، وعملت بشكل متساوٍ وعادل وديمقراطي مع كافة المكونات لبناء ثورة وطنية ديمقراطية، كما أوضح البيان.
وعلى صعيد نضالها الثوري والنسوي أكد مؤتمر ستار بأن "اعتقاداً منها أن الثورة النسائية هي أساس الثورة الاجتماعية، انضمت في نهاية المطاف طوعياً إلى مؤتمر ستار، وانتخبت كعضوة منسقة في المؤتمر الأخير، وكانت قدوة لنساء اللواتي تلقين تدريباتهن وكانت رفيقة لكل امرأة، ولم تعرف حدوداً في مسيرتها من أجل حرية الشعب الكردي وحرية المرأة، ولهذا السبب صنعت مكانتها في قلوب الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة وفي قلوب جميع النساء".
وعاهد مؤتمر ستار في ختام البيان على مواصلة النضال "يجب على الدولة التركية القاتلة والفاشية أن تعلم أنه كلما زاد استهدافها لمثل هذه النساء، كلما زاد غضبنا وقوة وروح الانتقام، هذا العلم الذي رفعته هيفا العربو تسير تحته اليوم مئات الآلاف من النساء، مهما كان الثمن باهظا ومؤلماً لا يمكن لأي قوة أن تعيدنا إلى حياة العبودية والقمع, وإننا نعد كل الشهداء بأننا سننتقم لهم وسنعمل على نجاح الثورة الوطنية الديمقراطية وثورة المرأة".