مؤتمر ستار يدعو لحماية السويداء ووقف الانحدار نحو الحرب أهلية

دعا مؤتمر ستار في بيان له، إلى تحرّك عاجل لوقف المسار الكارثي الذي تشهده سوريا، مشيراً إلى أن المشهد السوري يهدد بالانزلاق نحو حرب أهلية مفتوحة تُهدد النسيج المجتمعي.

مركز الأخبار ـ حذر  مؤتمر ستار من أن ما تشهده البلاد مؤخراً تعتبر لحظة مفصلية تنذر بمخاطر جسيمة تهدد وحدة الشعب السوري وتماسكه، مؤكداً رفضه القاطع لكل أشكال العنف والخطاب الطائفي.

في ظل تصاعد وتيرة العنف والاقتتال الداخلي الذي تشهده مدينة السويداء السورية، وما أسفر عنه من مآسٍ إنسانية، أصدر مؤتمر ستار اليوم الثلاثاء 15 تموز/يوليو، بياناً، معرباً عن قلقه الشديد إزاء الانفلات الأمني والخطاب التحريضي.

وجاء في البيان "يتابع مؤتمر ستار بقلق بالغ الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة السويداء خلال اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن سقوط المئات من الضحايا المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، نتيجة للاقتتال العشوائي والانفلات الأمني، ما يُؤشِّر إلى انزلاق المشهد السوري نحو حرب أهلية مفتوحة تُهدد النسيج المجتمعي برمته". 

وأشار البيان "هذا السياق، نترحم على أرواح الشهداء جميعاً، وعلى رأسهم الشهيدة فوزية الشعراني، التي قاومت ببسالة من داخل منزلها، دفاعاً عن كرامتها وعن المدنيين العُزَّل، في وجه فصائل مسلحة منفلتة لا تمتُّ للشرعية بصلة. ونعزي أنفسنا وكل أبناء شعبنا السوري بهذا المصاب الجلل". 

وأضافت "من وجهة نظرنا، إن ما يجري اليوم يعبِّر عن عجز السلطة الانتقالية عن ضبط الخطاب العام الذي بات مشحوناً بالكراهية والتحريض الطائفي والمناطقي ضد مكونات بعينها من الشعب السوري، ونحمِّل الحكومة المؤقتة مسؤولية السماح بتنامي هذا الخطاب المتعالي والمستفز، وكذلك مسؤولية كل ما ينتج عنه من اعتداءات مباشرة، لا سيما ضد النساء، اللواتي كُنَّ دوماً الضحايا الأكبر في هذه الحرب، وهُنَّ اليوم يُستهدَفنَ مجدداً دون أن تُوفَّر لهنَّ أبسط أشكال الحماية". 

وأدان مؤتمر ستار بأشد العبارات الهجوم الذي تشنه مجاميع مسلحة تدَّعي تمثيلها لعشائر المنطقة، وأكد رفضه بشكل مطلق الخطاب الطائفي المُحرِّض الذي يصدر عنها، وأبدى شكوكه العميقة تجاه الذرائع التي تُساق لتبرير هذه الاعتداءات. 

وتابع البيان "في الوقت الذي ندعو فيه إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف فيما جرى في السويداء، نُجدِّد التأكيد على أن هذه المدينة التي فتحت أبوابها وآوت المضطهدين من كل أنحاء سوريا خلال سنوات الاستبداد، لا تستحق أن تُكافأ بهذا العنف الغادر، إن الوفاء لتضحياتها يقتضي حمايتها لا تركها فريسة للاقتتال". 

وحذر البيان من "استمرار الحملات الإعلامية التحريضية والمغرضة التي تستهدف مكونات بعينها من الشعب السوري، ونؤكد أن التراخي في مواجهة مثل هذه الحملات، كما حصل سابقاً في أحداث الساحل، يؤدي إلى تعميق الصدع المجتمعي ونشر الكراهية والعداء بين أبناء الشعب الواحد". 

ودعا مؤتمر ستار في بيانه جميع القوى الوطنية في سوريا إلى تغليب منطق الحوار، وتحكيم صوت العقل والضمير الوطني، والانخراط في عملية تفاوض وطني شاملة تُنقذ البلاد من هوة الاقتتال الأهلي، وتؤسس لمرحلة جديدة من السلم والاستقرار، يكون فيها لكل مكوّن ولكل امرأة دور في بناء مستقبل سوريا الحرة والديمقراطية. 

وطالب المجتمع الدولي بالخروج عن صمته، والتحرك العاجل والفعال للضغط على الأطراف المسؤولة لوقف هذا التصعيد المدمِّر، وحماية المدنيين من ويلات الإبادة والعنف والفوضى، والعمل على خلق بيئة دولية داعمة لمسار سياسي حقيقي يُنقذ ما تبقى من سوريا.