مؤتمر في لبنان يؤكد على أهمية تمكين المرأة وتعزيز مهاراتها القيادية

نظمت مبادرة "رؤية المرأة" بالشراكة مع "الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة" المؤتمر الريادي الأول لتمكين النساء في الشرق الأوسط.

سوزان أبو سعيد
بيروت ـ
تخلل المؤتمر الذي عقدته مبادرة "رؤية المرأة" جلسات تمحورت حول سبل تعزيز القيادة النسائية من خلال عقد مؤتمرات في دول عربية أخرى خلال الأسابيع القادم، بهدف تمكين النساء ودعم ريادتهن في كافة المجالات.
أقامت مبادرة "رؤية المرأة" VoW مؤتمرها الريادي الأول في العاصمة بيروت تحت عنوان Empower Her، وبالشراكة مع "الاتحاد العربي للمرأة المتخصّصة (AUSW)"، وتخلل المؤتمر ورشة عمل لمجموعة من الناشطات في جميع المجالات وهيئات المجتمع المدني، وشكلت الورشة فرصة لتبادل الخبرات بين المتحدثات والمشاركات.
وضم المؤتمر محاضرات لنساء رياديات من المجتمع اللبناني، كما تم دعوة مجموعة من النساء بهدف تشجيعهن على الانضمام لهذه المبادرة التي تهدف لاستقطاب ما لا يقل عن مليون عاملة خلال فترة الـ 24 شهراً المقبلة، كما تهدف المبادرة إلى توسيع رقعة انتشارها.
وتمحورت حول كيفية ضمان حقوق المرأة في المنطقة العربية وتعزيز مبدأ العدالة والإنصاف، كيلا تبقى النساء أسيرات العقلية الذكورية والقيود المجتمعية، فضلاً عن أهمية تحقيق نقلة نوعية في المسيرة المهنية لكل امرأة عاملة، بحيث تتبوأ مناصب قيادية في شتى القطاعات، لتصبح شريكة فاعلة في اتخاذ القرارات ووضع الرؤى الاستراتيجية، بهدف تمكين العاملات وتعزيز معارفهن وثقتهن بأنفسهن، وترسيخ المهارات اللازمة مثل مهارات التواصل، القيادة، الذكاء العاطفي بعيداً عن أوجه الاستسلام، وللحصول على فرص ريادية.


المحاضرات في المؤتمر
وقالت المديرة العامة لإدارة الشؤون التربوية في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية الدكتورة غنى البدوي حافظ إن "عالجنا خلال إحدى المحاضرات عدة إحصاءات حيال وضع المرأة في التشريعات، والسياسة، والمجتمع والتعليم، وكانت الإحصاءات مختلفة، فأفضل الأماكن التي تعتبر المرأة فيها قوية هي موضوع التعليم، لكن هذا لا يكفي، فماذا بعد التعليم؟"، مشيرة إلى أن "المؤتمر خرج بتوصيات مهمة، لناحية الخطوات الإجرائية التي يمكن للنساء إنجازها من أجل تقوية موقفهن أكثر، ومن أجل أن تتحقق الشعارات".
وأشارت إلى أن التركيز كان على موضوع ريادة المرأة "هي مسألة صعبة إن كان على المرأة أو الرجل، لكن المرأة تواجه ضغوطاً إضافية، خصوصاً في ظل غياب التمويل والدعم، وعندما تكون المرأة رئيسة تكون هناك مشكلة ثقة، إذ يعتبر البعض أن لا قدرة لديها على أخذ القرار".
وأكدت على أن الأمر "يتطلب تكاتف جهود المجتمع، كما أن الرجل عنصر أساسي لجهة دعم المرأة في هذا الموضوع، وهو أحد المواضيع التي ركزنا عليها من خلال محاضرة تفاعلية واستنباط آراء المشاركين/ات لنصل إلى توصيات مهمة". 
من جهتها أوضحت رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع لبنان ناريمان الجمل أنها قامت بتغطية منطقة الشرق الأوسط، وتحدثت عن مشاركة المرأة في المواقع التنفيذية، وقالت إن المجتمع الغربي والعربي على السواء غير ناضج ليتمكن من تهيئة الأرضية الحاضنة للمرأة، كما قامت بتغطية عدداً من الإحصاءات والدراسات التي أثبتت مدى أهمية موقع النساء، كرئيسات حكومات محلية وتحتل مقاعد نيابية ومنتخبة.
وقالت الخبيرة في علم النفس العيادي دينا أحمد معماري "المرأة لديها ثلاثة تحديات أولها تحديات الجندر، ثانياً تنشئة المجتمع للمرأة، ثالثاً التوازن حيث هناك الكثير من النساء أمام خيار العائلة أو العمل".
وعنوان محاضرتها "الصمود والمرونة" حيث اعتبرت أن هاتين الصفتين مهارة يمكن تعلمها "كلما حققت المرأة إنجازات زادت ثقتها بنفسها وقدرتها على كسر المعايير الخاطئة، ومن المهم أن تكون المرأة قوية وهذا يتطلب مهارة التكيف والليونة وأن تهتم بشخصيتها ونفسيتها، كما أنه يجب عليها أن تكون مؤمنة بذاتها، وأن تدعم المرأة مثلها".
أما رئيسة قطاع السياحة في الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة على صعيد الدول العربية ولبنان الدكتورة كلود مرجي فقدمت مداخلتها تحت عنوان "تمكين المرأة للعمل السياسي، بهدف التغيير الإيجابي".
وقالت "السياسة ركيزة لكل العلوم والأمور المحيطة لجوانب حياتنا، الاقتصادية، البيئية، والعلوم المختلفة، وبالتالي علينا أن نربي الفئات الشابة على مفهوم السياسة والسلطة بالطريقة الصحيحة"، مؤكدةً أن هناك معوقات كبيرة خارجة عن إرادة النساء، لجهة القوانين التي لا زالت مجحفة بحق المرأة، والوضع الاقتصادي، وقد تابعنا الدراسات التي أثبتت أنه لوصول المرأة للسلطة هناك وسيلتان، التنافس أو التعاون، وعليها الاختيار بين الجانبين، ولجهة الكوتا لتقول للرجل بأنك لا يمكنك البقاء في السلطة إلى الأبد، فهو لن يتجه للتعاون وينتظر المرأة أن تكون شريكة له".
وأوضحت أنه "يجب أن تقتنع المرأة بأهمية مشاركتها السياسية وأن تتعرف على كافة جوانب السلطة لتتمكن من الوصول، وهي نفس الأساليب التي يلعبها الرجل ولكن ضمن القيم والأخلاق".
بدورها لفتت الإعلامية سارة مطر إلى أنهم استهدفوا في المؤتمر النساء على وجه الخصوص الناشطات في مجال قضايا المرأة سواء في المجال القانوني والحقوقي أو كمناصرات لقضايا المرأة على صعيد المجتمع، "دعينا ناشطات في مجال الصحافة والإعلام، والجهات الفاعلة على الأرض، والتي تستطيع إيصال صوت المبادرة لتشمل أكبر عدد من النساء، خصوصاً وأن المبادرة تهدف للوصول إلى ما يقارب من مليون شابة في نهاية عام 2025، ونعتبر كل امرأة فاعلة وناشطة صوتاً لهذه المبادرة وأن نساعدها بتمكين مهاراتها القيادية سواء في مجال عملها وأن تكون صلة وصل مع الأخريات في بيئتها الصغرى والكبرى".


مشاركات في المؤتمر 
وقالت كلوي شدياق إحدى المشاركات وخبيرة التواصل في شركة خاصة إن "المؤتمر مهم للغاية وقد تم تزويدنا بمعلومات هامة، تساعدنا على توعية من حولنا وتطبيق أمور تساهم بدعم النساء لنتمكن من إنجاز فرق ملحوظ وملموس في المجالات المختلفة، وقد تم عرض أرقام وبيانات مختلفة للمساهمة بزيادة عدد النساء اللواتي تصلن إلى مواقع صنع القرار، ولنكون قدوة للأجيال الصاعدة ولا سيما الفتيات".
من جهتها قالت النائبة في السياحة المستدامة في الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة ألفت البابا "دورنا في الاتحاد التعريف للأعضاء وغير الأعضاء بالسياحة في لبنان وتفعيلها داخل البلاد وخارجها، عبر نشاطات سياحية ورحلات تثقيفية تاريخية للمناطق، بالإضافة للاشتراك مع القطاع السياحي البيئي مثل زراعة أشجار".
وأشارت إلى أن "الاتحاد يضم 16 قطاعاً مثل التربية والتعليم، السياحة، الاقتصاد وغيرها من كافة المناطق اللبنانية، ومن ضمنه في مجال التربية والتعليم، وهناك مشروع "ربيع المطالعة" المستمر منذ أكثر من سبع سنوات".
وعن ورشة العمل بينت أنها جاءت لتعريف النساء بقدراتهن، لذلك يجب عليهن العمل عليها لتصبحن رائدات وقياديات "شعارنا في الاتحاد شركاء لا فرقاء، وتعمل ورشة العمل هذه على تمكين دور المرأة ومعرفتها بقدراتها في مجال القيادة".
وقالت المشاركة المنسقة الإعلامية للمركز الدولي للعدالة الإنسانية سمر حيدر "تمحور المؤتمر حول دور المرأة في المجتمع وكيفية بنائه بشكل سليم، والإضاءة على قدرات المرأة التي يمكن ألا تعرف عنها شيء، وهذا الأمر جعلني أتفهم ما حصل خلال تجربتي السابقة بترشحي لعضوية البلدية، وللنقاط التي كانت سبباً في انسحابي من المعركة الانتخابية، وجعلتني أتخطاها وأعمل على النقاط التي يجب العمل عليها لأصل إلى هدفي".
وأشارت إلى أنه "من منطلق كوننا إعلاميات، فعلينا الإضاءة على دور المرأة بصورة أكبر، ابتداء من مهامها كأم تعمل على توعية بناتها من الصغر، فعادة دور المرأة في المجتمع متعارف عليه كأم وزوجة وجدة وربة منزل، حيث يعطيها الرجل هذه المهام لتأسيس عائلة، ولكن علينا العمل ليكون لنا دوراً أكبر في المجتمع".