مؤسسة "أدوار" تنظم لقاء حواري في قطاع غزة لمناقشة واقع الطالبات الجامعيات
لتخفيف الضغوطات النفسية، ومعالجة بعض القضايا المجتمعية التي تعاني منها الطالبات، نظمت مؤسسة أدوار للتغيير الاجتماعي لقاءً حوارياً في قطاع غزة.
نغم كراجة
غزة ـ نظمت مؤسسة أدوار للتغيير الاجتماعي في قطاع غزة لقاء حواري لتحديد احتياجات ومتطلبات الطالبات الجامعيات في ظل تردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية في القطاع، ومناقشة التحديات والمصاعب التي تواجههن، بمشاركة 20 طالبة جامعية.
خلال اللقاء الحواري الذي نظم أمس الثلاثاء 5 تموز/يوليو، قالت منسقة مكتب أدوار في قطاع غزة فداء أبو درابي إن "اللقاء الحواري جاء تزامناً مع انتهاء الاختبارات النهائية، وهو عبارة عن جلستي دعم نفسي واجتماعي للتخفيف من الضغوطات الدراسية والنفسية التي تعرضت لها الفتيات الجامعيات، ونحاول دائماً استثمار جيل اليوم لأنهن هن قائدات وأمهات المستقبل".
وأضافت أن الحوار جاء لمناقشة عدة محاور أولية منها دراسة أسباب تمييز الفتيات عن الشباب في مفتاح القبول والتنسيق الجامعي، وأيضاً ضغط بعض الأهالي على بناتهم لدراسة تخصصات معينة، مؤكدةً على أن هذه التحديات تنشأ من العادات والتقاليد والتمسك بالنظرة الأبوية الدونية حتى اليوم.
وأشارت فداء أبو درابي إلى أن "مقر مؤسسة أدوار في قطاع غزة هو موقع استراتيجي مميز؛ لجذب تلك الفئات المستهدفة من الفتيات، وسهولة الوصول لخدماتنا من مختلف مناطق القطاع".
وأوضحت آمال الزريعي إحدى المشاركات في اللقاء "بحكم أنني طالبة في تخصص تصميم الجرافيك، فالتكاليف المفروضة علينا تشكل عبء أكبر أثناء دراستنا في الجامعة، لأنه لا يسمح لأي طالب/ة دخول المحاضرة دون إحضار الحاسوب المحمول ذو مواصفات عالية وقياسية، وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية ليس بإمكان الجميع توفير مثل تلك المتطلبات الإجبارية".
وأضافت أن "غلاء الأسعار وارتفاع مستويات الفقر في القطاع لا يتناسب مع المتطلبات الجامعية، كما أننا نحتاج إلى تدريبات خارجية مدفوعة الأجر حتى نتمكن من التوجه لسوق العمل ببراعة، والجامعة لا تتكفل بإعطائها مجانياً أو رمزياً".
ومن جانبها قالت الطالبة رغد صبرة "في بعض الأحيان هناك مواد تعليمية تحتاج إلى دروس خارجية نتيجة شرح الدكتور أو المحاضر بشكل بسيط دون تكثيف الجهود في إيصال الفكرة، ومن المؤسف أن هذه الدروس والتدريبات تحتاج إلى مبالغ مالية في ظل تردي الوضع الاقتصادي الذي يعم على الجميع".
وأضافت "الجامعة تجبرنا على تسديد الرسوم بشكل منتظم، ومن يخالف ذلك يمنع من تقديم الاختبارات"، مشيرةً إلى أن العديد من الاختبارات لم تقدمها نتيجة عدم مراعاة الجامعة ظروفها الاقتصادية وحرمانها من استمرارية عملية التعليم بشكل طبيعي.
وأشارت إحدى المشاركات نهى أبو عويمر إلى أن "أبرز التحديات التي واجهتني أثناء دراستي الجامعية هو افتقار الدورات التدريبية التي كانت من الممكن أن تؤهلني إلى سوق العمل بعد التخرج بشكل أسرع، فقررت التواصل مع مؤسسة أدوار لطرح تدريبات ودورات مجانية تمكنني من التأهيل المجتمعي مثل التوعية والتثقيف حول التخصص".
وبدورها قالت الأخصائية النفسية مي موسى "نحاول بقدر الإمكان تخفيف العبء والمسؤوليات التي تقع على عاتق الطالبات الجامعيات خاصةً المهمشات نتيجة عدة مصاعب أبرزها النظرة الذكورية السائدة التي تحتم عليهن البقاء في المنزل والاعتناء به دون الالتفات إلى مستقبلهن وتطوير ذاتهن"، لافتةً إلى أن "أكثر المواضيع انتشاراً التمييز العنصري بين الجنسين في معدلات القبول والحصول على فرص العمل".
كما بينت أن البيئة المحيطة بالفتيات تفرض عليهن أساليب حياة معينة، واختيار تخصصات دراسية محددة نظراً للعادات والتقاليد التي نشأت عليها عوائلهن دون أن يحق لهن التعبير أو الاعتراض.