متطوعة في سمسور: لا يمكن للدولة أن تعيق تضامننا

تعمل فرق المتطوعين ليلاً ونهاراً في مدينة سمسور بشمال كردستان، حيث ازداد التضامن على الرغم من كل العقبات، تقول بتول آكسو وهي إحدى المتطوعات اللواتي دعمن ضحايا الزلزال مادياً ومعنوياً "سنعيد بناء الحياة هنا".

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ مع مرور 13 يوماً على وقوع الزلزالين الكبيرين الذين كان مركزهما مدينة مرعش بشمال كردستان، يتزايد عدد الأشخاص اللذين فقدوا حياتهم، يوماً بعد يوم.

وفقاً للأرقام الرسمية فقد أكثر من 40 ألف شخص حياتهم حتى وقت إعداد هذا الخبر، في الوقت الذي يعاني فيه الناجون من صعوبات شديدة، إلا أنهم بفضل التضامن يتشبثون بالحياة، ففرق المتطوعين التي تعمل في الميدان منذ اليوم الأول للزلزال، تقدم الدعم المادي والمعنوي للضحايا.

في مدينة سمسور "أديامان" التي دمرت بنسبة 50% بسبب الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من شباط/فبراير الجاري، لم يشاهد أي مسؤول حكومي في الشوارع خلال الأيام الثلاثة الأولى، وقال أهالي المدينة أنهم لم يتمكنوا من تلقي أي مساعدة لمدة ثلاثة أيام، وإنهم أخرجوا أبناءهم من تحت الأنقاض ونجوا بفضل الفرق التطوعية التي تسارعت وقدمت إلى المدينة، مشيرين إلى أن الدولة لم تأتي لمساعدة مواطنيها رغم كل نداءاتهم.

 

التضامن مستمر بالرغم من العقبات

يتم تجهيز المساعدات بالتنسيق مع المنظمات العمالية ومجالس حزب الشعوب الديمقراطي HDP في المستودعات ويتم توزيعها على المواطنين المحتاجين، بينما يشارك المئات من المتطوعين في أعمال الإغاثة المستمرة منذ أيام، فالمتطوعين الذين كانوا في الميدان منذ اللحظة الأولى لا يغادرون أماكنهم على الرغم من الظروف الصعبة ويستمرون في المساعدة، وقد أكد المتطوعون الذين يقيمون في خيام في سمسور ويعملون في المستودع طوال اليوم، على أن هذا التضامن سيستمر رغم كل العراقيل.

تقول بتول آكسو وهي إحدى المتطوعات اللواتي تعملن في المستودع عن تواجدها في الساحة منذ ١٠ أيام، "منذ اليوم الأول نحاول البقاء في المستودعات وتوصيل المساعدات إلى شعبنا، وجودنا هنا سيمنح ضحايا الزلزال القوة المادية والمعنوية، قمنا بعملنا بدعم من شعبنا، منذ اليوم الأول للزلزال يرى الناس هذا ويقولون إن الدولة والسلطات لم تتواجد في المنطقة، يتضامن الناس والمتطوعون هدفنا ليس توزيع المساعدات فقط، ولكن أيضاً محاولة مداواة جراح الناس والوقوف جنبهم، كما أننا سنبذل قصارى جهدنا لمساعدة الناس على التمسك بالحياة مرة أخرى".

 

"سنداوي الجروح والآلام معاً"

وأوضحت أن الناس في منطقة الزلزال يواجهون العديد من المشاكل "نعلم أن الدولة لم تساعد أهالي المدينة بأي شكل من الأشكال، حيث ضرب الزلزال الجنوب والشرق، ترك الناس مع آلامهم لوحدهم هنا، لقد تضامنا مع شعبنا نحن نعلم جيداً أن الشيء الرئيسي هو التضامن، ننادي جميع فرق المتطوعين للذهاب إلى جميع المناطق التي ضربها الزلزال، وخاصةً وسط أديامان، دعونا نداوي معاً الجروح والآلام هنا، سنبذل قصارى جهدنا لخلق حياة جديدة لإعادة بناء هذه الأماكن، يجب أن نقوم بحشد كل مواردنا المادية والمعنوية من أجل شعبنا".

 

"إنهم يفعلون كل شيء لمنع التضامن"

وأكدت على أن التضامن والعمل سيستمران "اعتداءات الدولة مستمرة، قبل أيام قليلة عينوا وصياً على مركز تنسيق الأزمات في بازاركيكس، إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع التعاون والتضامن هنا، إننا نواجه مضايقات من قبل سلطات إنفاذ القانون، لكن لا يمكن لأي إعاقة للدولة أن تمنع تضامننا، ولن يتمكنوا أبداً من منعنا في تقديم العون لشعبنا".