مسيرة شعبية في الرقة لدعم قوات سوريا الديمقراطية

خرج أهالي الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا في مسيرة جماهيرية نددوا خلالها بالهجمات الوحشية التي تستهدف المنطقة، معلنين عن دعمهم وتضامنهم لقوات سوريا الديمقراطية.

الرقة ـ عبر المئات من أهالي مدينة الرقة عن دعمهم الكامل لقوات سوريا الديمقراطية، وتعهدت النساء بأن يكنّ في الصفوف الأمامية للدفاع عن أرضهن في وجه أي تهديد.

في مسيرة جماهيرية حاشدة نُظمت اليوم الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر في مقاطعة الرقة، أكدت المئات من الأهالي دعمهم الكامل لقوات سوريا الديمقراطية، مؤكدين التزامهم بالوقوف إلى جانب هذه القوات.

في تصريح لها على هامش الفعالية، أوضحت ميديا سليمان، الإدارية في مركز الهلال الذهبي، أن الهدف من تنظيم هذه المسيرة هو التعبير عن التضامن الشعبي مع قوات سوريا الديمقراطية، مشيدةً بدورها الحيوي في حماية أمن واستقرار المنطقة "نحن اليوم نُصدر بيانات وننظم المسيرات لنؤكد دعمنا لقسد، ونُجدد العهد على الوقوف معها في وجه كل من يحاول زعزعة أمننا".

كما سلطت الضوء على الدور البارز الذي لعبته المرأة منذ انطلاق ثورة روج آفا، مؤكدةً أن النساء في الرقة كنّ ولا يزلن في طليعة النضال والمقاومة "سنبقى صفاً واحداً، كنساء وأهالي الرقة، وندعم قوات سوريا الديمقراطية حتى آخر رمق".

بدورها أكدت آلاء الصالح، عضوة مجلس تجمع نساء زنوبيا، خلال مشاركتها في المسيرة الجماهيرية، أن "الحضور الواسع من النساء والرجال، كباراً وصغاراً، جاء تعبيراً عن التضامن المطلق مع قوات سوريا الديمقراطية، في ظل تصاعد الهجمات الوحشية التي تستهدف المدنيين، وآخرها ما جرى في دير حافر من اعتداءات على الأبرياء".

وأوضحت أن "هذه الهجمات ليست جديدة، بل تأتي ضمن سلسلة من المحاولات الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، والنيل من مكتسباتها، لا سيما الإنجازات التي حققتها المرأة في مختلف المجالات".

ووجهت دعوة إلى جميع النساء للاتحاد والوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه التهديدات، مؤكدةً أن المرأة أثبتت قوتها وقدرتها على حماية أرضها، بعد أن لعبت دوراً حاسماً في القضاء على داعش.

وانتهت المسيرة بإلقاء كلمة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا، جاء فيها "نحن نساء الرقة، المدينة التي ذاقت   نسائها مرارة التهميش وسيطرت داعش، بعد سنوات من الظلام الدامس، بزغت شمس الحرية بفضل تضحيات أبنائنا وبناتنا في قوات سوريا الديمقراطية، الذين رووا بدمائهم الزكية أرضنا الطاهرة، وحررونا من براثن الإرهابيين".

وأضافت "إن قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكلت من نسيج مجتمعنا السوري المتنوع، من كرد وعرب وسريان وتركمان وغيرهم من المكونات الأصيلة، هي قوتنا التي نعتز بها، هي درعنا الواقي، هي الضمانة الوحيدة لبقاء الأمن والاستقرار في مناطقنا المحررة، هؤلاء الأبطال قدموا الغالي والنفيس، ضحوا بأرواحهم فداءً لنا ولأرضنا، وحققوا نصراً تاريخياً على قوى الظلام والشر".

وأكدت "نرفض أي تهديد أو محاولة للنيل من قواتنا، وسنقف صفاً واحداً إلى جانبها في وجه أي عدوان أو مؤامرة تستهدف المساس بمكتسبات شهدائنا الأبرار، لن نسمح لأي كان أن يعيدنا إلى الوراء، إلى زمن القهر والعبودية، ولن ندخر جهداً في الدفاع عن حريتنا وكرامتنا".

وأشارت الكلمة إلى أن "مطلبنا واضح وثابت، نريد سوريا ديمقراطية لامركزية، تحترم حقوق جميع مكوناتها، وتضمن مشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، نريد سوريا موحدة، قوية، مزدهرة، تنعم بالعدل والمساواة".

واستنكر التجمع في رسالته "في هذا السياق، نعبر عن غضبنا واستنكارنا الشديدين لتصريحات أحمد الشرع، التي هدد فيها بالاستعانة بالجيش التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية، إن هذه التصريحات المشينة تمثل خيانة عظمى للوطن وللشعب السوري، وتكشف عن مدى انحطاط هذا الشخص وارتهانه لأجندات خارجية لا تخدم مصلحة سوريا وشعبها، إننا نعتبر هذه التصريحات بمثابة طعنة غادرة في ظهر كل سوري حر وشريف، كما نرفض وندين بشدة التهديدات المتواصلة من قبل الدولة التركية ا لمدننا وقرانا السورية، وندين ممارساتها الإجرامية في المناطق المحتلة، مثل عفرين وتل أبيض ورأس العين، حيث تقوم بتغيير ديموغرافي ممنهج وتهجير السكان الأصليين وتوطين الغرباء إن هذه الممارسات تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولا يمكن السكوت عليها".

وطالبت "الحكومة السورية في دمشق، بدلاً من تهديد قوات سوريا الديمقراطية التي تحمي أرضنا وشعبنا، أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية وأن تعمل بكل جدية على إخراج الاحتلال التركي من جميع الأراضي السورية المحتلة، وأن تضع حداً لجرائمه وانتهاكاته".

وأكدت "إننا إذ ندين هذه الجرائم، فإننا نستذكر أيضاً المجازر المروعة التي ارتكبت بحق أهلنا في الساحل السوري والسويداء، والتي لم تجف دماؤهم بعد، وها هي أيادي الغدر والإجرام تمتد لترتكب مجزرة جديدة بحق أهلنا في دير حافر، حيث استهدفت قذائف الغدر منازل المدنيين الآمنين، لتزهق أرواحاً بريئة، وتخلف وراءها دماراً وخراباً، هذه المجزرة، التي وقعت قبل أيام قليلة، هي دليل قاطع على استمرار مسلسل العنف والقتل الذي يستهدف شعبنا السوري، وعلى إفلات المجرمين من العقاب".

وختمت بالقول "نحن نساء الرقة، اللواتي عاهدن الشهداء على المضي قدماً في طريق الحرية والكرامة، نؤكد دعمنا المطلق لقوات سوريا الديمقراطية، ونعلن أننا سنكون في مقدمة الصفوف للدفاع عن أرضنا وكرامتنا، سنبقى صامدين شامخين، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة لبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة".