معسكر "هن في صنع القرار" لتأهيل وتنمية قدرات النساء داخل الأحزاب
تحتاج النساء في الأحزاب المصرية إلى تنمية قدارتهن وتبادل الخبرات فيما بينهن لتطوير مهاراتهن، بهدف تأهيلهن للوصول إلى مراكز التأثير السياسي والتواجد في أماكن صنع القرار.
أسماء فتحي
القاهرة ـ نظمت أمانة المرأة المركزية للمرأة في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، معسكر للنساء في عدة مناطق للوقوف على عدد من المحاور الرئيسية التي تهدف لتنمية وتطوير مهارات المشاركات والتطرق لعدد من القضايا المحورية، التي ستسهل عليهن العمل خلال الفترة المقبلة.
الجندر والرؤية النمطية للمرأة
خلال المعسكر أنجزت رئيسة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة وعضو الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي هبة عادل، نشاط تفاعلي متخصص عن النوع الاجتماعي للفرقة العملية بين ما يثار حول الأدوار النمطية للمرأة ونوعها الاجتماعي بالمقارنة مع الرجل.
وخلال النشاط رسم الحضور صورة لرجل وأخرى لامرأة وتم كتابة صفات الذكر والأنثى وفق رؤية الحضور واشتملت على أكثر من 30 صورة في ذهن المشاركات تم تفنيدها والمقارنة بينها فلم يظهر أي اختلاف بين الرجل والمرأة إلا في الصفات البيولوجية المرتبطة بالإنجاب والجهاز التناسلي لكلاً منهما.
وأوضحت بأن هناك عدد من الأفكار النمطية يضعها المجتمع في عقول النساء تمهيداً لاستغلالهن اجتماعياً لصالح خدمة الرجال ويتم تحميلهن بأعباء قد لا تقوين عليها، ومهام تصنف عادة أنها تخص المرأة مع العمل على تعزيز الأفكار حول إمكانياتها المحدودة وعواطفها وغيرها من الأمور التي لا علاقة لها بتكوين الرجل والمرأة، لأن كلاهما يستطيع ممارسة نفس المهام لذلك يجب أن تعي كل امرأة حقوقها وتتحرر من تلك الأفكار التي تكبلها بالأعباء.
إيجابيات وسلبيات العمل الجماعي وسبل التغلب على العقبات
أكدت عضو مجلس النواب، مها عبد الناصر، أن الخبرات المختلفة من شأنها أن تثري أي نقاش وتصنع قرارات ذات مضامين قوية ومتنوعة متأثرة بالخبرات المتعددة، وتمحورت محاضرتها في اليوم الأول من المعسكر حول العمل الجماعي وتأثيره المباشر على فريق العمل وسبل الوصول لأعلى نقاط النجاح، معتبرة أن له العديد من الفوائد أبرزها تحسين الإنتاج، والقدرة على صنع قرار أفضل.
ولفتت إلى أن هناك أيضاً سلبيات للعمل الجماعي منها وجود خسائر بسبب التنسيق، وزيادة المشاكل الشخصية، فضلاً عن عدم وضوح الأهداف والرؤية، مع احتمالية توزيع المهام الغير مرغوب بها أو الغير واضحة بالنسبة للأفراد المشاركين في النشاط أو العمل المستهدف.
وأوضحت أن الصراعات داخل العمل الجماعي واردة والأهم هو التغلب عليها فليس بالضرورة أن يكون القائمين على العمل الجماعي على أرضية فكرية واحدة، وقد يحدث بالفعل اختلاف ولكن الرؤية والأهداف المرجوة تجعل من الأزمات والصراعات مجرد تباين في الرأي حول طريقة الوصول، لافتة إلى ضرورة التكيف وإعادة الهيكلة بعد كل خلاف يحصل بين فريق العمل.
ومن جانبها قالت أمينة المرأة بشمال أسيوط في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي يسرا أبو الفضل لوكالتنا، إن المعسكر أضاف لهم الكثير من الخبرات والتجارب التي سيستخدمونها بعد العودة لمدنهم، لافتةً إلى أنهم كانوا بحاجة لمثل هذه الفاعلية.
وأضافت أنها وزميلاتها قررن العودة إلى أماناتهن بالمحافظات المختلفة ووضع خطط للعمل عليها بهدف ايجاد أسس وقواعد للتفاهم فيما بينهن وتشكيل فريق عمل يحقق مزيد من التقدم في العمل المجتمعي، مشيرةً إلى أنها في إطار حملة الـ 16 يوماً قامت بعمل ورشة في قرية عرب المدابغ بأسيوط واجتمعت مع القرويات لتوعيتهن بشأن العنف وسبل حماية أنفسهن وأطفالهن.
وعن أزمات النساء داخل محافظة أسيوط أوضحت، أن أسيوط بها أكبر نسبة تزويج القاصرات لذلك فهي تحتاج للتوعية بهذا الشأن، لافتة إلى أن الحالة باتت ملحة لوضع قانون رادع؛ لمنعهم عن ممارسة تزويج القاصرات.
وبدورها قالت عضو أمانة إعلام محافظة الجيزة بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي نورهان عويان، أن أبرز النقاط التي تطرق لها المعسكر وكانت مفيدة إلى درجة كبيرة في اليوم الأول، الأنشطة التفاعلية التي قدمتها المدربة هبة عادل والتي تحدثت حول آليات العمل في المحافظات والتنسيق بشكل عام.
وأشارت إلى أن الحضور كان متفاعلاً بنفس القوة وطرحوا عدد من الأفكار الهامة حول سبل تطوير الكوادر النسائية، بالإضافة إلى مساعدة الفتيات في المحافظات المختلفة في عدد من القضايا ومنها التحرش واقترحوا تكثيف العمل على إضاءة الطرق لإضافة مساحة من الأمان للنساء في محافظاتهن خاصة تلك التي تفتقر للخدمات في الشوارع.
وأكدت على أن المعسكر سيساهم بدرجة كبيرة في إيجاد حلول لآفة العنف الممارسة على النساء، وكذلك مناقشة قضية الطلاق، معتبرة أن المرأة تحت الضغط والقهر تتحول إلى شخص عنيف "المعسكر ساهم في إثراء حالة النقاش والتفكير في الأزمات والمشاكل بنسبة كبيرة من التوسع نتيجة طرح التجارب المختلفة لأمانات المرأة بالمحافظات مما زات من خبرات الحضور".
بينما قالت أمين مساعد بني سويف في الحزب المصري الديمقراطي، ومسؤول البحث العلمي والابتكار بالمركز الاستكشافي للعلوم في محافظتها الدكتورة نجلاء فايز الجزار، أن الفاعليات في اليوم الأول كانت جيدة وتم ممارسة عدد من الأنشطة التفاعلية خلالها وهو ما كسر حالة التعب الناتجة عن طول الطريق والسفر لساعات طويلة.
وعن وضع المرأة في بني سويف أوضحت أن محافظتها تتواجد على قرب خط الصعيد وتتواجد فيها ذات الأزمات، فالمناطق الحضرية تعطى مساحة أكبر للمرأة في الخروج للعمل والسفر أما باقي المراكز والقرى فلا يسمح للنساء بها مجرد الحركة خارج القرية، وهو ما شكل تحدياً أمام العمل الحزبي لذلك عادة ما تنتقل الأنشطة إليهم ولا ينتظر منهم القدوم لها.
وكشفت نجلاء فايز الجزار أن أولى فاعلياتها في محافظتها عند عودتها ستكون عبارة عن نشاط تدريبي للنسويات المتواجدات بمحافظة بني سويف، لافتة إلى أن هناك فريق عمل نشط سيعمل على ملف المرأة ويقدم دعم وتدريبات وأنشطة خلال الفترة المقبلة مستهدفاً تحقيق العدالة للنساء وتذليل معوقات العمل السياسي أمامهن خلال الفترة المقبلة.