مشاركات في الكونفرانس: حرية المرأة هي المدخل لتحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي

أكد الكونفرانس الثالث للجنة الدبلوماسية لمؤتمر ستار إن هدف الأنظمة الرأسمالية هو منع قضية حرية المرأة من أخذ مكانتها كقضية محورية، مشددين على أن التصدي لهذه القضية بأسس جذرية وإيديولوجية يمثل حلاً حقيقياً للأزمات.

الحسكة ـ تحت شعار "في مواجهة الحرب العالمية الثالثة، سننتصر بكونية فلسفة Jin Jiyan Azadî"، عُقد الكونفرانس الثالث للجنة الدبلوماسية لمؤتمر ستار في الـ 5 تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة.

بدأ الكونفرانس باستذكار أرواح الشهيدات اللواتي كنّ نبراساً للثورة، وأهدي أعمال المؤتمر إلى روح الشهيدتين ريحان عامودا ويسرى درويش، اللتين أضفت تضحياتهما بُعداً عالمياً على النضال، وجعلتا منه منارة أمل للنساء المناضلات حول العالم.

وركزت مداخلات المشاركات في الكونفرانس على الأوضاع الراهنة في المنطقة والعالم، حيث تتزايد الأزمات وتتعقد الحلول تحت وطأة هيمنة الأنظمة الاستبدادية ومحاولاتها لتفتيت الحركات النسائية الكفاحية. إن هذه الأنظمة تسعى لاختراق المقاومة النسائية وإفراغها من جوهرها، بهدف منع قضية حرية المرأة من أخذ مكانتها كقضية محورية تمسّ كل قضايا المجتمع. وتم التأكيد أن التصدي لهذه القضية بأسس جذرية وإيديولوجية يمثل حلاً حقيقياً للأزمات، حيث إن حرية المرأة هي المدخل لتحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي.

وأكدت المشاركات على إيمانهم بأن القرن الواحد والعشرين هو قرن حرية المرأة، وأن انتفاضة ثورة المرأة لديها القدرة على إحداث التغيير وبناء الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم. وبما أن النساء هن الأكثر تضرراً من الحرب العالمية الثالثة وتبعاتها "على الصعيد الدبلوماسي تقع علينا مسؤولية بناء جبهة نسائية موحدة قوية، وتعزيز التعاون بين النساء للتصدي للتحديات المشتركة. إن نشر قيم ثورة المرأة على مستوى عالمي هو الضمانة لاستمرارية نضالنا وحماية مكتسباتنا المشتركة، حيث أن فلسفة "Jin Jiyan Azadî" تشكّل الدرع الوحيد الذي يمكنه مواجهة الانتهاكات وتحقيق الانتصار".

وأضافت المشاركات "انتصار ثورتنا وحمايتها يمر عبر كونية فلسفة Jin Jiyan Azadî ومع تجاوزنا الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يجب علينا أن نستفيد من هذه الفرصة التاريخية ونجعل من نهضة ثورة المرأة وتأسيسها جوهر الربع الثاني من هذا القرن. كي لا تبقى فلسفة Jin Jiyan Azadî مجرد شعار يتردد، علينا أن نترجمها إلى نهج متكامل ونمط حياة يعكس فكرنا وواقعنا اليومي. إن نشر هذه الروح وهذا الوعي بين جميع النساء والحركات النضالية في العالم سيجعل منها قوة دافعة وحقيقية لحياة حرة وكرامة إنسانية، فتتحول إلى طاقة لا تقهر تجسد جوهر المرأة والحياة".

وقد أكد الكونفرانس على أهمية اللقاء الأخير مع القائد عبد الله أوجلان، وضرورة استلهام توجيهاته لتعزيز نضالنا النسائي والمجتمعي، مع التأكيد على عدم الانجرار وراء مخططات الدولة التركية، والاستمرار في الكفاح من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان.

على هذا الأساس، تم التوصل إلى وضع برنامج عمل متكامل يتضمن ما يلي "تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان والذي يعد أحد الركائز الأساسية لدبلوماسية المرأة، لذا يتوجب النضال والمشاركة الفعالة في جميع الحملات التي تنظم من أجل حرية القائد، بشكل منهجي ومستمر، مع التمسك بروح المسؤولية. ونشر نموذج ومشروع القائد أوجلان عالمياً، استناداً إلى المبادئ الديمقراطية، الإيكولوجية، وحرية المرأة، ويجب تعزيز الأنشطة الأيديولوجية والدبلوماسية لتعريف العالم بهذا المشروع بشكل مستدام ومنهجي، وحل القضية الكردية ودعم الإدارة الذاتية: يعد دعم الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا من أولويات دبلوماسية المرأة، مع تعزيز الجهود لإيجاد حل شامل للقضية الكردية، وتعزيز التعاون مع النساء العربيات: يعتبر تطوير العلاقات الاستراتيجية مع النساء العربيات داخل وخارج التنظيمات النسائية أمراً مصيرياً. يجب بناء اتفاقات وإنشاء منظمات مدنية، سياسية وثقافية مشتركة، بدءاً من مناطق شمال وشرق سوريا، لتمتد إلى كامل سوريا، بهدف حماية مكتسبات الثورة واستمراريتها، ومناهضة الاحتلال: يجب على دبلوماسية المرأة مواصلة العمل الدؤوب والثابت في الساحة الدبلوماسية من أجل تحرير المناطق المحتلة، والتصدي لكل أشكال الاحتلال. وأهمية دبلوماسية الأمة الديمقراطية كدبلوماسية مجتمعية في جوهرها، ترتكز دبلوماسية الأمة الديمقراطية على المجتمع، حيث يجب اعتبار الحركات النسوية، البيئية، الاشتراكية، الأناركية، الثقافية، والمدنية قوى استراتيجية أساسية في بناء الاتفاقات".

كما تضمن برنامج العمل "أهمية المرأة كقيادة لدبلوماسية الأمة الديمقراطية: المرأة هي جوهر دبلوماسية الأمة الديمقراطية وقيادتها، يجب العمل على تعزيز دورها وضمان تمثيلها المتساوي في الدبلوماسية، مع زيادة عدد النساء وتعزيز كيفية مشاركتهن في المجال الدبلوماسي. وبما أن الشرق الأوسط هو الجغرافيا المحورية لثورة المرأة الكردية، فإن على دبلوماسية المرأة التركيز على تعزيز التعاون مع الحركات النسائية في المنطقة، بهدف نشر أيديولوجية تحرير المرأة وترسيخ مكتسبات الثورة. بالإضافة إلى عولمة الثورة النسائية: لتوسيع نطاق الثورة النسائية على المستوى العالمي، يجب تعزيز الأدوات الدبلوماسية، لا سيما عبر استخدام وسائل الإعلام الرقمية والمعلوماتية كأدوات استراتيجية فعالة".

وركز البرنامج على أهمية الاستراتيجية الدبلوماسية وفق ثلاثة محاور "الوحدة الوطنية للنساء الكرديات: تهدف الاستراتيجية إلى تحقيق الوحدة الوطنية بين النساء الكرديات كخطوة نحو حل القضية الكردية وتعزيز الديمقراطية، وبناء الكونفدرالية الديمقراطية للمرأة: تسعى الاستراتيجية إلى تطوير الكونفدرالية للمرأة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، انطلاقاً من مبادئ ثورة المرأة، مما يعزز العلاقات والاتفاقات الديمقراطية".

وفيما يخص القائد عبد الله أوجلان تضمن البرنامج ما يلي "التحلي بالمسؤولية تجاه الحملات المطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، وجعل هذه الحرية محوراً أساسياً في جميع أعمال العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمر ستار، إدراج المشاريع الاستراتيجية التي طورها القائد عبد الله أوجلان من أجل تحرر المرأة، مثل نظرية الانقطاع، مشروع تغيير ذهنية الرجل، الحياة الندية المشتركة، نموذج الرئاسة المشتركة، الجنولوجي وغيرها، ضمن جدول أعمال الحركات النسائية. ترجمة تقييمات وتوجيهات القائد عبد الله أوجلان المتعلقة بالمرأة إلى عدة لغات ونشرها. تنظيم وإقامة مؤتمرات وندوات ومحاضرات حول القائد ودوره في قضايا المرأة، في المنصات المناسبة. تعزيز الأنشطة الحقوقية مع النساء الحقوقيات بما يتعلق بقضية القائد أوجلان".

وتضمن عمل لجنة العلاقات والاتفاقات السياسية الديمقراطية لمؤتمر ستار برنامج على مدى عامين مقبلين ما يلي:

1ـ يجب أن تتماشى جميع الأنشطة مع الوثيقة الاستراتيجية للجنة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمر ستار.

2ـ بهدف نشر تجربة ثورة المرأة - روج آفا، والتعريف بنموذج المرأة في الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية، يجب خلال العامين المقبلين تنظيم مؤتمرات، ورش عمل، محاضرات وندوات.

3ـ المتابعة المستمرة لقضايا قتل النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، ووضع هذه القضايا على رأس جدول الأعمال بشكل دائم.

4ـ تنظيم أنشطة ممنهجة لتوثيق الأوضاع في المناطق المحتلة من قبل تركيا، مع التركيز على إبادة المرأة التي تمارسها الدولة التركية من خلال مرتزقتها.

5ـ العمل مع الحركات والقوى النسائية لتحرير المناطق المحتلة وتطوير هذه الجهود.

6ـ بناء منصة مشتركة على المستوى الدولي لمناقشة أوضاع النساء الداعشيات.

7ـ إعادة تقييم حملة "النساء يدافعنّ عن روج آفا" بما يتناسب مع المرحلة الجديدة.

8ـ تعزيز التدريب وإنشاء كوادر محلية في المجال الدبلوماسي لتلبية احتياجات الساحة.

9ـ لضمان استمرارية العمل الإعلامي والمعلوماتي ورفعه إلى مستوى المعرفة المطلوبة، يجب إجراء التعديلات الضرورية وترسيخها. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تطوير العلاقات القائمة وبناء علاقات جديدة، خاصة مع الصحفيين، الحركات النسائية، والمؤسسات الإعلامية. كما يجب التركيز على تأسيس شراكات مع تنظيمات وحركات المرأة على مستوى عالمي، والعمل على تعزيز العلاقات والاتفاقيات معهم.

10ـ لضمان نشر وتعريف ثورة المرأة، وخاصة أجندة المرأة المتعلقة بالمرحلة الإنشائية، يجب التحضير وإعداد نشرات شهرية باللغات الكردية، العربية، والإنجليزية. كما ينبغي القيام بالتحضيرات اللازمة لإصدار النشرة باللغة العربية بشكل نصف شهري.

11- تنظيم الوفود النسائية وتشجيعها على القدوم إلى روج آفا، وبالمثل تنظيم وفود نسائية لفتح ساحات جديدة.

12-تعزيز العلاقات والاتفاقيات المؤثرة مع الشخصيات والتنظيمات النسائية على مستوى الشرق الأوسط والعالم لتبادل مكتسبات ثورة المرأة.

13- تفعيل لجنة المرأة التي أُنشئت مسبقاً بهدف تعزيز الوحدة الوطنية في روج آفا.

14- إعادة تنظيم ودعم ممثليات مؤتمر ستار في إقليم كردستان، لبنان وأوروبا بشكل عاجل.

15- العمل على تنظيم مجلس دبلوماسية المرأة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا.

16- تعزيز الأنشطة الدبلوماسية لإيجاد حل ديمقراطي لسوريا.    

17-تنظيم ورشات عمل دولية لمناقشة أوضاع النساء الداعشيات. 

18-استهداف المؤسسات الدولية، مثل المجلس الأوروبي، لتنظيم ورشة عمل لمناقشة أوضاع النساء في المناطق المحتلة وجعل هذه القضية ضمن جدول أعمالها.           

19-متابعة أنشطة الحركات والمؤسسات النسائية التي يشارك فيها مؤتمر ستار وتعزيز عضويتنا فيها.   

20-الحفاظ على التوثيق والأرشفة الشاملة للأنشطة الدبلوماسية لتعظيم المنجزات والمكتسبات. 

21-تعزيز نظام الاجتماعات الدبلوماسية مع ممثلي اللجان وفقاً للتوجيهات الجديدة.    

22-إتمام ترجمة كتاب "دليل دبلوماسية المرأة" من الكردية إلى العربية وطباعته.