معرض ''We Can" صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة

تم إقامة معرض فني بأيدي أطفال قطاع غزة كوسيلة قوية للتعبير عن الواقع والتغيير الاجتماعي والمعاناة اليومية التي يواجهونها جراء الحرب المستمرة.

نغم كراجة

غزة - أقامت المصورة الفلسطينية دينا كلاّب معرضاً يحمل اسم "We Can" ضمن مبادراتها الفنية، والذي يمثل صوت الأطفال في قطاع غزة، ومنصة للتعبير عن تجاربهم ومشاعرهم من خلال التصوير، وتسليط الضوء على الحياة اليومية والتحديات التي يواجهونها، بالإضافة إلى آمالهم وأحلامهم لمستقبل أفضل.

قررت دينا كلاّب الاستفادة من خبرتها في مجال التصوير واستلهمت فكرة إقامة معرض اجتماعي بعنوان "We Can"، والذي كانت فكرته تشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم وواقعهم من خلال الصور، مما أتاح لهم فرصة لنقل رسالتهم إلى العالم الخارجي، ولم يكتف الأطفال بالمشاركة في التقاط الصور فقط، بل كانوا يعبرون أيضاً عن آمالهم وأحلامهم من خلال الصور التي التقطوها، وهذا ما جعل للمعرض دلالة خاصة.

وأوضحت أن الصور التي التقطها الأطفال تعكس واقعهم اليومي المعقد، حيث يعيشون في ظروف صعبة ومأساوية داخل الخيام، ويواجهون نقصاً حاداً في جميع الموارد الأساسية مثل الملابس والغذاء والمأوى "خلال تصويرهم لحياتهم اليومية، نرى كيف تأثرت حياتهم بالحرب وكيف أصبحوا يعيشون أوضاع قاسية لم يكونوا يتخيلونها من قبل".

بالإضافة إلى ذلك، لم تكن المبادرة مجرد فرصة للتعبير الفني، بل كانت فرصة لتعلم المهارات الجديدة مثل: التصوير الفوتوغرافي، والتي من الممكن أن تكون ذات أهمية كبيرة في المستقبل، وبالتالي لم تكن المبادرة مجرد وسيلة لرفع معنويات الأطفال وتحسين حالتهم النفسية، بل كانت أيضاً فرصة لتطوير مهاراتهم وإعطائهم أدوات للتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي في ظل غياب المنظومة التعليمية منذ أكثر من ستة أشهر.

ولفتت إلى أن المعرض ضمّ عشرين لوحة بمشاركة ثلاثين طفلاً واستغرق تدريبهم خمسة عشر يوماً "المعرض سيبقى مفتوحاً طيلة شهر أبريل؛ ليبقى شاهداً على معاناة الطفل الفلسطيني الذي أصبح مشرداً ومحروماً من أبسط حقوقه".

وبالنظر إلى تأثير المعرض على الأطفال المشاركين فيه، أفادت دينا كلاّب "يمكن القول بأن كان له تأثير كبير على حالتهم النفسية ومعنوياتهم، فرؤية أعمالهم معروضة في المعرض واستقبالها بترحيب من الجمهور أثر إيجاباً على ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل فعال".

وبينت أنه من خلال المعرض، تتجسد قدرة الأطفال على التكيف والصمود في وجه الصعوبات، وتظهر روح الأمل والتفاؤل رغم الظروف القاسية "شكل المعرض مساحة لتسليط الضوء على قدرة الإرادة القوية والإبداعية للأطفال، ولإلهام الآخرين بروحهم القوية وصمودهم في مواجهة التحديات".

وأشارت إلى أن معرض "We Can" مثال رائع على كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة فعالة للتعبير عن الظروف الصعبة ورفع الوعي بالمشاكل الاجتماعية "في هذه الحالة كانت الأدوات الفنية وسيلة لتمكين الأطفال وإعطائهم مساحة للتعبير عن أنفسهم وواقعهم بطريقة إبداعية وملهمة".

وقالت إحدى المشاركات في المعرض الطفلة النازحة، لينا بكرون "لقد استخدمت التصوير؛ لأظهر الظروف الصعبة التي نواجهها نحن النازحين داخل الخيام، وأريد من خلال صوري أن أنقل للعالم معاناتنا وأمنيتنا الكبيرة بالعودة إلى بيوتنا واستعادة حياتنا الطبيعية"، بينما أرادت شقيقتها زينة بكرون أن تبرز حالهم قبل الحرب وبعدها وما رأته من خوف ونزوح متكرر.

أما الطفلة النازحة جليلة أبو عودة، فقد قررت تصوير ملابسها الوحيدة لتظهر صمودها وثباتها رغم كل الصعاب "أتمنى من خلال هذه الصور أن يفهم الناس قوة إرادتنا ورغبتنا الشديدة في بناء مستقبل أفضل".