معرض "دونا" الفني الأول... لوحات تشكيلية تُجسد الواقع وتُلهم الزوار
رغم تحقيق نقلة نوعية في ليبيا، إلا أن الفن التشكيلي لم يحظى بالاهتمام الكبير بعد، حيث يواجه العديد من التحديات وسط غياب الاهتمام المحلي، في وقت تعتبر النساء أن الفن أداة لتوثيق الموروث الثقافي وإحداث التغيير.

هندية العشيبي
بنغازي ـ شهدت الساحة الفنية التشكيلية في ليبيا خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، حيث أقيمت العديد من المعارض والمهرجانات والجلسات الفنية المختلفة، والتي تهدف لتعزيز الحركة الفنية وإبراز أهميتها في تطور البلاد.
في إطار ذلك افتتح أمس الجمعة 18 نيسان/أبريل، أبواب معرض "دونا" الفني الأول ببنغازي، جامعاً أكثر من 100 لوحة فنية تشكيلية لشابات ليبيات استطعن من خلال فنهن عكس الواقع وتوظيف موهبتهن في رسم لوحات أثرت على زوار المعرض ومنظميه.
وعلى هامش المعرض الذي يستمر حتى الـ 30 من نيسان/أبريل الجاري، تقول الفنانة التشكيلية إنجي الفسي، التي شاركت في العديد من المهرجانات والمعارض المحلية والدولية، إن "مثل هذه المعارض والمشاركات الفنية تزيد من الحركة الفنية في البلاد، وتعزز السياحة الداخلية والخارجية من خلال اللوحات الفنية التشكيلية التي تتناول موضوعات مختلفة تعكس روح الفنانات وواقعهن".
وأكدت على أن الفن التشكيلي والرسم أساس تطور الحضارات "الحضارات تعرفنا عليها من خلال ما تركوه لنا من فنون ومنحوتات وصور، وللفن دور مهم جداً لتطور البلاد وتوثيق موروثها الثقافي المختلف"، مشيرةً إلى أن الفن التشكيلي في ليبيا يتعرض للعديد من الضغوطات، فبعض الفنانات تتعرضن للتنمر والسخرية عند عرض لوحاتهن، من قبل الأشخاص الذين يجهلون أهمية هذا الفن وأثره، متمنية مزيداً من التطور والدعم للفنانين والفنانات التشكيليات وتنظيم العديد من المعارض في هذا المجال.
فيما ترى الفنانة التشكيلية هناء طارق وهي طالبة في كلية التربية الفنية أن "الحركة الفنية بالمدينة ضعيفة جداً، فلا وجود لمساحات فنية مفتوحة يستطيع الزوار الإقبال عليها بين حين وآخر الذي يسهم في إثراء الحركة الفنية في البلاد".
وأوضحت أنه رغم أن ليبيا حققت نقلة كبيرة في المجال الفني خلال السنوات الماضية بكافة أشكالها، إلا أنهن بحاجة إلى المزيد من المبادرات الداعمة.
ومن جانبها أكدت نور علي وهي طالبة فنون جميلة، على أن هذه المعارض تعكس الواقع الليبي، مشددةً على أهمية الفن التشكيلي في تطوير الحضارات كونه أداة رئيسية تشرح الحقب الزمنية المختلفة لحضارات العالم "بعد سنوات من غياب الفن من اللافت أن تعود المعارض والمهرجانات في ليبيا إلى الواجهة".