معرض الخبز الوطني الثاني في كرمان

أقيم معرض الخبز الوطني الثاني في بستان مادير في كرمان بشرق كردستان، ويعود تاريخ الخبز، باعتباره أحد الأطعمة الأولى التي أعدتها البشرية إلى "العصر الحجري".

برجين سلطان

كرمان - أقيم معرض الخبز الوطني الثاني في حديقة مادر في كرمان شرق كردستان، فيما كان الزوار يواجهون طوابير طويلة للدخول إلى موقع المعرض الذي أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة.

يقول المسؤولون أن التفتيش الجسدي تم حفاظاً على أمن وسلام الزوار، بينما شعر الزوار بعدم الرضا عن هذا السلوك من الشرطة، واعتبروا أن ذلك عدم احترام لأنفسهم ورفض عدد كبير الدخول.

على الرغم من دخولي المعرض، بالنسبة لي كزائر، كان هناك شعور غير سار بتفتيش حقيبتي وملامسة جسدي من قبل الأمن، لكن سماع أصوات الموسيقى والآلات الموسيقية من مختلف مناطق إيران وشرق كردستان، والملابس المحلية الملونة الفتيات والنساء، ورائحة الخبز المنعشة غيرت مزاجي.

فهنا النساء يصنعن الخبز بصبر ودقة، وفي معظم الأكشاك كان الأمر لا يزال هو الذي يقف وراء عرض الأعمال النسائية، وبيع الخبز المخبوز يدوياً، وعلى الرغم من أن الخبز هو من عمل النساء إلا أن الأمر يبدو كما هو الحال في الكتب المدرسية أثناء التعليم التي تعلمنا دروس "أبي أعطى الخبز" و"أبي أعطى الماء".

لكن، مع هاتفي المحمول وإمكانياته المحدودة، حاولت أن أظهر على الأقل الأكشاك بالكاميرا حيث كانت النساء خلف نافذة البيع، النساء بذلك الفستان الجميل وابتسامتهن الأجمل وجهدهن الأنثوي وطاقتهن في الأكشاك.

تقول رنا. ل من جيلان، وهي ترتدي فستان فلكلوري "تنوع الأطعمة والمخبوزات في منطقتنا كبير جداً لدرجة أنه لا يمكن لأي مهرجان أن يقدمه. في هذا المعرض أقوم بصنع خبز اليقطين الذي يتم تحضير عجينته من اليقطين مع إضافة البهارات والتوابل الخاصة".

وتضيف "هذا مهرجان جديد، لقد شاركت في معارض أخرى، لكني أحب شعور المهرجان والتعرف على نساء من مناطق مختلفة، وقد كونت صداقات من محافظات أخرى عندما شاركت في العام الماضي فبذلك نساعد بعضنا البعض في نقل تجارب الطبخ الفعالة".

فيما تقول روزان. ع التي جاءت إلى هذا المهرجان من كردستان "هذا المهرجان ذو قيمة بالنسبة لي لأنه يظهر لنا القدرات المختلفة للنساء في خبز جميع أنواع الخبز، القدرات التي ظلت بعيدة والآن أصبح لدى النساء والفتيات منصة لخبز الخبز وتقديم منتجاتهن المخبوزة يدوياً إلى جميع مناطق إيران".

سليمة. أ تبلغ من العم 63 عاماً، من كرمان، هي وصية على حفيديها ولديها أربعة أو خمسة أنواع من الخبز في خزانة كشكها، تقول "يسعدني أن أشارك في هذا المهرجان، وآمل أن أتمكن من خلال تقديم الخبز الذي أحضرته من جذب الزبائن حتى أتمكن من كسب المزيد. الخبز هو الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها كسب لقمة عيشي".

وقال المدير العام للتراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في كرمان في حفل افتتاح هذا المهرجان "لدى كرمان 140 عملاً مسجلاً على المستوى الوطني من التراث الثقافي غير المادي، 40 منها تتعلق بأنواع مختلفة من الطعام والتغذية و6 تتعلق بالخبز والخبز".

الخبز، باعتباره أحد الأطعمة الأولى التي أعدتها البشرية، يعود تاريخ خبزه إلى "العصر الحجري" وفي العديد من الثقافات له أهمية تتجاوز التغذية، كما يولي الإيرانيون أهمية كبيرة للخبز، والخبز مقدس بشكل خاص بالنسبة لهم، وعادة ما يجب أن يكون الخبز على موائدهم، ولهذا السبب يرتفع معدل استهلاك الفرد من الخبز في إيران.

ويعتبر خبز التوفتون، واللافاش، والسنغاك، والخبز البربري، والخبز الخراساني من أكثر أنواع الخبز الإيراني التقليدي، ويبدو أن هذا المهرجان يحاول إدخال أنواع مختلفة من الخبز المحلي إلى موائد الناس بالإضافة إلى الخبز التقليدي، وذلك للاستفادة من مجموعة أكبر من الخبز.

وانطلق مهرجان الخبز الوطني الثاني في 15 تشرين الأول/أكتوبر الجاري بمشاركة 27 محافظة في بستان مادير كرمان ويستمر حتى يوم غد 20 من تشرين الأول/أكتوبر.