'الشباب سيوسعون تنظيمهم من أجل سوريا حرة'
أكدت حليمة أحمد إسماعيل، عضوة اتحاد المرأة الشابة بإقليم شمال وشرق سوريا، أنهم سيوسعون المقاومة من أجل أن تصبح سوريا دولة ديمقراطية متساوية ومتكافئة "لنخلق معاً آلياتنا الخاصة لصنع القرار من أجل مستقبل سوريا الحر".
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250207-sequence-01-00-15-15-09-still001-jpg1b79fa-image.jpg)
نوجان أراس
الحسكة ـ بعد سقوط النظام السوري وتسلم إدارة هيئة تحرير الشام المرحلة الانتقالية في سوريا، واجهت قرارات تلك الإدارة ردود أفعال عديدة خاصة بعد مشاركة قتلة النساء في "مؤتمر النصر"، وتعيين أحمد الشرع "الجولاني" نفسه رئيساً للمرحلة.
يرى الأهالي أن نموذج الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا تجربة قيّمة ويعلنون أنه لا يمكن تجاوز الأزمة إلا بحكومة يتم تشكيلها بمشاركة جميع مكونات وطوائف الشعب السوري، مع الدعوة إلى عقد "مؤتمر وطني" لكتابة دستور جديد وتنظيم انتخابات رئاسية واتخاذ قرارات في العديد من القضايا، والتأكيد على ضرورة وجود هيكلية ديمقراطية في جميع القرارات، وفي إشارة إلى أن ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا مؤشر مهم، عبّرت النساء والشباب عن أن مفتاح حل الأزمة السورية في أيديهم كجزء من هذه العملية.
حيث قيّمت حليمة أحمد إسماعيل، عضوة اتحاد المرأة الشابة في إقليم شمال وشرق سوريا، تطورات عملية التغيير والبناء الجديدة في سوريا، بالقول إنه في الوقت الذي احتفل فيه الشعب السوري بإسقاط النظام من جهة، واُستقبل وصول جهاديّ هيئة تحرير الشام إلى السلطة بقلق من جهة أخرى.
"نريد نظاماً أكثر عدالة وديمقراطية"
أكدت الشابات اللاتي تتابعن عن كثب التطورات في بلادهن، أن نظام البعث ارتكب العديد من الجرائم الفظيعة بحق الشعب السوري والمرأة خصوصاً خلال فترة حكمه التي استمرت أكثر من 50 عاماً، ويعلنّ أنهن ستقاتلن من أجل منع تكرار نفس العملية.
بدورها أشادت حليمة أحمد إسماعيل بأهمية واجبات ومسؤوليات الشابات في تشكيل وجهة نظرهن في العملية الجديدة في سوريا، "نحن كشابات نريد نظاماً أكثر عدالة وديمقراطية يضمن حقوق وحرية جميع النساء".
"يجب أن تنتظم النساء حول التضامن المشترك"
ذكرت حليمة أحمد إسماعيل أن هناك العديد من القرارات التي تم اتخاذها خلال العملية الدستورية ولم نلاحظ أي وجود للمرأة في هذا التغيير والتشكيل، "إن مشاركة المرأة في التشكيل الجديد لسوريا أمر مهم لمستقبل البلاد".
وأضافت "من أجل أن يعيش الشعب السوري في سوريا في استقرار وسلم وسلام وتضامن أكثر من أي وقت مضى، فالأرضية المنظمة التي ستخلق وحدة قوية للنساء ضرورية أكثر من أي وقت مضى، وإن تنظيم الشابات والحركات النسائية حول التضامن المشترك في إعادة إعمار سوريا سيجعل ظهورهن وعملهن أكثر فعالية وديمومة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالمقاومة وتوسيع مجال النضال إلى طيف أكبر، إن هذه الأرضية الجديدة للتغيير في سوريا يجب أن تكون فكرة المرأة وبيدها".
"هناك هجوم أيديولوجي وتاريخي على المرأة"
وأكدت حليمة أحمد إسماعيل أن حقوق المجتمع والمرأة منتهكة في العديد من المجالات التشكيل الجديد لسوريا، "هناك تعصب خطير وهجوم أيديولوجي وتاريخي ضد الشابات والنساء في المجتمع، ولا يستطيع جهاديّ هيئة تحرير الشام التي تتولى الحكومة المؤقتة لسوريا أن تحدد القوانين التي تضمن حقوق المرأة بالنيابة عن المرأة بأنماط عقليتها الخاصة".
وأضافت "المرأة وحدها هي القادرة على ضمان حقوقها من خلال الجهود المشتركة، ولا يمكن للقوى السيادية أن تمنح المرأة حريتها، أولاً وقبل كل شيء، يمكن للمرأة أن تضمن حريتها وتحقق مكاسبها من خلال التفكير والعمل المشترك".
ولفتت حليمة أحمد إسماعيل إلى أن ثورة المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم، مشيرةً إلى أنه في بناء سوريا الجديدة يجب أن يتشكل نظام قائم على الإرادة المتساوية والحرة والفكر لجميع النساء والشعوب وهذا سيكون مثالاً يحتذى به للنساء والمجتمعات.
"النظام الجديد سيمثل روح المرأة"
وقالت حليمة أحمد إسماعيل في تقييمها أن هذا النظام الجديد يجب أن يمثل لون المرأة وصوتها وفكرتها وروحها "إن كون المرأة رائدة ومنظمة يعني أيضاً أن المجتمعات رائدة ومنظمة، ترى هياكل الدولة المهيمنة حقيقة أن الأجيال الشابة من النساء الباحثات عن الحرية كقوى ديناميكية تهدد مصالحها، وإن النتائج الثورية المترتبة على مقاومة الشباب ونضالهم معروفة جيداً ويخشى منها، وتنبع السياسات ضد الشباب والشابات والمجتمع من هذا الخوف".
"يجب أن نترك بصمتنا في التاريخ"
ولفتت حليمة أحمد إسماعيل إلى أن "الجولاني يصادر الإنجازات الحالية للمرأة، ويفرض الشريعة الإسلامية عليها، ويقتل النساء ويتخذ القرارات باسم المرأة، العالم كله يراقب بصمت هذه الأحداث في سوريا، يجب على النساء أن تتحدن بشكل عاجل تحت سقف مشترك، وأن يدافعن عن مكتسباتهن ويحمينها ويتركنها وثيقة مكتوبة في التاريخ".
وأضافت "يجب ألا نساوم على مكتسباتنا في هذه الفترة الصعبة والظروف القاسية، دعونا نضع بصمتنا على هذه العملية التاريخية التي يراقبها الجميع بصمت، قائلين "ماذا سيحدث".
وعن ثورة المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا قالت "ثورة المرأة في روج آفا هي من عمل القائد عبد الله أوجلان الذي يعكس كل الجمال في المرأة ويذكرنا بواجباتنا ومسؤولياتنا، نحن كشابات من إقليم شمال وشرق سوريا نريد أن نعيش في سلام وطمأنينة في سوريا ديمقراطية أكثر مساواة وعدالة وحرية"، موضحة أن الشرط الوحيد للعيش بسلام هو تطوير النضال والتنظيم، وهذا بالضبط ما يجعلهن أكثر التزاماً بنضالهن.
"لنبني معاً الحياة الحرة"
وذكّرت حليمة أحمد إسماعيل باعتداءات الاحتلال التركي على سد تشرين، مشيرةً إلى أن الشابات قد قدن هذه المقاومة بشجاعة ضد الاعتداءات "إن النساء والشعوب التي تتمتع بروح الوحدة الاجتماعية والوعي المتجذر وحب الوطن والتي تدرك أن ذكرى الشهداء ونضالهم في كل شبر من أرضهم تحمي إنجازات الثورة من أجل هذه القضية".
وفي ختام حديثها قالت "لنبني معاً الحياة الحرة بتضامن وتكاتف منظمين من شابات تمثلن مختلف المعتقدات والهويات والطوائف واللغات والثقافات ولنضع معاً آليات صنع القرار من أجل مستقبل سوريا الجديد".