مقتل وإصابة العشرات في قصف على مراكز الإيواء بمدينة الفاشر
قُتل وأصيب عشرات المدنيين بينهم متطوعون في غرف الطوارئ، خلال اليومين الماضيين، إثر قصف شنته قوات الدعم السريع على أثنين من أكبر مراكز إيواء النازحين في الفاشر بشمال دارفور.

مركز الأخبار ـ تستمر قوات الدعم السريع بشن هجمات على الفاشر منذ أيار/مايو 2024، قبل أن تنفذ حملات تهجير قسري ضد القرى والمناطق التي تقع شرق وجنوب وغرب المدينة، من بينها مخيم "زمزم" وأبو "الشوك" لتشديد الحصار أكثر بغرض السيطرة عليها.
شنت قوات الدعم السريع خلال اليومين الماضيين قصفاً عنيفاً على أثنين من أكبر مراكز إيواء النازحين في مخيم الفاشر شمال دارفور، مما أسفر عن مقتل 18مدنياً على الأقل وإصابة العشرات، بينهم متطوعون في غرف الطوارئ، بحسب ما قالته مصادر محلية سودانية.
ويعتمد غالبية العالقين في الفاشر في غذائهم على الطعام الذي توفره المطابخ الجماعية والتكايا، بعد تدمير الأسواق وقصفها سبل كسب العيش بسبب الحصار والاشتباكات والقصف بالمدافع والطيران المُسير.
وأفاد متطوعون في غرف طوارئ شمال دارفور، أن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا إلى جانب إصابة أكثر من 20 آخرين، إثر سقوط قذيفة في مركز إيواء حي الشرفة بمدينة الفاشر أثناء إعداد المتطوعين الطعام للنازحين، والذي أدى إلى مقتل العديد وتدمير المطبخ وحرق المواد الغذائية.
وأشاروا إلى أن حادثة استهداف مركز إيواء حي الشرفة جاءت بعد يوم واحد من استهداف مماثل لموقع يأوي نازحين من مناطق (قولو،سلومة، شقرات) بمدينة الفاشر ونتج عنها مقتل قرابة عشرة أشخاص وإصابة 15 آخرين.
وتسبب الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على الفاشر منذ أكثر من عام إلى شح شديد في السلع الغذائية والأدوية وانعدام الوقود، حيث يجبر الأهالي إلى إسعاف جرحى القصف عبر عربات تجرها الحمير تُعرف محلياً باسم "الكارو".
وحذر متطوعون من مغبة استهداف أماكن تجمعات النازحين، متهماً قوات الدعم السريع بالسعي لإجبار المدنيين على إخلاء عاصمة شمال دارفور من خلال استهداف أماكن التجمعات ومواقع المطابخ الجماعية التي تقدم الطعام مجاناً لآلاف العالقين.
ولاتزال قوات الدعم السريع مستمرة باستهداف المدنيين والبنى التحتية في مدينة الفاشر، كما أنها تعمدت تدمير محطات المياه والأسواق والمرافق الصحية لإجبار المدنيين على النزوح، بالتزامن مع شن قصف بالمسيرات والمدافع على مختلف مناطق المدينة ومخيم أبو الشوك الذي يأوي 190 ألف نازح.
وفي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان جنوب السودان، أسفر قصف لطائرة مسيرة استهدف مشفى السلاح الطبي التابع للجيش السوداني بالمدينة عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل 2023 اندلع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف مدني ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، والسلطات المحلية، في الوقت الذي قدرت فيه بحث لجامعات أمريكية عدد القتلة بقرابة 130ألف.