مقتل خمسة أطفال في انفجار مقذوف حربي في مدينة تعز
في حادثة مأساوية جديدة تسبب انفجار مقذوف من مخلفات الحرب في قرية العرسوم بمنطقة الحبيل الهشمة التابعة إدارياً لمديرية التعزية بمقتل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12ـ 14عام.

اليمن ـ تعكس حوادث انفجار مخلفات الحرب تصاعد المخاطر الناتجة عن انتشار الذخائر غير المنفجرة، خصوصاً في المناطق التي شهدت مواجهات سابقة، وسط غياب واضح للجهود المنهجية في نزع الألغام وتأمين سلامة الأهالي، مما يجعل الأطفال أكثر الفئات عرضة للخطر نتيجة لجهلهم بخطورة هذه المخلفات.
شهدت مدينة تعز جنوب غربي اليمن أمس الجمعة 11تموز/يوليو، حادثة مأساوية راح ضحيتها خمسة أطفال إثر انفجار مقذوف من مخلفات الحرب في قرية العرسوم بمنطقة الحبيل الهشمة التابعة إدارياً لمديرية التعزية، أثناء وجود مجموعة من الأطفال في أحد الحقول الزراعية القريبة من منازلهم.
ولم يُسعف أي من الأطفال اللذين تتراوح أعمارهم ما بين 12ـ 14 عام، حيث أودى الانفجار بحياتهم على الفور نتيجة شدة الشظايا وتأثير الانفجار المباشر وفقاً لما أفاد به سكان المنطقة.
وأوضحت مصادر محلية، أن الأطفال هم كل من مبارك ياسر الشرعبي البالغ من العمر 14عام، أسامة أبو بكر أحمد علي 12عام، بشير أكرم الفضلي، وأنس جواد محمد صالح ويبلغ من العمر 14عام، وأحمد علي مقبل العتمي 12عام وجميعهم من سكان المنطقة وكانوا يلهون في الحقل لحظة وقوع الانفجار.
وتعكس هذه الحادثة واقعاً مقلقاً يتكرر في محافظة تعز، خاصةً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تنتشر مخلفات الحرب بشكل واسع في الأرياف والقرى السكنية، وعلى الرغم من مرور سنوات على اندلاع النزاع لا تزال مناطق عدة تفتقر إلى عمليات تطهير ممنهجة لهذه المخلفات، سواءً عبر فرق متخصصة أو من خلال حملات توعية تستهدف المجتمعات المحلية.
وتشهد مديريات شمال تعز بشكل متكرر حوادث مماثلة، خصوصاً في ظل غياب الإجراءات الوقائية وعدم وجود فرق فاعلة لنزع الألغام أو تنظيف المناطق المأهولة من الذخائر غير المنفجرة، ويعد الأطفال الفئة الأكثر تعرضاً للخطر، نظراً لجهلهم بخطورة هذه الأجسام المتفجرة أو الفضول الطفولي الذي يدفعهم للتقرب منها.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تتزايد فيه التحذيرات الصادرة عن منظمات إنسانية محلية ودولية بشأن اتساع رقعة التهديدات الناتجة عن الألغام والمقذوفات غير المنفجرة في اليمن، حيث تشير تقارير حقوقية إلى أن كثيراً من القرى والمزارع والممرات العامة تحوّلت إلى مناطق عالية الخطورة، خصوصاً في المحافظات التي شهدت مواجهات ميدانية خلال السنوات الماضية، مثل تعز، الحديدة، الجوف، وصعدة.