مقتل فردفس بابات... قضية عالقة واحتمالات تورط شخص ثالث

أكدت المحامية هدية كوكجى بايكال على أنه لم يتم التحقيق في عينة الحمض النووي التابعة للشخص الثالث في لائحة الاتهام، التي تم العثور عليها بين أظافر المتهم بمقتل فردفس بابات في شرناخ.

مدينة مامد أوغلو

شرناخ ـ في الثامن عشر من آب/أغسطس 2022، أقدم أحمد بابات على قتل فردفس بابات البالغة من العمر 17 عاماً، بمنطقة نهر هيزل في شرناخ بشمال كردستان، في اليوم التالي بعد العثور على الجثة تم إلقاء القبض على أحمد بابات البالغ من العمر 21 عاماً، وتبين أنه كان آخر من التقى بفردفس بابات قبل قتلها.

عقدت الجلسة الثانية لقضية مقتل فردفس بابات على يد أحمد بابات بتهمة "قتل طفلة عمداً" في الأسبوع الماضي، وأشارت المحامية هدية كوكجى بايكال، إلى أن هناك العديد من الأمور التي يجب الكشف عنها، وأن المتهم قد قام بتغيير أقواله وهناك أيضاً تناقض في أقوال الشهود.

 

علامات استفهام في الملف

وتعرضت فردفس بابات للتعذيب والتعنيف ومن ثم قُتلت وألقيت جثتها في مجرى نهر هيزل، وتم تضمين العنف الذي تعرضت له في تقرير تشريح الجثة، وعلم بأنه لم يكن هناك تحقيق حول الاعتداء الجنسي، كما أن أحمد بابات الذي اعتقل بعد اعترافه بارتكابه الجريمة، قام بالإدلاء بأقوال متناقضة في جلسة الاستماع الأخيرة.

وحول هذا الموضوع، أشارت محامية الملف هدية كوكجى بايكال إلى تأجيل الجلسة إلى الثالث من تموز/يوليو القادم، لافتةً إلى أنه لا تزال هناك شكوك كثيرة في الملف بانتظار إظهار حقيقتها، ولا يوجد أي تحقيق حول هوية الشخص الثالث في مسرح الجريمة.

وذكرت بأنه هناك أشخاص آخرين إلى جانب الجاني في الحادثة وأن هناك شكوك جدية بخصوص ذلك، لأنه وعلى الرغم من الأدلة الموجودة في الملف، فقد تم العثور على عينات من الحمض النووي لرجل آخر بين أظافر المتهم، ولم تحقق النيابة في هذه المسألة بعد، ولم يتم تحدد هوية لمن تنتمي عينات الحمض النووي هذه، وهذا الوضع والموقف المتخذ تجاه هذه النقطة في الواقع يؤدي إلى ازدياد احتمالية تورط شخص ثالث في الحادث، ولكن مكتب المدعي العام تجاهل هذا الموضوع.

 

يجب إزالة الشكوك

ولفتت هدية كوكجى بايكال إلى أنه وبغض النظر عن التحقيق في الحمض النووي فإن المحكمة قامت برفض طلب الكشف أيضاً "نعتقد بأنه قد تم التوصل إلى وجود لجريمة الاعتداء الجنسي لأن المتهم قال في الإفادات الأولى التي قدمها بأنهما قد قاما بممارسة علاقة جنسية، ولأن فردفس كانت تبلغ من العمر 17 عاماً عندما تم قتلها، قامت المحكمة برفض طلبنا للإبلاغ عن الجريمة بحجة أنها قد تكون علاقة "بالتراضي"، وبالرغم من ذلك فإن شهادة جميع الشهود كانت متناقضة، ولهذا السبب قمنا بتقديم طلب للكشف عن حقيقة الأمر".

وأضافت "كان على المحكمة أن تقوم بعملية كشف في مكان الحادث، ولكن في هذه المرحلة قامت المحكمة برفض طلبنا هذا أيضاً، حيث تم إرسال مدونة إلى الجندرمة، فقط من أجل الحصول على رسم بياني لمسرح الجريمة".

وأشارت إلى أنه سيتم الاستماع إلى الشهود في جلسة الاستماع المقبلة، وإن المتهم قام في جلسة الاستماع الأخيرة بالإدلاء بإفادة حاول من خلالها تغيير طريقة سير الحادثة، مضيفةً "لقد قام المتهم بالإدلاء بأقوال تتعارض مع الأدلة المتوفرة في الملف وتقرير الطب الشرعي أيضاً، فأبسط مثال على هذا أنه وعلى الرغم من قوله بأنه قد تم إطلاق النار أثناء الجدال بينهما، إلا أن تقرير تشريح الجثة يشير إلى أنه تم إطلاق النار من مسافة بعيدة، هذا هو السبب في أن تصريحاتهم متناقضة للغاية وهناك العديد من الأمور التي يجب التحقيق فيها، وسنقوم بتقديم الطلبات للمحكمة للتحقيق معهم في كل محاكمة تنعقد، هناك اختلافات وتناقضات كبيرة بين إفادته الأولى وإفادته الأخيرة، كما كان سيتم الاستماع إلى والد المتهم كشاهد، ولكنه لم يشهد عندما قيل له بأن له الحق في الانسحاب من تقديم الشهادة".

 

"الحادثة مخطط لها"

وبينت هدية كوكجى بايكال أن المحاكمة يجب أن تستند إلى جريمة "القتل المخطط"، وليس "القتل العمد"، لأنه "من الواضح بأن الحادثة مخطط لها، حادثة كهذه لا يمكن أن تقع بشكل آني وفوري، فقبل كل شيء يجب الكشف عن مجرى الأحداث في الواقعة، وبعد ظهورها".

وفي ختام حديثها ذكرت هدية كوكجى بايكال بأن هناك العديد من الأمور التي سيتوجب على المحكمة إظهار حقيقتها "سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق العدالة وإظهار الحقيقة، إن التناقضات في إفادات الشهود والتغييرات التي حدثت في أقوال المتهم، وعينات الحمض النووي في الأظافر، ومواضيع كثيرة في الملف تحتاج إلى بحث وتحقيق فيها، وسنقوم بعمل كل ما في وسعنا في العملية القانونية لتسليط الضوء على هذه الأمور".