مقاومة المرأة في كوباني ستتوج بالفن من خلال مهرجان الشهيدة برجم

سينطلق مهرجان الشهيدة برجم الثاني من قبل حركة الهلال الذهبي في إقليم شمال وشرق سوريا تحت شعار "بأشعة الشمس سنطور فن المرأة" في الـ 6 أيلول/سبتمبر أيلول في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات.

برجم جودي

كوباني ـ أنهت حركة الهلال الذهبي في إقليم شمال وشرق سوريا استعداداتها لمهرجان الشهيدة برجم الثاني، والذي سيقام في مدينة كوباني بمشاركة 29 فرقة موسيقية وراقصة، و9 فنانين ومصورين سينمائيين وشعراء ورسامين وكتاب.

تنظم حركة الهلال الذهبي، وهي المنبع والقائد للحفاظ على ثقافة وفن المرأة في شمال وشرق سوريا وتطويره، مهرجان الشهيدة برجم منذ 3 سنوات، وأقيم المهرجان الأول تحت شعار "الفن هو حرب الوجود والحرية" في مدينة حلب، وينظم للمرة الثانية تحت شعار "بأشعة الشمس سنطور فن المرأة"، في مدينة كوباني.

 

الشهيدة برجم عفرين... فنانة وثائرة

اسم المهرجان مستوحى من اسم الشهيدة برجم عفرين التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير فن المرأة. ولدت برجم عفرين عام 1974 في مدينة راجو بمقاطعة عفرين المحتلة. لقد فتحت عينيها على الحياة ضمن عائلة متجذرة في الوطنية. كانت تتمتع بخصائص وصفات فنية وصوت عذب، لذلك انضمت إلى فرقة آكري الموسيقية في عام 1988. وبهذه الخطوة طورت نفسها في مجال الفن والسياسة والثقافة والأيديولوجية وأسست شخصيتها كفنانة. وفي وقت لاحق في عام 1992، قررت الانضمام إلى صفوف حركة حرية كردستان. طوّرت المناضلة برجم عفرين جانبها الثوري والفني معاً، وتمكنت من أن تضع بصمتها على الفن الكردي في هذا المجال.

 

المهرجان مُهدى للقائد عبد الله أوجلان

أعلنت حركة الهلال الذهبي أنها ستهدي مهرجانها هذا العام للقائد عبد الله أوجلان، الذي اعتقل في 15 شباط/فبراير 1999 نتيجة مؤامرة دولية، ويقبع في سجن إمرالي منذ 26 عاماً، وتفرض عليه منذ ثلاث سنوات عزلة مشددة، حيث لا تسمح الدولة التركية لمحاميه اللقاء به وزيارته، وستسلط حركة الهلال الذهبي من خلال المهرجان الضوء على هذه الانتهاكات.

وبحسب البرنامج الذي أعلنته حركة الهلال الذهبي سيستمر المهرجان لمدة 4 أيام. وستشارك 29 فرقة موسيقية وراقصة و9 فنانين والعديد من الشعراء من الكرد والعرب والأرمن والشركس والتركمان والسريان، من كافة مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا. بالإضافة إلى ذلك سيتم عرض الفيلم الوثائقي Hêza وستقام العديد من الجلسات الحوارية. المهرجان الذي سيبدأ باستعراض فني في 6 أيلول/سبتمبر، سيتضمن هذا العام المزيد من الفعاليات الخاصة، ستشارك فيه الفنانة التونسية أمل مثلوثي، وشادي خلامي من شرق كردستان.

 

"بهذا المهرجان سنرد على هجمات الإبادة"

وأكدت عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان وإدارية حركة الهلال الذهبي لمقاطعة الفرات فاطمة خليل أن هناك حاجة للنضال الثقافي والفني ضد هجمات الإبادة "القوى المهيمنة والحاكمة تنفذ أبشع هجمات الإبادة على ثقافة وهوية المجتمعات. وخاصة الشعب كردي، ونحن نتعرض لهذه الهجمات منذ سنوات ونواجه هجمات ثقافية دون انقطاع. كنساء مطلعات على سياسات الإبادة هذه، وتحت اسم مهرجان الشهيدة برجم، الذي سيقام بعد أيام قليلة في كوباني، أكدن بأن المهرجان سيكون الرد على هذه الهجمات"، مضيفة "نحن ننظم أنفسنا ونبني تراثنا على تراث الشهيدة برجم التي استطاعت أن تترك بصمتها على ثقافة وفن المرأة وتلعب دوراً كبيراً في تطويره وحمايته".

وأوضحت إنه سيتم إبراز لوحة غنية بالفن النسائي "سيمكن المهرجان النساء من خلفيات متعددة التعبير عن صورة مشتركة لإبداع وفن المرأة من خلال الموسيقى والأغنية والرقص والمسرح والشعر، وبهذا يمكننا التأكد من حماية وتطوير إرث الشهيدة برجم من قبل آلاف النساء".

وقالت إن إقامة مهرجان الشهيدة برجم في كوباني له معنى وأهمية كبيرة "ستستضيف مدينة كوباني هذا العام المهرجان. فإقامة المهرجان في كوباني الهدف منه هو التأكيد على أنه كما أخذت المرأة زمام المبادرة في مجال الحماية والمقاومة من أجل أرضها وتمكنت من هزيمة الإرهاب، ستأخذ المرأة مرة أخرى نفس الدور القيادي في مجال الثقافة والفن على أرض كوباني".

 

"سنكون جزءاً من نضال المرأة العالمي"

وأكدت "في العصر الذي نعيشه الآن، المرأة هي التي تتعرض لأكبر هجمات الإبادة. لذلك، من الضروري أن يكون مستوى نضال المرأة ومقاومتها مرتفعاً بقدر مستوى الهجمات المنفذة. ونحن نرى أن تضامن المرأة قد تحقق الآن على المستوى العالمي. وتقف النساء في وجه الهجمات وتعبرن عن موقفهن في كل فرصة. نحن أيضاً من موطن ثورة المرأة سندعم نضال المرأة المشترك من أجل الحرية من خلال مهرجاننا وسنشارك في هذه المرحلة بصوتنا وألواننا ومشاعرنا وموقفنا".