منظمة العفو الدولية: القوات الإسرائيلية تنفذ سياسة تجويع متعمدة في غزة
في ظل تحذيرات متزايدة من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من اقتراب قطاع غزة من مجاعة وشيكة، اتهمت منظمة العفو الدولية القوات الإسرائيلية باتباع سياسة تجويع "متعمدة" في غزة.

مركز الأخبار ـ منذ اندلاع الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تفرض الأخيرة حصارا محكماً على القطاع ومنعت دخول المساعدات ما تسبب بأزمة إنسانية خانقة ومجاعة أودت بحياة الآلاف.
في تقرير لها اتّهمت منظمة العفو الدولية اليوم الاثنين 18آب/أغسطس، القوات الإسرائيلية باتّباع سياسة تجويع "متعمدة" في غزة، فيما تحذر الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أن القطاع الفلسطيني بات على شفير مجاعة وشيكة.
ولفتت إلى أن القوات الإسرائيلية تنفّذ حملة تجويع "متعمّدة" في قطاع غزة، إذ أنها دمرت بشكل ممنهج الصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين منذ قرابة عامين، مؤكدةً أن الشهادات التي تم جمعها تُظهر أن المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة في غزة لم تكن نتيجة عرضية للعمليات العسكرية الإسرائيلية، بل جاءت نتيجة مباشرة ومقصودة لسياسات وخطط ممنهجة وضعتها القوات الإسرائيلية ونفذتها خلال الـ22 شهراً الماضية.
وأضافت المنظمة، أن هذه السياسات تهدف بشكل متعمد إلى فرض ظروف معيشية قاسية ومدروسة على سكان غزة، تؤدي إلى تدميرهم جسدياً، في إطار ما وصفته بأنه جزء من عملية إبادة جماعية مستمرة تنفذها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في القطاع.
وفي نيسان/أبريل الماضي، وجهت منظمة العفو الدولية اتهاماً صريحاً لإسرائيل بارتكاب ما وصفته بـ "إبادة جماعية على الهواء مباشرة" في قطاع غزة، وذلك في سياق الحرب المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، واستندت المنظمة في تقريرها إلى شهادات ميدانية وتحقيقات موسعة، معتبرة أن السياسات الإسرائيلية في القطاع تهدف بشكل ممنهج إلى تدمير السكان الفلسطينيين من خلال فرض ظروف معيشية قاسية ومتعمدة.
وفي المقابل، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الاتهامات بشكل قاطع، ووصفتها بأنها "كاذبة ولا أساس لها"، مؤكدة أنها تدافع عن نفسها في مواجهة ما تعتبره تهديدات أمنية من قبل حركة حماس
وتشير التقديرات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، إلى أن 227 شخصاً لقوا حتفهم بسبب الجوع خلال فترة الحرب الممتدة لـ22 شهراً، من بينهم 103أطفال، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، في الوقت التي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن 148حالة وفاة سُجلت نتيجة سوء التغذية في غزة منذ بداية كانون الثاني/يناير الماضي، مما يسلط الضوء على التدهور الحاد في الأوضاع الصحية والمعيشية للسكان المدنيين.
من جانبه أكد برنامج الأغذية العالمي، أن المجاعة وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ بداية الحرب، مشيراً إلى أن أكثر من ثلث السكان لا يتناولون الطعام لأيام متتالية، وأن أكثر من 300 ألف طفل يعيشون خطر سوء التغذية، مع تفاقم الوضع بسبب عدم السماح بدخول ما يكفي من شاحنات المساعدات إلى القطاع.