"مناصرة دارفور" تدعو إلى تحرك دولي لحماية المدنيين من العنف الجنسي المنهج
كشفت مجموعة "مناصرة دارفور" خلال مؤتمر صحفي عبر تطبيق الزوم، العنف الجنسي الممنهج الذي ارتكبته قوات الدعم السريع بحق عشرات الفتيات في ولايتي شمال ووسط دارفور غربي السودان.
سلمى الرشيد
السودان ـ تواجه النساء والفتيات خاصة في دارفور والفاشر العنف بكافة أشكاله مع عمليات ترهيب واغتصاب تحت تهديد السلاح، ولم تتمكن العديد منهن الإبلاغ عما تعرضن له خوفاً من الوصمة الاجتماعية.
وثقت مجموعة "مناصرة دارفور" العنف الجنسي الممنهج الذي ارتكبته قوات الدعم السريع بحق عشرات الفتيات في ولايتي شمال ووسط دارفور غربي السودان، داعية إلى تحرك دولي سريع لحماية المدنيين في الإقليم، مشيرةً إلى إن قوات الدعم السريع تسيطر على أربع ولايات من أصل خمسة في إقليم دارفور، بينما تفرض حصاراً شاملاً على مدينة الفاشر منذ أيار/مايو 2024 في محاولة للسيطرة عليها.
وفي سياق متصل، استعرضت الناشطة الحقوقية إخلاص أحمد تقريراً أعدته مجموعة "مناصرة دارفور" خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس الأربعاء عبر تطبيق زووم، حالة العنف الجنسي ضد الفتيات بواسطة قوات الدعم السريع في مدينتي الفاشر وزالنجي، خلال الفترة من نيسان/أبريل 2023 حتى كانون الأول/ديسمبر 2024، وذلك استناداً على مقابلات مباشرة مع الناجيات وتقارير الرعاية الطبية.
وقالت إخلاص أحمد، أن 80 حالة عنف جنسي مؤكدة وقعت في مدينة الفاشر، لكن لم يتم تُوَثَّق حالة الأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول إلى المدينة المحاصرة، وإلى جانب حدوث 9 حالات اختفاء قسري لنساء في شمال دارفور استطاعوا توثيق احتجاز اثنين من الناجيات في مدينة الكومة، معهن 12أخريات قد قتلت واحدة منهن برصاصة قناصة أثناء محاولتها الهروب.
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع قصفت المرافق الطبية في الفاشر بالمدفعية والطائرات المسيرة، بما في ذلك المستشفى السعودي المتخصص في الولادة، والذي تعرض للقصف 14 مرة، مما فاقم معاناة النساء والفتيات في تلقي الرعاية الطبية، كما منعت هذه القوات المدنيين من الوصول إلى مصادر المياه، والغذاء.
اغتصاب جماعي
ونتج عن الاغتصابات الجماعية التي تعرضت له فتيات حمل وإنجاب، بينما لم تتمكن العديد من الضحايا الحصول على الرعاية الطبية نتيجة ضعفها أو بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية، وذلك بحسب التقرير الذي أعدته مجموعة "مناصرة دارفور" والذي حمل عنوان "عاملوني كأني إنسان".
وأوضحت أن 17 حالة اغتصاب وقعت في الفاشر، وتم توثيق حالات اغتصاب جماعي لأربعة فتيات في مناطق مختلفة في ولايتي شمال ووسط دارفور، بجانب تعرض النساء إلى مضايقات واسعة في نقاط التفتيش الخاصة بقوات الدعم السريع وعنف لفظي وعنصري، مع عمليات ترهيب واغتصاب تحت تهديد السلاح بذريعة تأييدهن للجيش السوداني.
وكشفت إخلاص أحمد عن عنف واسع واجهته النساء في مخيم الحصاحيصا في ولاية وسط دارفور بعد اجتياح قوات الدعم السريع للمنطقة، مما أجبر النازحين على الهروب بشكل جماعي، مع فرض رسوم نظير المغادرة، وسُجّلَت حالة اغتصاب لشقيقين داخل بنك السودان المركزي في زالنجي واختفاء قسري لامرأة تبلغ من العمر 38 عاماً "كل العنف الجنسي والذي شمل الاغتصاب الجماعي في الفاشر وزانجي ارتكبته قوات الدعم السريع بشكل ممنهج بغرض ترويع السكان من الإثنيات غير العربية، لذلك لا ينبغي أن نسكت ونترك نساء دارفور وحدهن صامدات أمام كل هذه الانتهاكات، ولا يجب أن يفلت الجناة من العقاب مجدداً".
وشددت على ضرورة تسريع تحقيقات المحكمة الجنائية في جرائم الحرب المدمرة في دارفور، إذ تشير الخطوات المتخذة اهتماماً محدوداً من المحكمة بالإقليم، مما يعزز الإفلات من العقاب، كما حث المؤتمر الصحفي للمجموعة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لحماية المدنيين في إقليم دارفور.
وفي ذات الاتجاه عرضت شبكة نساء القرن الافريقي "صيحة" خلال المؤتمر الصحفي، مقاطع صوتية لثلاث نساء قلن إنهن تعرضن لاغتصاب جماعي لعدة مرات في مدينتي الفاشر وزالنجي من قبل قوات الدعم السريع تحت تهديد السلاح، وهن تستنجدن بالمجتمع الدولي لمساعدتهن على الوصول إلى العدالة من الجناة.
تحديات
من جهته، أعرب مسؤول فريق تحقيقات جرائم الحرب بدارفور في مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، عن حزنه لسماع استمرار الانتهاكات المروعة بحق المدنيين في إقليم دارفور، مؤكداً أنهم كانوا يركزون تحقيقاتهم على ولاية غرب دارفور، لكنهم سيهتمون أيضاً بما يحدث في ولايتي شمال وجنوب دارفور، وسيأخذ العنف القائم على النوع الاجتماعي والأطفال أولوية في عملهم، وفق توجيهات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وقال "نقوم بعمل تطبيقات وبروفايلات عن المتهمين، لكننا نواجه تحديات حقيقية في تحديد الجناة والوصول إلى الضحايا في إقليم دارفور، ونحن منفتحون أمام أي جهة تستطيع مساعدتنا على هذا الجانب بما في ذلك منظمات المجتمع المدني".
من جانبها قالت المديرة الإقليمية لشبكة نساء القرن الأفريقي "صيحة" هالة الكارب، أن الموارد المتاحة من المجتمع الدولي للعدالة ومناصرة الضحايا شحيحة، كما أن الدعم الموجه لمنظمات المجتمع المدني شحيح، في حين ينتظر منها كل هذا العمل.