رمزية القائد أوجلان في الوعي النسوي الكردي بين الماضي والمستقبل

نساء كوباني اللواتي شكّلن في بداية نضال الشعب الكردي من أجل الحرية صورة رمزية للقائد عبد الله أوجلان، أكدن التزامهن بمسيرة السلام والمجتمع الديمقراطي "منزل القائد أوجلان في قرية إلبيلور ينتظر عودته".

برجم جودي

كوباني ـ القائد أوجلان أطلق دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي"، واستجابةً لها، أعلن حزب العمال الكردستاني خلال مؤتمره الـ 12، حلّ نفسه، تلتها خطوة إتلاف السلاح التي أصر عليها القائد أوجلان وقد قوبلت بتأييد كبير من الشعب الكردي وأصدقائه.

 

"سياسة الدولة التركية كانت السبب"

نساء كوباني اللواتي استقبلن القائد أوجلان لأول مرة في الثاني من تموز/يوليو عام 1979، عبّرن بحماسة مضاعفة عن دعمهن لدعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" التاريخية.

وأكدت نازا علي إن سياسة الدولة التركية تجاه الكرد دفعتهم لحمل السلاح "في المراحل الأولى من نشوء حزب العمال الكردستاني، أي في السبعينات والثمانينات، كان الشعب الكردي يتعرض لهجمات شرسة تستهدف وجوده وثقافته ولغته وهويته، بسبب تلك الظروف، لم تكن النضالات السياسية كافية، وعلى هذا الأساس سلك القائد أوجلان والمقاتلون طريق المقاومة المسلحة".

ولفتت إلى أنه "لو أن الدولة التركية غيّرت سياستها وتعاملت بعقلانية، لكان بالإمكان بناء سلام دائم منذ تلك السنوات، ولكن بسبب تعنتها، اضطر الشعب الكردي لحمل السلاح والدفاع عن نفسه، ونتيجة للصراع المستمر قرابة الـ 46 عاماً، قدّم شعبنا آلاف الشهداء، وكل ذلك كان من أجل السلام والهوية".

 

"بدأنا بأربعة والآن نحن ملايين"

وأضافت نازا علي أنها ومن معها قدّموا منزلهم كدعم للقائد "كنساء كوباني، حين بدأنا هذا العمل وفتحنا منازلنا للقائد أوجلان، كنا نؤمن بأن قضيتنا ستنتصر، وسنصل إلى هذه الأيام، بدأنا بأربعة أشخاص، والآن هناك ملايين على هذا الدرب، ملايين الكرد وأنصار القضية يرددون تحيا القائد أوجلان، تحيا كرد وكردستان".

وأوضحت أنهم بدأوا نضالهم بتلك الصورة المرسومة للقائد أوجلان، وسيستمرون بنفس العزم "بعد 26 عاماً من العزلة و46 عاماً من النضال، أطلق القائد أوجلان نداءً تاريخياً يقود نحو مرحلة جديدة، من وجهة نظري، ستكون مرحلة السلام والمجتمع الديمقراطي أصعب من المقاومة المسلحة، ورغم ذلك، فإننا نؤمن بنداء وإرادته وقوته، وسنواصل المسير حتى تحقيق السلام، كما وقفنا بجانبه في أصعب الأيام وقدمنا أرواحنا وأبنائنا ومنازلنا، اليوم أيضاً سننفذ قراراته ونتحمل مسؤوليتنا، المقاتلون رموا أسلحتهم بناءً على تلك الصورة، ونحن أيضاً سنواصل الطريق بنفس الإيمان".

 

"اليوم الجميع بحاجة إلى السلام"

بدورها، عبّرت سكينة كردو عن فرحتها برؤية القائد أوجلان بكلمات مؤثرة "نشكره على رسائله ونضاله من أجل تحقيق السلام والطمأنينة، من أعماق قلوبنا ونوجه له التحية، نحن كشعب وخاصة كامرأة، نؤمن بقيم السلام والحرية والديمقراطية والتعايش، ولهذا كان نضالنا دائماً ضمن إطار حماية وجودنا وأرضنا ووطننا".

وأضافت "حربنا التي امتدت لخمسين عاماً كانت لتثبيت وجودنا كشعب كردي بقيادة القائد أوجلان، واليوم، بعد هذا الزمن الطويل، أصبحت الحاجة للسلام ضرورة للجميع، ونحن كشعب كردي نواصل الريادة في هذه المرحلة الجديدة، الأمل والرغبة في هذه المسيرة الجديدة تكمن في الخطوات الجادة والعملية التي يجب أن تتخذها الدولة التركية".

 

"منزل القائد في قرية إلبيلور ينتظر عودته"

وشددت سكينة كردو على أن فرحتهم لن تكتمل إلا بتحقق الحرية الجسدية للقائد أوجلان "نعيش أياماً تاريخية، ولكن حتى نرى القائد أوجلان بيننا، فإن سعادتنا ستظل منقوصة، وفي هذا السياق، أرغب في توجيه الأنظار إلى منزل القائد في قرية إلبيلور في كوباني، من هذا المنزل بدأ القائد أوجلان رحلته نحو سوريا والشرق الأوسط، ولهذا فإن هذا المكان جاهز من جميع النواحي، وهو ينتظر فقط قدومه، ورأيته في بيته بكوباني، فستتحقق كل آمالنا وأحلامنا".

 

"إيماننا بالقائد أوجلان أصبح حقيقة اليوم"

أما أمينة ياسين فقد شددت على أنهم لن ينسوا القائد أوجلان ولن يسمحوا بنسيانه "أرسل أحرّ التحايا للقائد أوجلان، وللذين ضحّوا بأرواحهم وناضلوا من أجل قضيتنا، نحن اليوم نقف على باب السلام بفضلهم، نحن ممتنون له ولمقاتلي الحرية، الذين ناضلوا على مدار خمسين عاماً وآمنوا بقوتهم".

ولفتت إلى أن "صبرنا وإيماننا ومقاومتنا تحقق نتائجه، أكثر من أي أحد، نحن كأمهات نرغب في تحقيق السلام، وسنقود هذه المرحلة، لقد اكتفينا من الاحتلال والقتل والإنكار والمعاناة، وطالما نحن على قيد الحياة، فلن ننسى هذه القصة ولن نسمح بنسيانها، وسنظل نردد اسم القائد أوجلان حتى في آذان أطفالنا".