من دمشق سوريات تؤكدن على إصرارهن أن تكنّ شريكات أساسيات في كل خطوة نحو التغيير
أكد اللقاء التشاوري الذي نظم في العاصمة السورية دمشق على الدور المحوري للمرأة السورية كقوة أساسية في بناء السلام والمجتمع، وعكس إصرار النساء السوريات على أن تكنّ شريكات أساسيات في كل خطوة نحو التغيير.
راما خلف
دمشق ـ نظم مجلس المرأة السورية أمس الخميس 9 كانون الثاني/يناير، لقاء تشاوري في العاصمة السورية دمشق، بهدف تعزيز الحوار بين النساء السوريات من مختلف المناطق، ومناقشة الدور الحيوي للمرأة في بناء مستقبل سوريا. كما شكّل اللقاء فرصة لتبادل الآراء والمقترحات حول كيفية تمكين المرأة وتعزيز دورها في المرحلة المقبلة.
في بداية اللقاء التشاوري تم التعريف بمجلس المرأة السورية، الذي يُعد منصة وطنية تهدف إلى تمكين المرأة السورية وتعزيز مشاركتها في كافة مجالات الحياة. حيث يركز المجلس على بناء قدرات النساء، ودعم حقوقهن، والعمل على إشراكهن في عمليات صنع القرار، بما يعزز دورهن في تحقيق السلام والعدالة الاجتماعية في سوريا.
وتحدثت المشاركات عن التحديات التي تواجه المرأة السورية في ظل الظروف الحالية، خاصةً في ظل استمرار الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأكدت المشاركات على أن تعزيز دور المرأة يتطلب "تمكين النساء سياسياً"، مشددات على ضرورة إشراك النساء في المفاوضات والحوارات الوطنية، وضمان تمثيلهن في مراكز صنع القرار، ليعكس ذلك تطلعاتهن وآمالهن في بناء سوريا.
كما أشدن بأهمية تعزيز التعليم والتدريب حيث طرحت المشاركات فكرة إطلاق برامج تدريبية تهدف إلى تأهيل النساء للمشاركة الفعّالة في الشؤون السياسية والاجتماعية، بما يشمل تعزيز مهاراتهن في القيادة والتفاوض.
وحول دعم المشاريع النسائية اقترحت المشاركات إنشاء صناديق دعم للمشاريع الصغيرة التي تديرها النساء، خاصةً في المناطق الريفية والمتضررة، كوسيلة لتعزيز دورهن الاقتصادي والاجتماعي.
ودعت المشاركات إلى أهمية تعزيز الحوار المجتمعي وتوسيع نطاق الحوارات الوطنية لتشمل مزيداً من النساء من مختلف المكونات، لضمان شمولية الرؤية النسوية في بناء مستقبل سوريا.
واختتم اللقاء التشاوري بجملة من التوصيات أبرزها "زيادة تمكين النساء سياسياً واقتصادياً من خلال برامج دعم وتأهيل شاملة، وتعزيز الشراكات بين المؤسسات النسائية والمجتمع المدني لتحقيق أهداف مشتركة تخدم قضايا المرأة، بالإضافة إلى تكثيف الجهود لحماية حقوق المرأة ومكافحة التمييز في كافة المجالات، والدعوة إلى إشراك النساء في صياغة الدستور السوري المستقبلي وضمان المساواة الجندرية فيه، ومواصلة العمل على بناء شبكة دعم نسائية قوية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين النساء السوريات".
رسالة أمل للمستقبل
وأكدت المشاركات في ختام اللقاء التشاوري التزامهن بمواصلة العمل لتحقيق أهداف مجلس المرأة السورية، والمساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم حقوق النساء ويتيح لهن الفرصة للمشاركة الفعّالة في صناعة مستقبل سوريا.
وأكدت إحدى مؤسسات الحركة السياسة النسوية مريم جلبي على أهمية مشاركة المرأة في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لأنها الأساس في بناء المستقبل.
وأوضحت أنه "حالياً لا توجد أي تضييقات علينا لكن لا نعلم ماذا سيحدث في المستقبل لذلك علينا اغتنام الفرصة وإثبات ذاتنا والمشاركة في مراكز صنع القرار، فإذ حدث إي تضييق أو انتهاك لحقوق المرأة السورية، سيكون لها تأثير على جميع دول الشرق الأوسط والعالم".
وشددت على أهمية إجراء حوار جامع للسوريين، والتأكيد خلاله على أهمية حقوق المرأة ونضالها ضد الذهنية الذكورية، موجهة رسالة لجميع النساء قالت فيها "لا تتوقفن عن النضال عليكن الاستمرار والمشاركة في كافة الفعاليات وخاصة خلال الفترة الحالية لدعم بعضنا البعض وتوحيد مواقفنا".
من جانبها قالت الصحفية حسيبة صالح "المطالبة بحقوق المرأة أبرز أهدافنا، فمن المهم تواجدها بشكل واضح في الدستور كون القانون والدستور الوحيدين الذين يحميان حقوق المرأة، ونتمنى أن يكون بإمكان هذا الدستور القدرة على حماية حق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها في جميع مجالات الحياة وعلى رأسها السياسية".
وأضافت "على الحكومة الجديدة منح الحرية للمرأة في مجال عملها والابتعاد عن الظلم والاستبداد والتسلط على الرأي الواحد لأن سوريا متنوعة، لذلك اتمنى من جميع الصحفيات التوجه إلى المنظمات والمجالس الأهلية لإيصال صوت النساء وتحقيق مطالبهن".
ولفتت "من أكثر المقالات التي طرحتُها أثرت في نفسي بشكل مباشر "نعيد الكتاب ليكون خير جليس"، هدفي منها حث الفئة الشابة على التوجه للقراءة من جديد".