من المدينة التي توقفت فيها الساعة عند الـ04:17: أين كانت الدولة؟

لم يعد هناك مكان في المقابر في مدينة سمسور بشمال كردستان، حيث دمرت المدينة بأكملها بعد الزلزال، ووضع أهالي اللذين فقدوا حياتهم الأحرف الأولى من اسمائهم بالإضافة إلى الأرقام على شواهد قبورهم.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ حجاب ومعاطف وأغطية ورثاء، مذكرات وأقحوان... هذا ما يُرى ويسمع في المقبرة حيث دفن الذين فقدوا حياتهم في الزلزال الذي ضرب مدينة سمسور في شمال كردستان. لا يوجد أحد تقريباً لم يفقد أحباءه في المدينة التي تحولت إلى حطام.

دفن المئات من الأشخاص في المقبرة جنباً إلى جنب دون أسماء، علقت شالات على شواهد قبورهم مع كتابة رقم ليتم التعرف عليهم من قبل أقاربهم ومعرفة أنهم من عائلة واحدة.

 

حطام في كل زاوية

مرت تسعة أيام منذ وقوع الزلزالين الكبيرين في مدينة مرعش بشمال كردستان في السادس من شباط/فبراير، وتعد سمسور من أكثر المدن تضرراً من الزلزال الذي أصاب الملايين وفقد عشرات الآلاف حياتهم، بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في الساعة الـ 4:17 صباحاً، انهار ألفي مبنى في المدينة التي تحولت إلى حطام في غضون 30 ثانية، بالإضافة إلى المباني المدمرة، تضرر ما يقارب من 8000 مبنى في المدينة، ولا يوجد منزل تقريباً لم يتضرر. لا شيء على حاله في المدينة شوارعها كلها مغطاة بالغبار بسبب الهدم.

 

11 ألف شخص فقدوا حياتهم

توقفت الساعة في أعلى برج وسط البازار عند الساعة 04:17، أي الوقت الذي وقع فيه الزلزال، أظهر برج الساعة الحطام والدمار. بينما لا تزال جهود البحث والإنقاذ مستمرة في المدينة، وصل عدد الذين فقدوا حياتهم في المدينة إلى 11 ألفاً في حصيلة غير نهائية. وانتقد المواطنون تأخر فرق الإنقاذ والبحث في البدء بعملها، مشيرين إلى أن الأعمال بدأت بعد فوات الأوان وأن الدولة لم تدخل المدينة خلال الأيام الثلاثة الأولى وقالوا "كل شيء يشبه اليوم الأول".

 

تتردد أصوات الرثاء في المقبرة

بينما لا يزال الناس ينتظرون أمام الأنقاض، هناك مبان لم يتم بدء عمليات البحث والإنقاذ فيها بعد، لخص المواطنون الدمار في المدينة بعبارة "ما مدى صعوبة رؤية المكان الذي ولدت وترعرعت فيه هكذا". في المدينة التي لا تزال فيها الجثث تحت الأنقاض، لا تفرغ المقبرة أبداً. في مقبرة البلدية، حيث يدفن مئات الأشخاص جنباً إلى جنب منذ 10 أيام، لم يتوقف الرثاء، لا توجد أسماء على المقابر، لكن العائلات كتبت الأحرف الأولى لأسماء أقاربهم الذين فقدوا حياتهم بجانب أرقام على شواهد قبورهم، فيما ترك البعض كتابة وبعضهم حجاب والبعض ترك معطف.

في المقبرة تندب أم عائلتها المفقودة، الأم التي تندب على أخيها بعبارة "ارحل، ارحل"، لا تترك القبر حيث تجلس لساعات. بعد رثاءها، علمنا أن الأم التي استمعنا إلى قصصها فقدت شقيقها وزوج أختها وابن أخيها البالغ من العمر 5 سنوات.

 

"كسرت الحديد وأخرجت أخي"

قالت مريم ساين إحدى الناجيات من الزلزال، إنها أخرجت جثة شقيقها من المبنى المنهار بيديها في اليوم الثاني للزلزال "لقد مرت 9 أيام وما زالت هناك جثث. في اليوم الثاني كسرت الحديد وأخرجت جثة أخي، لم يأتِ أحد لمساعدتنا، لقد أخرجت عائلتين من تحت الأنقاض، ماذا سيحدث عندما يظهر أردوغان على شاشة التلفزيون؟ خرجنا ولم نتمكن من إسماع أصواتنا. أين الدولة لا يزال هناك أناس تحت أنقاض مبان ضخمة".

وأضافت "لا يستطيع الناس العثور على جثث أقاربهم، لماذا جاء أردوغان إلى هنا بعد أسبوع، هل هو قادم في رحلة؟، لقد مات الآلاف هنا. لقد تأخروا، لقد تأخروا في إنقاذ الناس".