ملك روشين: لم يتم احترام جثث الموتى

أكدت ملك روشين التي فقدت ١٥ فرداً من عائلتها في الزلزال الذي وقع في سمسور "لم يتم احترام جثث الموتى، حيث تم دفنها دون تكفينها أو غسلها، ولا يزال هناك أناس لم يتمكنوا من العثور على موتاهم".

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ نتيجة الزلازل التي أثرت على ١٠ مدن في تركيا، حيث وصلت حصيلة القتلى إلى ٤١ ألفاً و ٢٠ شخصاً، وفي مدينة سمسور(أديامان) بشمال كردستان، حيث انتهت هناك أعمال البحث والإنقاذ، لم يتضح بعد عدد الموتى فيها.

دفن ٧ آلاف شخص فقط في مقبرة مركز المدينة، بحسب بعض المصادر، وتم إعداد شهادات وفاة لـ ٦١٥٠ شخصاً فقط، وبينما يتم الدفن في المقابر بشكل جماعي، هناك أيضاً العديد من الجثث الغير مسجلة والمفقودة، ويمكن للعائلات في سمسور العثور على قبورهم باستخدام الأرقام التي تعطى لهم.

 

"تعرضت الجثث لممارسات غير إنسانية"

أوضحت الرئيسة المشتركة لاتحاد جمعية العلويين الديمقراطية ملك روشين أنه بعد حدوث الكارثة تعرضت الجثث لسوء المعاملة تحت الأنقاض وأثناء دفنها أيضاً، وإن الجثث التي كانت تنتظر حملها من على الرصيف لعدة أيام كانت مصطفة في الدور في ثلاجة المقبرة، ثم تم وضعها في أكياس سوداء وتم دفنها في حفر كبيرة.

 

"ساد الصمت في مكان صرخات الاستغاثة"

وأشارت إلى أنه "مع وصول المساعدة بدأت عمليات إخراج الموتى، لا يوجد إنترنت ولا شبكة ولا مياه ولاكهرباء، كنا مثل الموتى الأحياء في مدينة ميتة، كان الموتى من حولنا في كل مكان، لم يأت أحد إلينا حتى اليوم الرابع، عشنا مع هذا الألم كل ذاك الوقت، ونحن نكافح مع الجوع من ناحية والأنقاض من ناحية أخرى، فقد توفي ١٥ شخصاً من عائلتي، دمر منزلنا بالكامل، تم إخراج والدي من أسفل الأنقاض مصاباً بجروح، والموتى منهم بقوا على الأرصفة لأيام عديدة لم يتبقى مكان للجثث حتى في المستشفيات، كانت الجثث التي تنقل إلى المستشفيات تلقى فوق بعضها، ومنذ اللحظات الأولى التي بدأت البحث فيها امتلأت المشافي بالجثث، ولا أحد يستطيع فعل أي شيء".

 

"الجثث ظلت على الرصيف لأيام"

وأوضحت أنه في الأيام الأولى، نقلت الجثث التي أخرجتها العائلات بوسائلها الخاصة إلى المستشفى بعد أن بقيت على الرصيف لعدة أيام تحت المطر "الجثث في المستشفى كانت مخزنة فوق بعضها في المستودع بدلاً من الثلاجة، اعتقدنا أنه يمكننا إخراج أصدقائنا وأقاربنا حتى اليوم الرابع، لكن لم نتمكن من إخراج أي منهم، الجثث التي أخرجناها كانت تفوح منها رائحة لأنها ظلت تحت الأنقاض لفترة طويلة، عندما أخذنا الجثث إلى المقبرة لدفنها، كانت الجثث المنتظرة على الرصيف تنتظر مرة أخرى في الثلاجة ليوم أو يومين إلى أن يأتي دورهم، وتم لف بعض الموتى ببطانيات وفي الآونة الأخيرة كانوا يوزعون أكياساً سوداء على الأشخاص الذين أخرجوا أقاربهم من تحت الأنقاض"، لتتساءل "هل سنقوم بدفن موتانا بهذا الشكل؟".

 

"لم نستطع غسل الجثث لعدم وجود ماء"

وأشارت إلى أنه لم يتم منح مستلزمات الموتى أو حتى كفن لبعضهم "بينما كنا نعاني الكثير من الألم، سألنا أنفسنا هل يعقل إلا يتواجد أبدا لوازم الموتى، أخذنا جثثنا التي لم نتمكن من نقلها إلى المستشفى، إلى المقبرة بأنفسنا، ومرة أخرى لم نتمكن من غسل الجثث لأنه لم يكن هناك ماء ولم نتمكن حتى من الدخول بسبب رائحة الجثث، وتقدم الجميع بالدور على حمل موتاهم ودفنهم، لم يتمكن بعض الناس من العثور على البطانيات أثناء قيامهم بالدفن".

 

"هناك أناس لا يستطيعون الوصول إلى موتاهم"

وأوضحت الرئيسة المشتركة لاتحاد جمعية العلويين الديمقراطية ملك روشين "إنه بعد القيام بالدفن الجماعي، كان هناك العديد من الموتى لا أحد لهم، وأن أولئك الذين جاءوا إلى قسم ثلاجة الموتى لم يتعرفوا على موتاهم، ودفنت الجثث في حفر عميقة محفورة بواسطة مغارف، لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، فبعد هذه الكارثة التي حلت علينا كان من الممكن على الأقل دفن موتانا بشكل مناسب، لا يزال هناك موتى تم إخراجهم من تحت الأنقاض، ولا تزال هناك عمليات دفن، ولا يزال هناك أشخاص لا يستطيعون الوصول إلى أجساد موتاهم، حيث يقول الناس أن جثثهم مفقودة، يبحث الناس عن موتاهم ولكن لا يمكنهم العثور عليهم، هذا وضع محزن للغاية وللأسف هذه هي حقيقة ما يحدث".