ملايين الصوماليين مهددون بالمجاعة والنزوح

حذرت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية من أن الصومال يواجه أزمة طارئة نتيجة الجفاف المستمر، بعد انقطاع الامطار لأربعة مواسم متتالية مما يعرض ملايين الأشخاص لخطر الجوع والنزوح.

مركز الأخبار ـ تحولت أزمة الغذاء في الصومال إلى قضية إنسانية عالمية تستدعي استجابة عاجلة، حيث يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي.

أعلنت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية، اليوم الخميس 27 تشرين الثاني/نوفمبر، أن الصومال يواجه أزمة خطيرة بسبب الجفاف المتواصل، بعد غياب الأمطار لأربعة مواسم متتالية، مما يهدد حياة ملايين الأشخاص لخطر المجاعة والنزوح.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير لها، أن الحكومة الفيدرالية الصومالية أعلنت هذا الشهر حالة الطوارئ رسيماً، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وتقدم المساعدات، في ظل استمرار تدهور الأوضاع في مختلف مناطق البلاد الشمالية والوسطى والجنوبية.

ولفت التقرير إلى أن نحو مليون شخص في الصومال يحتاجون إلى الدعم الإنساني، بينهم ما يقارب 130 ألف بحاجة ملحّة إلى مساعدات منقذة للحياة،  وأشارت بعثة تقييم تابعة للأمم المتحدة عقب زيارتها إلى منطقتي باري ونوغال، إلى أن المجتمعات المحلية تواجه أزمة حادة تتمثل في نقص المياه والغذاء، محذرةً من أن البلاد قد تشهد كارثة إنسانية خلال الأشهر المقبلة إذا لم يتم التدخل العاجل.

وأكد عمدة قرية شاكسدا في منطقة باري، أن القرية لم تشهد هطول الأمطار منذ العام الماضي، واصفاً الوضع بأنه "أسوأ موجة جفاف منذ سنوات"، موضحاً أن مئات الأسر النازحة، معظمها من النساء والأطفال، وصلت خلال الأشهر الأخيرة إلى القرية، في وقت تعجز فيه المجتمعات المضيفة عن توفير احتياجاتهم الأساسية، مما يجعل توفير مساعدات عاجلة من الغذاء والمياه أمراً ملحاً.

وأشار التقرير إلى أن محدودية التمويل زادت من تفاقم الأزمة، إذ لم يُموَّل سوى 23.7% من خطة الاستجابة الإنسانية للصومال لعام 2025 وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على حجم المساعدات الغذائية، حيث انخفض عدد المستفيدين من 1.1 مليون شخص في آب/أغسطس إلى نحو 350 ألف شخص فقط خلال الشهر الجاري.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يواجه ما يقارب 4.4 ملايين شخص في الصومال انعداماً حاداً في الأمن الغذائي بحلول كانون الأول/ديسمبر المقبل، فيما يُرجَّح أن يعاني نحو 1.85 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد حتى منتصف عام 2026، ما ينذر بأزمة إنسانية طويلة الأمد إذا لم يتم توفير الدعم اللازم بشكل عاجل.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من استمرار الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء الصومال، خصوصاً في المناطق الوسطى والشمالية، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في البلاد.