مجلس المرأة السورية… مظلة سياسية تجمع النساء

حقق مجلس المرأة السورية على مدى سبعة سنوات إنجازات عدة ويسعى للوصول إلى كافة السوريات لتمكينهن سياسياً والمساهمة في حل الأزمة العالقة.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ أكدت منسقية مجلس المرأة السورية كولان سليمان على أن المجلس خطى العديد من الخطوات الهامة واستطاع الوصول إلى العديد من النساء في البلاد وخارجه بهدف تنظيم صفوفهن تحت راية المجلس، وتمكينهن سياسياً وفكرياً لتلعبن دورهن البارز على الساحة السياسية ويكون لهن القرار والرأي في حل الأزمة السورية العالقة.

يصادف 8 أيلول/سبتمبر الذكرى السنوية السابعة لتأسيس مجلس المرأة السورية الذي يعتبر المظلة السياسية لكافة النساء السوريات الساعيات لتمكين المرأة على هذه الساحة وجمع طاقات وجهود المرأة السورية لخلق نظام اجتماعي ديمقراطي يحقق للمرأة الحرية والمساواة، والمساهمة في إحلال السلام وحل الأزمة العالقة من خلال التقارب والتفاهم مع كافة الأطراف.

قالت منسقية مجلس المرأة السورية كولان سليمان "حققنا العديد من الإنجازات، وأهم ما تم تحقيقه الوصول لنساء سوريات من كافة المكونات، وكل امرأة استطعت أن تبين رأيها السياسي بفكرها ولغتها وتعبر عن ذاتها، فهذا العام كان مهماً بالنسبة لنا حيث كان هنالك آراء عدة لنساء استطعنا أن يجتمعن كلهن تحت راية المجلس التي تعبر عنها وتنظم نفسها خلالها، كان هنالك خطوة أخرى بانضمام نساء سوريات من خارج البلاد إضافة إلى نساء من الشرق الأوسط ليتعرفوا على النظام الداخلي الخاص بالمجلس والذي يعتبر اساساً لكافة النساء من الناحية الفكرية والتنظيمية وتستطعن أن تصلن إلى بعضهن البعض، وليصبح فيما بعد راية لكافة النساء على أساس التكاتف والوحدة".

وأضافت "عمل المجلس على تمكين النساء من الجانب السياسي خاصة بعد ربيع الشعوب والثورة التي تحولت إلى أزمة عالقة بسبب التدخلات الخارجية وانحراف مسار الثورة دون وجود تنظيم وفكر بديل عنه، فالحرب التي دارت في سوريا أثرت بشكل سلبي على الشعب السوري، كل الجهات تحركت حسب مصالحها وأهدافها، وإلى يومنا الراهن الحرب لا زالت مستمرة، فالتي ادعت بالمعارضة أصبحت مرتزقة ولم تضف أي تغير إلى الواقع في سوريا إلى جانب حكومة دمشق التي لم تقدم شيء لشعبها والدولة التركية التي تمارسها سياساتها وفقاً لمصالحها".

 

دور المرأة في الساحة السياسية... ضرورة ملحة

وأكدت "هدفنا أن يكون هنالك توحيد فكري، فاذ لم تكن المرأة صاحبة رأي وصفة سياسية لن تتمكن هذه البلاد من وضع الحلول السياسية للأزمة، لأن المرأة نصف المجتمع بل المجتمع باسره لذا على هذا الأساس يجب أن يكون دور المرأة اساسياً ولا بد منه في الساحة السياسية ومرحلة التغير"، مشيرة إلى أن "نسبة تواجد المرأة في المجال السياسي معدومة فقط تم افتتاح المجال أمامها في أماكن معينة وبسيطة، فالمكتسبات التي تحققت بإقليم شمال وشرق سوريا هي نتيجة نضال طويل وعلى أساس تنظيم وتاريخ نضال حركة المرأة الطويل سواءً في سوريا أو خارجها التي منحت التجربة لتستمر النساء عليها".

وعما حققته النساء بإقليم شمال وشرق سوريا بينت أنه تم تطبيق نظام الرئاسة المشتركة وأثبتت المرأة وجودها في كافة الساحات وباتت صاحبة قرار "مما يوكد لنا أهمية أن يكون هنالك تنظيم لصفوف النساء لأحداث تغير جذري لواقعهن وتحريرهن، ولنصل إلى هؤلاء النساء كان لا بد من تأسيس مجلس المرأة السورية الذي يعتبر المظلة السياسية لهن ويدفعهن للجلوس على طاولة حوار واحدة ووضع الحلول الجذرية للقضية والأزمة في ظل الذهنية الذكورية التي تحارب المرأة بشتى الطرق والوسائل والتي تعتمد وتنتهج الحرب والقتل والدمار أساساً لها لذا لن تجلب معها السلام والمساواة والديمقراطية".

وأكدت أنه "بدورنا كنساء رأينا بأنه يقع على عاتقنا تحقيق المساواة والديمقراطية على أساس التنظيم والتجربة التي مر عليها سنوات، فنرى من المهم لنا كمجلس أن نجمع كافة السوريات تحت راية واحدة، فالنساء اللواتي عشنا في المنطقة تحت الذهنية السلطوية البعثية لتغيرها نحتاج وقت كبير ليعرف المرأة إلى ماذا تسعى هذه الأنظمة الاستبدادية، فكل هذه الأمور كانت من ضمن محاور نقاشاتنا وكيف بإمكان المرأة أن تتمكن سياسياً وتأخذ دورها بشكل عام".

 

حل الأزمة يبدأ بتواجد المرأة في أماكن صنع القرار

وأوضحت أنه "يتم الآن نقاش الدستور السوري ووضع المرأة ضمن هذا الدستور مما يدل على أن طريق الحل يبدأ من خلال المرأة، لذا جهات عدة مرتبطة بالخارج ودول الإقليمية حاولت تنظيم صفوف المرأة للوصول إلى مصالحه والسيطرة على الساحة السياسية من خلال النساء"، مبينة أنه "رغم كل التحديدات التي واجهت النساء حاولنا ونسعى إلى تغيرها من خلال الوصول إلى النساء والتركيز على ضرورة الوحدة بين صفوفهن وتمكينهن من الناحية السياسية، فاذ لم تتمكن المرأة من الجانب السياسي ستتعرض دائماً للانتهاكات والعنف بكافة أشكاله، فأكثر فئة ضمن المجتمع يكون له النصيب الأكبر من الحروب هي المرأة، لذا لنضع سد منيع لكل هذا من خلال التكاتف والوحدة، فتقوية العلاقة بين النساء من أهم الإنجازات التي ستحقق ما نسعى إليه".

 

مؤتمر مجلس المرأة السوري الثاني كان بمثابة لوحة فسيفسائية مميزة

وعن المعوقات التي تواجه المرأة بينت "هنالك العديد من المعوقات التي تواجه المرأة التي تسعى لنيل حقوقها فهي تتعرض للاعتقال وإصدار أحكام جائرة بحقها لكن رغم ذلك فهي عاشقة للحرية ولا تستسلم بدأ من السويداء وصولاً إلى حماة وحمص والمناطق المحتلة".

وأكدت على أهمية الحوار السوري ـ السوري والجلوس على طاولة حوار لوضع الحلول للأزمة السورية العالقة "مؤخراً كان هنالك مؤتمرنا الثاني الذي عقد في مدينة حلب اخترنا حلب بحي الشيخ مقصود بالتحديد لأن أبناء وبنات هذه المنطقة وقفوا بوجه الإرهاب وقاوموا، وكمدينة لها تاريخ مليء بالمقاومة والنضال، حيث شاركت النساء من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا والشمال السوري والداخل السوري ومن كافة المدن السورية، من كافة المكونات والاطياف والأديان والمذاهب مما شكل لوحة فسيفسائية مميزة، لأول مرة في تاريخ سوريا تتجمع النساء للنقاش على قضيتهن، ونثبت بأن المجلس استطاع أن يصل لكافة النساء مما شكل خوف لدى حكومة دمشق من تجمع النساء، حيث اجتمعت النساء تحت راية واحدة لمناقشة التقارير التنظيمية وأسباب عدم تحقيق الأهداف لوضع الحلول لها".

واختتمت منسقية مجلس المرأة السورية كولان سليمان حديثها بالتأكيد أنه "علينا كنساء سوريا بيد واحدة أن نحل الأزمة السورية والجلوس على طاولة حوار واحدة دون أن تؤثر الآراء الخارجية علينا، وكلنا يقين بأن المرأة تستطيع أن تكون طرف فعال في مناقشة ووضع الحلول الجذرية للأزمة السورية".