مجاعة ممنهجة في غزة... سوء تغذية وشح المساعدات وإغلاق للمخابز

حذر برنامج الأغذية العالمي من تدهور الوضع الغذائي في غزة بعد إغلاق جميع المخابز في وسط القطاع بسبب الشح الحاد في الإمدادات.

مركز الأخبار ـ يعاني السكان في قطاع غزة من مجاعة ممنهجة جراء شح المواد الغذائية بسبب عرقلة القوات الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتي تسببت بإغلاق المخابز وانتشار سوء التغذية خاصة بين الأطفال.

قال برنامج الأغذية العالمي أمس الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر، إن جميع المخابر التي تعتبر شريان الحياة للكثير من السكان وغالباً يكون الطعام الوحيد لهم هو الخبز، في وسط قطاع غزة أجبرت على الإغلاق بسبب الشح الحاد في الإمدادات.

كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من تدهور الوضع التغذوي في جميع أنحاء القطاع، مشيراً إلى أن ثلثي الأطفال في القطاع الذي يحصلون على العلاج من سوء الحاد منذ بداية العام الجاري تم تسجيلهم خلال الأشهر الخمسة الماضية.

وقال المكتب، إن أكثر من 3 آلاف و 400طفل توجهوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد في الفترة ما بين الأول والثالث والعشرين من الشهر الجاري.

وفي شمال القطاع أغلق مركز لعلاج سوء التغذية في مشفى "كمال عدوان" منذ بدء الحصار التي فرضته القوات الإسرائيلية منذ أكثر من 7 أسابيع على الرغم من الاحتياجات المتزايدة التي تعاني منها شمال غزة، في وقت يواجه فيه القطاع الصحي شحاً في الأدوية والمعدات والوقود والغذاء والمياه.

 

الجوع يصل إلى مستويات حرجة

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من تداعيات وصول حد الجوع في قطاع غزة إلى مستويات حرجة، مشددةً على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري.

ولفتت الوكالة إلى أن نسبة الجوع في القطاع وصلت إلى مستويات حرجة، خاصةً بعد أن بدأ الناس يبحثون عن بقايا الطعام في النفايات التي مضى عليها أسابيع، مؤكدةً أنه مع دخول فصل الشتاء باتت الأوضاع تتدهور بسرعة، ويصبح بقاء الأهالي مستحيلاً من دون توفير المساعدات الإنسانية العاجلة لهم.

وحذرت الوكالة في وقت سابق من أن أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والحصار والعطش والمرض، منوهة إلى أن الحصول على وجبات الطعام أصبحت مهمة مستحيلة بالنسبة للعائلات في القطاع.

وأوضحت أن القوات الإسرائيلية لا تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية والتي لا تلبي 6% من حاجة السكان عبر المعابر وتعيق وصولها، مطالبة بضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات وكل ما يحتاجه السكان للحد من المجاعة التي فاقمت حالات سوء التغذية والأمراض المختلفة في القطاع.

وانتشرت المجاعة في معظم مناطق غزة جراء الحصار التي فرضته القوات الإسرائيلية لاسيما شمال القطاع، بهدف تجويع السكان وإبادتهم.

وبدأت الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وخلفت أكثر من 146 ألف قتيل ومصاب، معظمهم أطفال ونساء وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، يجري كل ذلك على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بأنهاء الحرب وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية.