مهرجان "السجادة الحمراء" يختتم فعالياته بفيلم شجرة فداء

في ختام مهرجان السجادة الحمراء عرض فيلم شجرة فداء الذي يسرد قصة امرأة ريفية تعيش في منطقة خالية من البشر برفقة الشجر؛ لأن الشجرة منتجة كالمرأة وتشبهها في الصلابة والمقاومة وتربطها بشكل وثيق مع الأرض.

رفيف اسليم

غزة ـ اختتم مهرجان "السجادة الحمراء" فعالياته بعدة أفلام تم عرضها بمركز هولست الثقافي في قطاع غزة, بالتزامن مع عرض تلك الأفلام في مناطق مختلفة من القطاع والضفة الغربية، وجسدت تلك الأفلام نضال المرأة المجتمعي والسياسي وحقوق الطفل.

في ختام فعاليات مهرجان "السجادة الحمراء" الذي اختتم أمس 17 تشرين الأول/أكتوبر قالت ورد الجرو أحد القائمين على تنظيم المهرجان أنها وفريقها في مهرجان "السجادة الحمراء" استقبلوا الزوار بكل حب على مدار ستة أيام مشاهدين في عيونهم تشوقهم للعروض وتفاعلهم مع القضايا المختلفة كالقضايا المجتمعية مثل التبني والهجرة والبطالة والفقر وقضايا الطفل، والمرأة ونضالها على المستويين السياسي والمجتمعي.

وأشارت إلى أن حضور المهرجان كان غالبيته من النساء واليافعين الذين أحبوا فكرة وجود السينما ولو لأيام معدودة في المدينة المحاصرة، وأن المطالبات مستمرة من قبلهم بتوفير فعالية شهرية للسينما، وألا تقدم العروض من العام للعام فقط، خاصة بعد أن اعتادوا على وجودها وأحبوا فكرة مناقشة قضاياهم من خلالها.

 

 

ومن جانبها قالت آمنة سليمان أحد الحاضرات أنها من المتابعين لفعاليات مهرجان "السجادة الحمراء" لعدة أعوام على التوالي، لأن كل فيلم من الأفلام المعروضة يناقش فكرة وقضية معينة بدءً من رؤية العالم الغربي كيف يفكر ويتناول القضايا المختلفة، وصولاً إلى حقوق الإنسان والحروب التي تجتاح العالم، خاصة أن غزة ليست المدينة الوحيدة التي تعاني الحرب والظلم والقهر وتزهق منها الأرواح البريئة.

وأوضحت أن من أكثر الأفلام التي أحبتها وتأثرت بها هو فيلم أليبوت والذي يتحدث عن مدينة حلب والذي استمر عرضه لمدة ساعة وتحدث عن المدينة وكأن المشاهد يتجول داخلها إلى أن وصل للأحداث الأخيرة التي عاشتها  حلب وسكانها، لافتةً إلى أنها تحب أيضاً أفلام الأنيميشن وتلك الصامتة التي تترك للمشاهد الفرص للتأمل والتحليل بوجود موسيقية تصويرية هادئة.

وأضافت أنه من المهم أن يكون هناك سينما يتم التفاعل معها، فمجرد حضور فيلم كرتوني للطفل وهو بجوار والدته يوسع مدارك التفكير لديه ويزرع ثقافة المناقشة والتحليل وكذلك المرأة التي تربي أجيال، فعندما تشاهد عدة قضايا مطروحة من منظور آخر تستطيع فهم الأمور بشكل أفضل والتعلم من التجارب الواقعية التي تعرض أمامها.

 

 

وقالت آمنة حميد أن الأفلام المتواجدة عبر الانترنت لا تغني عن وجود سينما في ظل تواجد جمهور يرى الأفلام وينقدها في مكان واحد، وأن ما يميز الأفلام من عام لآخر هو صعوبة الأوضاع المأساوية والحقوقية والمصادر التي يمكن الحصول على المال من خلاها، بفعل أناس طغاة متواجدين على الأرض فينعكس ذلك على الأفلام المقدمة، وهذا ما يجعلها تفتقد المهرجان من العام للعام لترى كيف سيتناول تلك التغيرات.

وتناول العرض الختامي للمهرجان الحديث عن فيلم شجرة فداء، وفداء هي امرأة ريفية تعيش في منطقة خالية من البشر برفقة الفزاعة أي الشجرة، ترعى الأرض وتحاول أن تتغلب على الوحدة ومخاوفها، تجلب حاجياتها من المدينة عن طريق الدراجة الكهربائية تتناول الطعام وتعود للفراش في نهاية اليوم، وربما اختارت البطلة الشجرة لأنها منتجة كالمرأة وتشبهها في الصلابة والمقاومة وتربطها بشكل وثيق مع الأرض.

وأوضحت أن الفيلم الثاني للمخرجة فرح الهاشم تناول قضيتن هامتين وهي تهجير الفلسطينيين من أراضيهم قسراً واللجوء للبلاد الأوروبية وكيفية التعايش بالمهجر للحصول على حياة أفضل، وأيضاً نضال المرأة السياسي والاجتماعي طوال تلك الفترات التي كانت خلالها شريكة الرجل والداعمة له سواء في الفن أو في تشكيل الأحزاب السياسية المناهضة.

واستضافت المخرجة شخصية نسوية للحديث عن المقاومة خلال فترة السبعينات وحرب 1982 على لبنان وصراعات الفصائل التي كانت متواجدة تلك الفترة ودور النساء، لتنتقل خلال أحداث الفيلم ذاته إلى قصة امرأة فلسطينية من قرية كفر قاسم طرد جميع أهلها من المنزل وبقيت هي تكابد الاحتلال وحدها وتحاول رعاية أرضها، ومنها إلى النموذج الحديث من النساء الذي يلجأ إلى الهجرة وكيف يندمج مع المجتمعات الأوروبية.

ولأن الفقر البطل الأساسي في الكثير من القصص فقد اختتم العرض بفيلم يتحدث عن طفل يعاني أوضاع معيشية صعبة للغاية فيلجأ للسرقة، وقد تم عرض القضية لمحاولة إيصال رسالة للمختصين/ات بكيفية التعامل مع تلك الحالات في المجتمع لتقويمها، خاصة النساء التي يقع على عاتقهن مهمة التربية لمعالجة الحالة وتقويمها لإنشاء جيل سليم.