مهرانج البلوش: على مدار 70 عاماً يشهد شعب البلوش أكبر المآسي

شاركت الناشطة السياسية والمدافعة عن حقوق الإنسان مهرانج البلوش من خلال كونفرانس شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجربة البلوش في تحدي الإبادة وخاصةً الشباب الذين تستهدفهم السلطة.

بيروت ـ أغنت المشاركات كونفرانس شباب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظم في العاصمة اللبنانية بيروت حيث تحدثت الناشطة السياسية مهرانج البلوش من بلوشستان عبر تقنية الفيديو عن نضالهم لإيقاف الإبادة الجماعية بحق البلوش، مستذكرةً قيامهم عام 2023 بأطول مسيرة في تاريخ بلوشستان وفي المنطقة بأكملها للاحتجاج على هذه الإبادة قائلةً "نحن الآن نستعد لتجمع وطني آخر ضد هذه الإبادة الجماعية في تموز".

مهرانج البلوش وإضافةً لنشاطها السياسي فهي فاعلة في مجال حقوق الإنسان وعضو في لجنة دعم بلوشستان، أرادت من خلال مشاركتها التحدث عن "المنطقة التي يتردد فيها صدى عنف الاحتلال والسلطة في العالم، هذه هي بلدنا بلوشستان، كشعب بلوشي، نحن نواجه إبادة جماعية مستمرة في القرن الحادي والعشرين ونحن حزينون جداً لأن العالم صامت".

وأضافت "على مدار 70 عاماً، شهد شباب وأمهات وأخوات وبنات بلدنا أكبر المآسي، في جميع أنحاء العالم، يرفع الناس أصواتهم من أجل الشعب المضطهد، لكن لسوء الحظ لا توجد منظمة لحقوق الإنسان ترفع صوتها من أجلنا، والمنظمات المناهضة للحرب لا تتحدث عن العنف الذي يُمارس ضدنا. يعاني الشعب البلوشي من الاعتقالات، وأعتقد أن بلوشستان هي المنطقة التي يوجد بها أكبر عدد من الأشخاص الذين اختطفتهم الدولة".

وأكدت أن الاعتقال والإخفاء القسري يمارس ضد شعب البلوش "على مدى السنوات العشرين الماضية، قام الجيش الباكستاني ومخابراته باختطاف الآلاف من البلوش، وأكثر المتضررين من هذه الممارسات هم الشباب؛ لأنهم يرفعون أصواتهم بشجاعة من أجل حقوقهم ولا يصمتون ضد القمع، ولهذا السبب يقوم الجيش والمخابرات الباكستانية باختطاف شبابنا كل يوم، وفي السنوات العشرين الماضية، تجاوز عددهم الألف. لقد ظل العديد من الشباب البلوش في عداد المفقودين لسنوات دون إخطار الوكالات الحكومية لعائلاتهم؛ سواء كانوا على قيد الحياة أم لا".

ووصفت مهرانج البلوش هذه الممارسات بـ "إرهاب موجه ضد الشباب والمعلمين/ات والصحفيين/ات هناك فتيات لا تعرفن آبائهن الذين اختطفوا قبل ولادتهن وكبرن بلا أب ولدينا المئات من النساء اللاتي اختطف أزواجهن، وبعد مرور 10 سنوات ليس لديهن أي معلومات حول ما إذا كان أزواجهن على قيد الحياة أم لا. الدولة لا تقول إذ كانوا على قيد الحياة أو قتلوا. ومن أجل فهم هذا الألم حقاً، يحتاج المرء إلى رؤية العائلات التي تم اختطاف أفرادها. في هذا الوقت يفهم الناس أن هذا هو أسوأ ألم في العالم. أنا أيضاً ضحية لهذه السياسة؛ كان عمري 13 عاماً عندما اختطفت الدولة والدي. طالبنا أنا وإخوتي وأخواتي بإطلاق سراحه، لكننا بدلاً من ذلك حملنا جثته فبعد تعرضه للتعذيب، ألقيت جثته في الغابة. الألم الذي عانينا منه كعائلة خلال هذه الفترة لا يمكن التعبير عنه وما زلنا متأثرين حتى يومنا هذا. لن أنسى أبداً هذه اللحظة التي رأيت فيها جثة والدي أمامي إن الألم الناجم عن ذلك ثقيل جداً لدرجة أن الكلمات لا تكفي".

وترى أن جميع الشعوب المضطهدة في العالم، بما في ذلك البلوش والكرد، الذين يواجهون الإبادة الجماعية، يعانون من الألم المشترك ويواجهون نفس التحديات "إننا جميعاً نتعرض للإبادة الجماعية لمجرد أننا لا نزال موجودين في بلداننا، لأننا نريد أن نعيش أحرار ومستقلين ونسعى إلى السلام والوحدة في بلداننا".

وعبرت عن الوحدة التي تجمع الشعوب المضطهدة "ربما أكون من بلوشستان، لكني أعتبر معاناة الكرد وجميع الشعوب المضطهدة معاناة خاصة بي. الصعوبة التي نعيشها شائعة وكفاحنا مشترك أيضاً، وبسبب آلامنا المشتركة، فإن جهودنا للتغلب على هذه الإبادة يجب أن تكون موحدة. يمكننا أن نضع حداً لهذه المعاناة من خلال نضالنا. في أحلك الأوقات، يجب ألا نتخلى عن بعضنا البعض. نحن بحاجة إلى معرفة قوة الضمير البشري التي تتجاوز الجنس والأمة. وسط كل الصعوبات"

وشددت مهرانج البلوش على أن "شباب بلوشستان يحافظون على الشعلة حية وعلى الرغم من تعرضهم للتهديد والاعتقال والتعذيب، إلا أن هؤلاء الشباب لم يتراجعوا أبداً. ومعنوياتهم دائماً في أعلى مستوياتها، وتهزم كل قوات الاحتلال وخلايا التعذيب. ونحن نعرب عن دعمنا لشباب بلوشستان ولجميع المتضررين من الحرب، ومن الضروري ألا نظهر تعاطفنا فحسب، بل ندعمهم أيضاً إلى ما لا نهاية، أولئك الذين يناضلون من أجل العدالة والسلام. أحييكم جميعاً على النضال الذي لا ينتهي والتضحيات التي تقدمونها".