محكمة غرب المكلا تصدر حكماً بقضية مروى البيتي
عاد اسم مروى البيتي لتصدر منصات مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، بعد أن أصدرت محكمة غرب المكلا الابتدائية اليوم الثلاثاء 27 كانون الأول/ديسمبر حكماً قضى بإدانة المتهم محمد حسين الجفري وتحديد عقوبته بالإعدام رمياً بالرصاص حتى الموت قصاصاً وتعزيراً، إضافة إلى دفع تعويض يقدر بـ 10 مليون ريال يمني
نور سريب
اليمن ـ .
قضية رأي عام
لم تكن قضية عابرة كسابقاتها من قضايا العنف الأسري بل كانت الأكثر إيلاماً لكل من سمع وقرأ عنها، الشابة مروى البيتي أم لطفلين من نساء مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت الساحلية، عانت من عنف زوجها حتى بلغ الأمر لإحراقها بعد صب مادة البترول عليها في مساء 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وظلت الضحية في المنزل بعد تعرضها للحرق وبعد ساعات قام الزوج بنقلها للمشفى ظناً منه أنها لن تستطيع البوح بحقيقة ما حدث لكونها أصبحت بوضع صحي متدهور.
وعلى الرغم من الحروق الجسيمة وهي في العناية المركزة أخبرت أهلها بما حدث وبعد خمسة أيام من المعاناة الصحية بمستشفى الريان بمدينة المكلا توفيت متأثرة بالحروق التي بلغت درجتها 80% وتمكنت الأجهزة الأمنية بحضرموت من القاء القبض على المتهم والقيام بالتحقيقات وتحويله للنيابة والمحكمة وفق القانون.
الجريمة تحولت لقضية رأي عام وأصبحت إحدى قضايا العنف الأسري التي تصدرت المشهد طوال عامي 2020 و2021 وكتب عنها الحقوقيون والمنظمات النسوية ورافقها استنكار شعبي واسع.
الحقوقية صفاء مراد إحدى النساء اللاتي طالبن بالقصاص العادل في حملة التضامن الواسعة التي أقيمت في اليمن لمناصرة مروى البيتي قالت "منذ اللحظة الأولى عندما قرأت خبر يروي قصة مروى البيتي وأنا في صدمة، أي قلب هذا وأي عقل الذي يجعل إنسان يتلذذ في قتل امرأة حرقاً ولا يقوم بإسعافها بعد جريمته على أمل التحايل على القانون. اليوم بعد صدور الحكم أنا مرتاحة لأن المجرم سينال عقابه العادل هذا الحكم الذي كنا ننتظره"، مضيفةً "عشرات القضايا يتم تمييعها وتكون الضحية الزوجة أو الأبنة أو الأخت أتمنى أن تكون هذه القضية بداية صحوة قانونية لمعاقبة كل من يرتكب الجرائم بحق النساء".
فيما قالت الصحفية عبير واكد إحدى النساء العاملات في مجال مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي حول قرار الحكم الصادر وعن قضية مروى البيتي "يدفع الأهالي الآن نحو أخذ شكوى بناتهم على محمل الجد، فكم من فتاة عانت من اضطهاد واعتداء جسدي في منزل الزوجية ويتم التعامل مع شكواها بصورة طبيعية ويُلزم عليها الاحتساب والصبر من أجل الأطفال وكي لا تحمل لقب مطلقة فيما بعد"، مبينة أنها مستاءة للغاية من ممارسة الضغوطات على النساء بدافع العادات والتقاليد أو لتشريف القبيلة، "كل شيء يرمى على عاتق المرأة لإسعاد الجميع".
وتضيف "بعد ما حدث مع مروى اعدت التفكير ملياً في موضوع الارتباط فلم أعد أشعر بالأمان مطلقاً، إنه من المرعب أن تكتشفي بأنكِ قد ارتبطتِ بقاتل!".
الجدير ذكره أن اليمن يعد من البلدان التي تعاني فيها النساء من العنف المتزايد بسبب الحرب المستمرة حيث أشارت التقارير إلى أن العنف ضد المرأة ازداد بنحو 63% منذ تصاعد النزاع في 2015.