مهجرو كري سبي: مفاتيح بيوتنا لن تصدأ

في الذكرى الخامسة لاحتلال أرضهم وموطنهم، أكد مهجرو كري سبي أنهم لن يتوقفوا عن النضال لتحرير مدينتهم.

برجم جودي

عين عيسى ـ خمس سنوات مرت على احتلال كري سبي وسري كانيه من قبل الدولة التركية ومرتزقتها التي مارست خلالها جرائم وانتهاكات وتهجير ممنهج بحق الأهالي.

بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019 قصفت الدولة التركية ومرتزقتها مدينتي سري كانيه وكري سبي في هجوم كبير، وتم احتلالهما نتيجة لذلك. وتخضع هاتان المدينتان كغيرهما من المناطق لسيطرة الدولة التركية، وتحولتا إلى مصدر للإرهاب والعصابات.

وفي الذكرى الخامسة لاحتلال كري سبي، قيمت الرئيسة المشتركة لمجلس كري سبي فضيلة محمد وضع مهجري كري سبي ومقاومتهم "قبل 5 سنوات، كنا 4 مكونات عرب وكرد وتركمان وأرمن نعيش معاً في مجتمع ديمقراطي وسلمي ومستقر وآمن. وكري سبي منطقة صغيرة، تعرضت لهجمات عدة من التنظيمات الإرهابية مثل الجيش الحر وجبهة النصرة وداعش. وعلى الرغم من ذلك، تمكنا من إنقاذ أنفسنا من آثار الهجمات وبناء نظامنا والعمل تحت مظلته. فبعد ثورة 19 تموز التي عمت كافة مناطق شمال وشرق سوريا، بدأت الدولة التركية مشروع الغزو والاحتلال والإبادة الجماعية، ورأينا كيف أن الخطوة الأولى كانت احتلال عفرين".

 

"سنقف ضد الاحتلال بكل قوتنا"

ووصفت فضيلة محمد مقاومة الأهالي والنساء ضد هجمات الغزو "بعد احتلال الدولة التركية لعفرين هددت المناطق الأخرى بالغزو وبدأت الهجمات في عام 2019 على كري سبي وسري كانيه، وهما صغيرتان من الناحية الجغرافية، لكن الدولة التركية استخدمت كل قوتها لاحتلالهما. فمن ناحية استخدمت جيشها وضرباتها الجوية بالطائرات الحربية والأسلحة المحرمة، ومن ناحية أخرى استخدمت العصابات. لذلك مهما تحدثنا عن خطورة وحدة الهجمات، فإن وصفنا لها لن يكون كافياً. وبقدر حدة الهجمات، أيضاً ازدادت وتصاعدت مقاومة الأهالي وتصميمهم على الدفاع عن أراضيهم".

وأوضحت "نحن نعيش بعيداً عن كري سبي، لكننا نراقب الوضع هناك ولدينا معلومات عنها. منذ الاحتلال لم يعد هناك شيء اسمه حياة. ويعاني الأهالي الذين ما زالوا في كري سبي من أبشع وأقسى الأعمال الوحشية، ويتعرضون للتعذيب والخطف والاعتقال والاغتصاب والقتل والسرقة وغيرها. وبالإضافة إلى هذه الانتهاكات اللاإنسانية، فإن الأهالي محرومون من جميع أساسيات الحياة فلا يوجد مياه ولا كهرباء ولا غاز ولا مازوت ولا خبز وكل موارد الحياة معدومة".

 

"سنحرر مناطقنا بالمقاومة المشتركة"

ودعت جميع الشعوب للتكاتف والنضال لإنهاء الاحتلال "نحن كمهجري كري سبي، نقول دائماً أن مفاتيح منازلنا لن تصدأ. سنحرر جميع مدننا ونعيش فيها بكرامة مرة أخرى".

ومع هجمات الدولة التركية على كري سبي، اختارت العديد من العائلات طريق النزوح بدلاً من العيش في ظل الاحتلال. لذلك قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية ببناء العديد من المخيمات للمهجرين. وتم تأسيس مخيم تل السمن للمهجرين من كري سبي عام 2019، ويقع بين عين عيسى والرقة. وتعيش في المخيم حالياً 1261 عائلة كردية وعربية وتركمانية، منهم 1831 امرأة و3551 طفلاً. تتوفر في المخيم كافة مستلزمات الحياة والخدمات التعليمة والصحية وغيرها. ويوجد فيه 3 مراكز صحية، ومركز دعم نفسي، و3 مدارس، ومكاتب لحماية الأطفال والنساء. بالإضافة إلى ذلك، ينقسم المخيم إلى 6 أقسام ويتم تنظيمه بنظام الكومينات، حيث يتم إدارة 58 كومين بنظام الرئاسة المشتركة.

 

"لن نترك أرضنا وموطننا للاحتلال"

جواهر عيسى من قرية سلوك في كري سبي قالت أن الظروف الصعبة للمخيم تصبح أسهل مع أمل التحرير "نحن نعيش كلاجئين منذ 5 سنوات بسبب احتلال الدولة التركية. في تشرين الأول/أكتوبر 2019، تعرضنا لهجوم أدى إلى تدميرنا منازلنا بالكامل، ولم نعرف كيف نحمي أنفسنا من هجمات الدولة التركية، وأخيراً لجأنا إلى المخيم. الحياة في المخيم صعبة للغاية، حرارة الصيف وبرد الشتاء صعبة للغاية. يعيش أطفالنا كل يوم بيومه، وأحلامهم وتطلعاتهم محدودة ولا يعرفون كيف سيكون مستقبلهم. ورغم كل هذا فإننا نجمل الحياة أمام أعيننا ولا نفقد الأمل. لأننا نعلم أن كري سبي لن تبقى للمحتلين والمرتزقة، لذلك نتحمل هذه الظروف الصعبة ونقاوم".

 

"لقد نهبوا أرضنا ودمروها"

وقالت رحيمة رمو من قرية حجازي، التي اضطرت مع أهل قريتها إلى إخلائها لأن سكان القرية جميعهم من الكرد "غادرت قريتي مع عائلتي في 10 تشرين الأول وأعيش بعيداً عن منزلي حتى الآن. لم يبق أحد في القرية، والآن فقط المرتزقة موجودة في القرية يستخدمون ممتلكاتنا لأنفسهم ولم يتركوا شيئاً إلا ودمروه. فقد اتخذوا من بيوتنا ملكاً لهم، واستخدموها كما لو كانت ملكاً لأبيهم. إنهم يبيعون أراضينا وحقولنا ويدمرون المنازل ويقومون بالعشرات من الأعمال الأخرى. إنهم ينهبون ويدمرون عملنا منذ سنوات. عندما أسمع هذه الانتهاكات، قلبي يحترق لكن ما يمنحني الصبر هو أننا نعيش معاً في المخيم، نتقاسم مصيرنا وألمنا وشوقنا وصمودنا وأحلامنا، فمن خلال مشاركة مشاعرنا، نخفف أعباء بعضنا البعض ونجدد آمالنا".