محبوبة سراج: ما يحدث لنساء أفغانستان يمكن أن يحدث في أي مكان

وصفت الناشطة الأفغانية محبوبة سراج الأيام الأولى من سيطرة طالبان بـ "الفظيعة"، مؤكدةً أن البلاد بدأت تتحول إلى الفوضى.

مركز الأخبار ـ أكدت الناشطة الأفغانية محبوبة سراج أنه منذ سيطرة طالبان على أفغانستان تغيرت حياة النساء الأفغانيات كثيراً، لقد انتقلت من الوجود من كونهن جزءاً من المجتمع ومن العمل، إلى لا شيء، مشددة على ضرورة احترام حقوق النساء والفتيات.

فضلت محبوبة سراج (74) عاماً، وهي إحدى أبرز الناشطات لحقوق المرأة في بلادها، البقاء في بلدها أفغانستان على اللجوء مرة أخرى، بعد استيلاء طالبان على بلادهم في آب/أغسطس عام 2021، لتساعد النساء في الوقوف على أقدامهن من جديد.

قالت محبوبة سراج "كانت الليالي والأيام الأولى فظيعة بشكل خاص، كانت أفغانستان تتحول إلى فوضى، الناس يركضون في كل مكان والمكاتب مغلقة كل هذا حدث أمام عيني".  

وأضافت "في غضون 24 ساعة انهارت ديمقراطية عملنا، أول ما فكرت به هو ما الذي سيحدث لنساء أفغانستان، كان يوم 15 آب هو اليوم الذي عرفنا فيه أنه لم يعد هناك مكان لحقوق المرأة في أي مكان"، موضحةً "اضطررت مرة واحدة في حياتي لمغادرة بلدي في عام 1978، كنت صغيرة وكان لدي الطاقة وأردت البقاء في أفغانستان، لكن بسبب القوى التي وصلت إلى السلطة اضطررت إلى المغادرة، أما هذه المرة كان الأمر مختلفاً الآن أنا مواطنة أمريكية أفغانية، شعرت أنه لم يحن الوقت للمغادرة، وتركت كل عائلتي، كنت أعلم أن النساء ليس لديهن أحد اعتقدت أن وجودي سوف يمنحهن القوة، ولهذا قررت البقاء، قررت ألا أكون لاجئة مرة أخرى".

وأوضحت محبوبة سراج "في حياتي أردت دائماً أن أكون شاهداً، لقد حدث الكثير من تاريخ أفغانستان أمام عيني لقد رأيت الجمال والكوارث والإنجازات والدمار وكل شيء بينهما، أردت أن أبقى وأذكر الجميع ذلك سيمر أيضاً مثل كل الأمور التي مرت في التاريخ".

وأشارت إلى أنه "تغيرت حياة النساء الأفغانيات 180 درجة، نظراً لأن الديمقراطية التي عملنا من أجلها بجد اختفت فقد اختفى العمل الذي قمنا به كنساء من أجل بلدنا في الوقت نفسه، لقد انتقلت النساء الأفغانيات من الوجود من كونهن جزءاً من المجتمع ومن العمل، إلى لا شيء، كل شيء سلب منهن حتى أبسط حقوقهن مثل الذهاب إلى المدرسة الثانوية، وهذا بالنسبة لي مؤشر على أنهم لا يريدون وجود المرأة".

بينت محبوبة سراج أنه "تعتبر النساء الأفغانيات من أكثر النساء ذكاءً وقوة في العالم، مرونتهن لا تنكسر، ولكن تم إنجاز الكثير من الأعمال وفي كل مرة نحتاج إلى البدء مراراً وتكراراً من الصفر، وهذا ما يقتلنا تماماً، لكن علينا أن نفعل ما يتعين علينا القيام به، وسوف نفعل ذلك"، موضحة "ببساطة لأنهم لا يريدوننا هذا لا يعني أننا سنتوقف لأننا موجودات ونحن هنا سنفعل ما بوسعنا، والعالم يقف إلى جانبنا، العالم لم يتخلى عنا، نتلقى المساعدة تدعمني هيئة الأمم المتحدة للمرأة في إدارة مركز في كابول، وتساعد النساء الأفغانيات في الشتات، تساعد صديقاتنا النساء في جميع أنحاء العالم".

وأضافت "كل امرأة في أفغانستان تفعل شيئاً غير عادي، فقط من خلال البقاء على قيد الحياة وإطعام أسرتها والحفاظ على أملها في أنه ربما يوماً ما ستكون الأمور على ما يرام بالنسبة لهن، أنا معجبة بكل امرأة أفغانية من هن داخل البلد، وأولئك اللائي هن خارج البلاد بقلوبهن المحطمة، واللواتي يبكين أيضاً ليل نهار".

وأوضحت أنه "يجب على العالم أن ينظر إلينا على أننا نساء أفغانستان، وليس كمواطنات من الدرجة الثانية في مكان ما، نحن نساء بلد ارتكبت فيه الكثير من الأخطاء، فالعالم يعرفنا على مدار العشرين عام الماضية، أثبتنا للعالم هويتنا، لا ينبغي أن يعتقد العالم أنه يعطينا الفتات، انظروا ما يمكننا القيام به".

تقول محبوبة اسراج "نحن الأمل، نحن القوة التي تحافظ على تماسك أفغانستان، يجب أن يمنحنا العالم الاحترام الذي نستحقه"، مضيفةً "كانت هناك أوقات ذهب فيها العالم إلى الأماكن المظلمة والسيئة، عندما اعتقدنا أن الشمس لن تشرق مرة أخرى، لكن لا شيء يدوم إلى الأبد، هذا ما أؤمن به من كل قلبي، أنا متفائلة لدي الكثير من الأمل في أفغانستان أفضل، أفغانستان ملك لشعبها ولنا جميعاً".

مضيفة "هناك نقطة واحدة أريد أن أوضحها تماماً ما يحدث لنساء أفغانستان يمكن أن يحدث في أي مكان، لقد دمرت قضية (رو ضد ويد) سنوات من التقدم، وأخذت من المرأة من حقوقها على جسدها، إن حرمان المرأة من حقوقها يحدث في كل مكان وإذا لم نتوخ الحذر، فسيحدث ذلك لجميع نساء العالم".