مهاباد... الأجواء الأمنية مشددة وعدد المعتقلين في ارتفاع والموتى يدفنون ليلاً
يعيش أهالي مهاباد في الآونة الأخيرة ظروف صعبة إثر الأجواء الأمنية المشددة، وقد تم دفن ضحايا قمع الاحتجاجات ليلاً، فيما تم إفراغ جناح النساء في سجن مهاباد بالرغم من أن المساحة غير كافية.
لارا جوهري
مهاباد ـ بعد مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد السلطات الإيرانية، خرج المتظاهرون إلى الشوارع في جميع أنحاء شرق كردستان وإيران، للاحتجاج على ظلم الحكومة والتمييز والقتل، بالرغم من أنها جوبهت بالقمع وإطلاق الرصاص الحي.
بعد الاضرابات والاحتجاجات التي جابت البلاد، سادت أجواء أمنية مشددة في شرق كردستان، حيث تقوم قوى الأمن بقمع التظاهرات في مدن سردشت ومهاباد وساني وجوانرود وبوكان وشينو والعديد من المدن الأخرى، التي انضمت إلى الانتفاضة الشعبية، بالدبابات والأسلحة الثقيلة، وكانت الإضرابات في مدن شرق كردستان نقطة القوة في الاحتجاجات هاتفين شعار "jin jiyan azadî".
وتعد مدينة مهاباد واحدة من المدن التي مات فيها الكثير من الشباب/ات، والعديد منهم رهن الاحتجاز أو غادروا منازلهم بسبب الاعتقالات الجماعية وانعدام الأمن والأجواء الأمنية المشددة في المدينة.
نقاط تفتيش على مداخل مدن شرق كردستان
تسببت نقاط التفتيش المكثفة التي نصبت على مداخل مدينة مهاباد وبعض المناطق الأخرى من قبل القوات الأمنية التي ترتدي أقنعة في إصابة الناس بالذعر وقلة الحركة في المدينة، حيث يتم إيقاف السيارات بشكل عشوائي تماماً وبدون أي سبب ويتم فحص المتعلقات الشخصية داخل السيارة والهواتف المحمولة للركاب.
الأهالي يتركون منازلهم إثر انعدام الأمن في مهاباد
تركت العديد من العائلات منازلها في مناطق بوشت تيب وميدان الاستقلال وشارع الزوران بمهاباد، بسبب التشديد الأمني واعتقال عدد كبير منهم، وأصبح العديد من الشباب بلا مأوى وتركوا منازلهم ولجأوا إلى أماكن آمنة، وقد هاجمت قوى الأمن ليلاً منازل اللذين شاركوا في الاحتجاجات، دون أمر قضائي وبالقوة والتهديد واعتقلتهم، وبالرغم من ذلك لا يزال الشباب/ات يصرخون "jin jiyan azadî".
"المتظاهرين المصابين يعانون من نقص الأدوية"
لدى العديد من العائلات فرد أو أكثر في السجون، ووفقاً للمعلومات التي حصلت وكالتنا عليها، فقد تم إخلاء جناح النساء في سجن مهاباد ونقل المعتقلات إلى سجن أورمية، وتحويل الجناح إلى عنبر للرجال، إثر ازدياد عدد المعتقلين، وتم تحويل العديد من المباني الحكومية إلى سجون.
يتعين على السجناء إعداد الطعام لأنفسهم وهو أمر غير ممكن للجميع بسبب أسعار المواد الغذائية الباهظة في السجون، وفي ظل الأجواء الأمنية المشددة، استشهد عدد من الجرحى في المدينة ممن أصيبوا بالرصاص الحربي ودُفنت الجثث ليلاً. تم نقل الجرحى الذين كانت حالتهم خطرة إلى مستشفى أورمية، لأن مدينة مهاباد تواجه نقصاً في الأدوية، والذين لم تكن إصاباتهم حرجة يتم علاجهم من قبل الممرضات والأطباء بعيداً عن أعين قوى الأمن.
"يتعرض الأهالي للعنف على نقاط التفتيش"
يقول مواطن يدعى مهستي قادري وهو اسم مستعار "أقيمت نقاط تفتيش في مدينة مهاباد بعد احتجاجات واسعة النطاق. في السابق كانت هناك نقاط تفتيش على مداخل المدن. يواجه أهالي المدينة على الحواجز الأمنية العنف ويتلقون الشتائم".
من جانبه يقول (س.أ) وهو من مدينة مهاباد "خلال الاحتجاجات أطلقت قوى الأمن النار على سيارة عائلة من أقاربنا، أوقفهم الحاجز في منطقة موكريان وتفحص هواتفهم ثم هاجموهم بالسكاكين وقفازات الملاكمة. تعرضت إحداهن للضرب وطعن أحد الرجال في رقبته، وحالته حرجة وهو في وحدة العناية المركزة بالمستشفى".
وعن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مدينة مهاباد بدورها تقول (ش. ك) "كنا امرأتين في سيارة عند الحاجز الذي نصب في مدخل المدينة قرب طريق شرطة مهاباد، وهي نقطة تفتيش جديدة، أوقفنا عدد من الأشخاص الذين غطوا وجوههم. وقاموا بتفتيش السيارة بأكملها، نظروا في وثائق الهوية. ذهبنا إلى القرية لزيارة أحد أقاربنا وسألوا عن سبب مغادرتنا للمدينة وإلى أين نذهب. فحصوا هاتفنا لما يقارب من خمس دقائق وعندما لم يجدوا شيئاً تركونا نذهب".