مغربيات تطالبن بقوانين حمائية ومراكز لإيواء النساء ضحايا العنف

لتسليط الضوء على ‬إشكال العنف وتحت شعار ‫"‬أسرة متوازنة رافعة أساسية لكل تنمية مجتمعية‫" نظم اتحاد العمل النسائي بمدينة مراكش لقاءاً توعوياً بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.‬‬‬‬

رجاء خيرات

المغرب ـ أكدت المشاركات خلال لقاء توعوي بمناسبة الأيام الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة أن العنف الزوجي لا يزال يتصدر جميع أشكال العنف في المغرب، مشددات على ضرورة نشر التوعية بمخاطر العنف للحد منها.

نظم اتحاد العمل النسائي أمس الثلاثاء 26 تشرين الثاني‫/نوفمبر، بمراكش لقاءاً توعوياً بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار ‫"أسرة متوازنة رافعة أساسية لكل تنمية مجتمعية‫" لتسليط الضوء على إشكال العنف وارتباطه بتوازن الأسرة، كما تخلل اللقاء جلسة بوح لنساء ناجيات من العنف‫، فضلاً عن تناول  مسار أيقونة الحركة الوطنية من أجل التحرر مليكة الفاسي باعتبارها المرأة الوحيدة التي وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال‫.

وقالت الناشطة الحقوقية سعيدة الوادي إن هذا اللقاء الذي يندرج في إطار تخليد الأيام الأممية لمناهضة العنف  ضد النساء والفتيات، يشكل مناسبة للتوعية بمخاطر العنف المسلط على النساء‫، مشيرةً إلى أن العنف الأسري ضد المرأة يعتبر أبشع مظاهر المس بكرامتهن وانتهاكاً صارخاً لحقوقهن، لأنه يحد من قدرتهن على التمتع بالحقوق والحريات الفردية التي يقرها الدستور المغربي والقوانين والتشريعات الوطنية والمواثيق الدولية، كما يعيق اندماجهن داخل المجتمع، بالإضافة إلى الآثار التي تتركها على صحتهن والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى مشاركتهن في التنمية وفي الاستفادة من ثمارها على قدم المساواة مع الرجل‫.

وأشارت إلى أن الإجراءات الوقائية تعد عاملاً مهماً في مقاومة العنف ومنع انتشاره داخل المجتمع حفاظاً على تماسك الأسرة والسماح لها بالعيش الكريم في سلام واستقرار‫، مشددةً على ضرورة نشر التوعية بمخاطر العنف للحد منها "كلما زادت نسبة الوعي والتثقيف داخل الأسرة والمجتمع تتقلص نسبة العنف".‫

 

 

من جهتها سلطت عضوة اتحاد العمل النسائي نعيمة أقداد، بمناسبة ذكرى استقلال المغرب الذي صادف 18 تشرين الثاني/نوفمبر، وتزامنه مع الأيام الأممية لمناهضة العنف، الضوء على واحدة من النساء اللواتي كانت لها بصمة في حركة التحرر الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، وهي المناضلة مليكة الفاسي التي تعد رمزاً من رموز الحركة الوطنية، حيث قدمت نموذجاً مشرفاً للمقاومة النسائية‫، فقد كانت المرأة الوحيدة التي وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال من بين 65 رجلاً في 11كانون الثاني/يناير عام 1944.  

وأشارت إلى أن مليكة الفاسي نشأت في أسرة فاسية مثقفة ‫(في مدينة فاس‫)، حيث بدأت مسيرتها النضالية في سن الخامسة عشرة وكتبت أول مقالاتها في مجلة ‫"المغرب‫" عام 1934بتوقيع ‫"الفتاة‫" ثم واصلت الكتابة بيومية "العلم" مستخدمة اسماً آخر "الباحثة الحاضرة" عام 1943، مما جعلها تبرز في الصحافة النسائية، وكانت مقالاتها تهدف إلى تعزيز دور المرأة وتأثيرها في المجتمع.

وأكدت أن مليكة الفاسي انضمت عام 1936إلى أول نواة للحركة الوطنية، وكانت بذلك أول امرأة تلتحق بالحركة الوطنية، كما وجهت رسائل قوية للمقيم العام الفرنسي والملك الراحل محمد الخامس مطالبة بحقوق الفتيات في التعليم العالي بجامعة القرويين بفاس.   

وأوضحت أنها استطاعت أن تلعب دوراً رئيسياً في دعم الحركة الوطنية بفضل عمل زوجها الذي سهل مهمتها، فكانت آخر من التقى الملك الراحل قبل نفيه، حيث زارته قبل ليلة 19آب/أغسطس 1953، وعاهدته على مواصلة الكفاح من أجل الاستقلال‫. 

وتخلل اللقاء جلسة بوح لنساء ناجيات من العنف الزوجي الذي يتصدر كل أشكال العنف ضد النساء‫، حيث سردن تفاصيل معاناتهن مع العنف.

 

 

وقالت (س. م) أسم مستعار أم لطفلين والبالغة من العمر 22 عاماً، وهي إحدى الناجيات من العنف "تزوجت في سن السادسة عشرة، أقمنا أنا وزوجي في البداية في منزل عائلته، وكانت حماتي تعاملني أقسى معاملة، إذ رغم صغر سني كنت أقوم بكل أعمال المنزل، حتى الأعباء الثقيلة كنت أنجزها بمفردي، عندما طلبت أول مرة من زوجي أن نعيش في بيت مستقل رفقة طفلينا، قام بضربي ضرباً مبرحاً، بإيعاز من والدته التي كانت تطلب منه ألا يتسامح ويتساهل بحقي"‫. 

وتابعت "عندما ضربني أول مرة كنت حاملاً بابنتي وفي المرة الثانية حمل في وجهي سكيناً قبل أن يصيبني في يدي‫، ما يحز أكثر في نفسي هو أن التعنيف الذي كنت أتعرض له كان أمام طفلي الاثنين ‫ابنتي سبع سنوات وابني أربع سنوات‫، أنا الآن أقيم ببيت أحد أقاربي، في انتظار أن أحصل على الطلاق، أخشى من العودة التي من الممكن أن تكون نهاية حياتي".

 

 

بدورها قالت . ف) ‫البالغة من العمر 30عاماً وأم لطفلتين إنها تعاني من الإهمال الأسري وهو ما دفعها للتوجه لمركز النجدة لضحايا العنف طلباً للدعم والمساندة‫ "منذ 13 عام وأنا أعيش في إهمال تام من طرف زوجي‫، يغيب عن البيت لمدة عشرين يوماً أو أكثر ويتركنا أنا وابنتيه دون معيل، وعندما أطالبه بالنفقة يقول إنه لا يستطيع تحمل مصاريف المنزل ويطلب مني الرحيل‫، حين طلبت المساعدة من أهله والتدخل لإيجاد حل أخبروني أن الأمر بسيط وأنني أبالغ في الأمر"‫.

وأكدت أنها تعبت كثيراً ولم تعد تتحمل هذه المعاملة القاسية والإهمال الذي طال حتى ابنتيها "الطلاق هو الخلاص من حياة الذل والتبعية لزوج لا يهتم لأمري ولأمر ابنتيه‫".

 

 

وخلصت المشاركات خلال اللقاء بأن ظاهرة العنف لازالت متفشية في المجتمع المغربي بشكل ملحوظ، خاصة العنف الزوجي الذي يتصدر كل أشكال العنف، وطالبن بقانون يحمي النساء ضحايا العنف، وتوفير مراكز لإيواء المعنفات واللواتي تطردن من بيت الزوجية، مع توفير سبل الحماية لهن ولأطفالهن