مدينة الفاشر ما بين المأساة والحصار والمجاعة مع استمرار النزاع
تشهد مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور أوضاعاً إنسانية كارثية نتيجة الحصار والنزاع المستمران، حيث يواجه مئات الآلاف من السكان خطر الموت جوعاً وسط انقطاع شبه كامل للمساعدات الإنسانية.

مركز الأخبار ـ اندلع النزاع في السودان في منتصف نيسان/أبريل 2023، تسبب بمقتل آلاف المدنيين ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجه، وتدمير شبه كامل للبنى التحتية رغم الدعوات الدولية الداعية إلى إيقاف النزاع.
قال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق وجنوب أفريقيا أمس الأحد 18 آب/أغسطس، أن مدينة الفاشر المحاصرة، باتت تعيش مأساة إنسانية إذ لا يزال مئات الآلاف من الأشخاص المحاصرين يواجهون الموت جوعاً، ولا تزال المدينة معزولة عن إيصال المساعدات الإنسانية.
ووفقاً لمركز إعلام الأمم المتحدة، أدى النزاع المستمر في السودان إلى حدوث أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يواجه حوالي 25 مليون شخص، أي قرابة نصف السكان جوعاً حاداً ويعاني قرابة 3.5 مليون امرأة وطفل من سوء التغذية.
وجاءت الأزمة بعد عام واحد من تأكيد المجاعة لأول مرة في البلاد، ومنذ ذلك الحين ازداد الوضع سوءاً، لا سيما في الفاشر، مع استمرار النزاع المدمرة في البلاد منذ أكثر من عامين.
ووفقاً للمسؤول الأممي، يضطر بعض سكان مدينة الفاشر إلى الاعتماد على علف الحيوانات وبقايا الطعام لسد رمقهم، وفي الوقت الذي يستمر فيه برنامج الأغذية العالمي بتقديم مساعدات نقدية رقمية لنحو 250 ألف شخص، تتيح لهم شراء ما تبقى من المواد الغذائية في الأسواق، إلا أن هذه المساعدات لا تواكب حجم الاحتياجات المتزايدة، الأمر الذي يستدعي توفير دعم غذائي مباشر لمواجهة أزمة الجوع المتفاقمة بشكل أكثر فعالية وانتشاراً.
وأشارت التقارير إلى تفاقم الوضع الإنساني في مدينة الفاشر بشكل خطير، حيث أدى إغلاق طرق التجارة وخطوط الإمداد إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية مثل الدقيق والذرة، مما زاد من معاناة السكان، وقد توقفت المطابخ المجتمعية التي كانت تقدم وجبات للفئات الأكثر ضعفاً، ما فاقم من أزمة الجوع.
وقال شهود عيان ممن تمكنوا من الفرار من المدينة مشاهد مروعة من العنف والنهب والاعتداءات الجنسية، مما يعكس تدهوراً أمنياً وإنسانياً مقلقاً.
وحذر المسؤول الأممي، من أن الناس سيموتون جوعاً بدون وصول فوري ومستمر للعاملين في المجال الإنساني، داعياً إلى تكثيف الجهود الدولية وتسهيل وصول المساعدات لإنقاذ الأرواح.
من جانبها قالت مديرة سلسلة الإمداد وتوصيل المساعدات في برنامج الأغذية العالمي كورين فليشر، إنهم بحاجة ماسة إلى ضمانات للمرور الآمن من أجل إدخال المساعدات وإرسالها إلى الفاشر، مشيرةً إلى أن قوات الدعم السريع التي تحاصر عاصمة شمال دارفور منذ أكثر من عام، لم تعلن بعد عن دعمها لنداءات وقف القتال أو السماح بدخول السلع الإنسانية إلى المدينة.