مبادرة "نون لحرية أوجلان": فلسفة القائد أوجلان باتت منهلاً تجاوزت جدران السجن الصماء

كل يوم يزداد تشبث الشعوب عموماً والنساء خصوصاً بفلسفة القائد التحررية، ومع كل يوم تتصاعد وتيرة النشاطات المطالبة بفك العزلة عن القائد أوجلان، الذي يصادف غداً الأربعاء 15 شباط/فبراير، الذكرى الـ 25 لاعتقاله.

مركز الأخبار ـ أكدت مبادرة "نون لحرية أوجلان" أن فلسفة القائد أوجلان باتت منهلاً فكرياً تجاوزت جدران السجن الصماء وغدت مصدراً للإشعاع الفكري والحضاري والإنساني، وترى الشعوب الحرة في تبني تلك الأفكار كسراً لنير العبودية وأغلال الاستبداد.

بالتزامن مع اقتراب الذكرى الـ 25 لاعتقال القائد عبد الله أوجلان، أصدرت مبادرة "نون لحرية أوجلان" بياناً، جاء فيه "منذ 24 عاماً، تمارس الدولة التركية الفاشية انتهاكات منافية لحقوق الإنسان على الصعيدين النفسي والقانوني، بحق المفكر وأسير الرأي الحر، القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي، والذي اختطف إثر مؤامرة دولية حيكت أولى خيوطها عام 1998".

وأوضح البيان أنه "على الرغم من المطالب الشعبية والقانونية العادلة، التي يقدمها محامو القائد وذويه إلى النيابة العامة في بورصا للقاء به، وعلى رغم مطالبتهم المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية، بالقيام بمهامها ومسؤولياتها الحقوقية والإنسانية، للضغط على سلطات الحكومة التركية، من أجل إنهاء حالة العزلة المطلقة والتعذيب، وإطلاق سراح القائد أوجلان، إلا أنها لم تلقَ آذاناً صاغية، فهي تخرق القوانين الدولية في سجن إمرالي".

وأضاف "تدخل المؤامرة الدولية على القائد أوجلان عامها 25، والتي بدأت في 9 تشرين الأول 1998، وانتهت باختطافه فاعتقاله في 15 شباط 1999. إن مرور كل هذه الأعوام على اختطاف القائد دون محاكمته، هو انتهاك لكافة الأعراف والقوانين الدولية".

وأكد بيان مبادرة نون أنه "مهما زادت الدولة التركية من عزلتها على القائد والمفكر الأممي عبد الله أوجلان، فلن تستطيع حجب شمسه، أو حجب أفكاره وفلسفته عن الشعوب المؤمنة به. فتطلعاته النيرة، وفلسفته باتت منهلاً فكرياً تجاوزت جدران السجن الصماء، وغدت جزيرة (إمرالي) مصدراً للإشعاع الفكري والحضاري، والإنساني. ففكر القائد أوجلان الذي تخطى منطقة الشرق الأوسط، وعبر القارات، وتجاوز الأبعاد الجغرافية والحدود السياسية، ترى الشعوب الحرة في تبني تلك الأفكار، واستلهامها، كسراً لنير العبودية وأغلال الاستبداد، وأن نظريته المتمثلة في الأمة الديمقراطية، التي باتت المخرج الآمن للشعوب المغلوبة على أمرها، أضحت تأخذ شكل الحل الحقيقي لمجتمع أضاع مفتاح الحلول لمشاكله التي أوجدها المستبدون".

وأوضح البيان أن "الدولة التركية المستبدة قد أخطأت باعتقادها، أن أسر القائد عبد الله أوجلان، وعزله عن محبيه سيطفئان شعلة الانتفاضة ضد تركيا، وأن مسيرة الحرية ستتعطل، على العكس تماماً. فمع كل يوم يزداد تشبث الشعوب عموماً والنساء خصوصاً بفلسفة القائد التحررية، ومع كل يوم تتصاعد وتيرة النشاطات المطالبة بفك العزلة عن القائد. وقد أقسمت الشعوب والنساء منذ اللحظة، التي أعتقل فيها أيقونة الحرية أوجلان، أنهم لن يستكينوا أو يركنوا للسكون والصمت، حتى يتحرر القائد، ويصبح حراً طليقاً، وفي مكانه الطبيعي بين شعبه" هذا ما شدد عليه البيان.

واستنكر البيان "استمرار العزلة المطلقة والمؤامرة الدولية على القائد والمفكر الأممي أوجلان"، وأكدت المبادرة على أنه "سنرفع وتيرة نضالنا بلا هوادة، إلى أن نعرف على المدى القريب كل التفاصيل المتعلقة بالحالة الصحية للقائد أوجلان، وإلى أن نبلغ هدفنا الأساسي بتحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان".

وطالب بيان مبادرة نون لحرية أوجلان اللجنة الاوربية لمناهضة التعذيب باتخاذ الموقف العادل الذي يمليه عليها واجبها الانساني، وأن تنأى عن المواقف الازدواجية المتقلبة "آن الأوان لأن تأخذ موقفها القانوني الصارم والعادل والشفاف حيال هذه القضية الإنسانية، لأن موقف الصمت يعني الشراكة الفعلية والضمنية في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، والتي تنفذ بحق شعوب ونساء الشرق الأوسط، وأنه يعني بالمقابل استمرار العنف والفوضى والحروب، ونسف كل احتمالات السلام والأمان والرفاه والعدالة الحقيقية".