"مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام" توجه نداءً
وجهت "مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام"، أمس الثلاثاء 24 آب/أغسطس، نداءً إلى كافة المنظمات والمؤسسات الدولية، حول الأحداث الأخيرة الجارية في أفغانستان وشنكال ومناطق شمال وشرق سوريا
مركز الأخبار ـ .
سلب حقوق النساء بعد سيطرة طالبان
قالت "مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام" في رسالتها حول سيطرة حركة طالبان على أفغانستان في 15 آب/أغسطس، "سيطرَت حركةُ طالبان على العاصمة الأفغانية كابول والعديد من المناطق الآهلة بالسكان، وأعلنَت حُكم الشريعة الإسلامية، وأكدَت أنها ستحترم حقوق المرأة وفق أصول الشريعة. لكن، ومنذ الآن، بدأت العديد من المعلومات الوافدة تشير إلى أن حركة طالبان باشرت بتطبيق سلسلة من القرارات التي تنسف الحقوق الأساسية للنساء، ولا تترك لهنّ فسحةً لحياةٍ كريمة".
وحول تاريخ طالبان في قمع النساء بينت "مثلما يتذكر الرأي العام العالمي، بدأ عهدُ حكم طالبان في أفغانستان بين الأعوام 1996 و2001، فتم إعلان حكم الشريعة، وحُرِمَت النساء والفتيات من حق التعلم والمشاركة السياسية والتحدث في الساحات العامة. ومَن عصى هذه القواعد من النساء، إما بُتِرَت أصابعهنّ، أو رُجِمن، أو أُعدِمن. ومع إطاحة طالبان من عرشِ السلطة، ونتيجةَ مقاومة ونضال النساء الأفغانيات، أحرزَت النساء العديدَ من المكتسبات التي سادت إلى أن تسلَّمَ طالبان الحكمَ مؤخراً، كأنْ تمتَّعَت الفتيات بحق التعلم، ورُفِعَت حتميةُ ارتداء البرقع، ورُفِعَ الحظر عن حقها في العمل، وأُقِرَّ قانون مناهضة العنف ضد المرأة".
"ثورة روج آفا بدَّدَت التاريخ الظلامي للمنطقة"
وأوضحت الرسالة أنه "ثمة مئات الأمثلة الأليمة، التي تؤكد على أن "جبهة النصرة" في الأمس، و"داعش" و"الجيش السوري الوطني" اليوم، و"طالبان" مؤخراً يتّسمون بذهنيةٍ أبوية سلطوية فاشية وهَدّامة، سيما بشأن نضالات حرية النساء ووجودهنّ وحقّهنّ في الحياة".
كما بينت الرسالة أنه "مع اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011، اعتمدَت الشعوب الكردية والعربية والسريانية والآشورية والأرمنية والشركسية والتركمانية والشيشانية والكلدانية على قواها الذاتية في نسجِ ملامح العيش المشترك والحياة الجديدة، منجزةً بذلك ثورةَ روج آفا، التي هي ثورة نسائية بامتياز، والتي باتت نموذجاً مثالياً في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
مؤكدةً أن العديد من الأطراف حاولت إفشال الثورة "داعش والقوى الإقليمية الداعمة له سعَت إلى احتلال مدينة كوباني، بهدف خنقِ ثورةِ روج آفا، التي بدَّدَت التاريخ الظلامي للمنطقة، والتي خطَّت معالم العيش المشترك والمتساوي بين شعوب ونساء المنطقة، وضمن جماعاتها الدينية والمذهبية. كما فتحَت تلك القوى أسواقَ النخاسة، لبيعِ النساء الإيزيديات المختَطفات من سنجار/شنكال. فقُتِلَت وهُجِّرَت واختُطِفَت واغتُصِبَت آلافُ النساء الإيزيديات والكرديات والعربيات، ومُنِعَت النساء من الخروج من منازلهنّ، وتفشَّت مجدداً ظاهرة الختّان".
رفض التطبيع مع حركة طالبان
وانتقدت الرسالة وبشدة التطبيع مع حركة طالبان "بينما تتجلّى حقيقةُ أن النساء تعرَّضن لإباداتٍ كارثيةٍ على مر تاريخ الشرق الأوسط بصورة خاصة، إلا إننا تابعنا بذهولٍ اعترافَ بعض القوى والمؤسسات الدولية الناشطة، والتي لها ممثليات في أفغانستان، بممثلي حركة طالبان، بل وقبولَها اللقاء بهم علناً. ذلك أنّ اعتبارَ إدارةِ حركة طالبان في أفغانستان مخاطباً رسمياً، ينطوي على مخاطر شرعنةِ انتهاك الحقوق.
وأخيراً، فإن "نظام طالبان" هو بالنسبة للنساء الاسمَ الرديفَ لانتهاكِ الحقوق واللامساواة بل والموت. وعلى عكس التصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية التركية، فإننا، كـ "مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام"، على تنافُرٍ كبير مع عقيدةِ طالبان، ولا يمكننا أن نتفاهم مع حركةٍ مثلها مُعاديةٍ للمرأة! وبينما شهدَ العالَم أجمع كيف رَعَت وساندَت سلطةُ "حزب العدالة والتنمية" الحاكم العصاباتِ التكفيريةَ من أمثال داعش، وكيف انسحبَت رئاسةُ الجمهورية التركية بين ليلةٍ وضُحاها من "اتفاقية إسطنبول"؛ فإنّ تَحَمُّسَ الدولة التركية للعمل المشترك مع طالبان في أفغانستان، هو أمرٌ مُقلِقٌ جداً!".
مطالب
وأكدت الرسالة على ضرورة التحرك من أجل حماية النساء "إننا، وباسم مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام، نناشد كافة المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بما يلي: الحِراك العاجل لنزع السلاح فوراً وعاجلاً من حركةِ طالبان، ومعاقبة كافة القوى والدول المساهمة في تسليح حركة طالبان، اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية العاجلة إزاء هذا النظام الأصولي، مع مراعاة حق الحياة للنساء والأطفال بصورة خاصة، ولكافة الفئات والشرائح المناهضة لحركة طالبان بصورة عامة، والحيلولة دون الاعتراف بحكومة طالبان، ودعم مقاومة ونضال النساء الأفغانيات ضد الفاشية الذكورية الرجعية".