مأساة إنسانية... استهداف جديد يطال مركز إيواء مكتظ بالنازحين في غزة

استهداف جديد لمركز إيواء مكتظ بالنازحين في غزة يفاقم المأساة الإنسانية وسط استمرار الحصار والقصف العنيف منذ أكثر من 42 يوماً.

غزة ـ في تصعيد جديد للكارثة الإنسانية في قطاع غزة، استهدفت غارة جوية إسرائيلية إحدى المدارس التي كانت باتت كمركز إيواء في مدينة غزة، ويضم مئات النازحين الذين أجبروا على الفرار من شمال القطاع بسبب الاجتياح العسكري والقصف المكثف، وأسفر الهجوم عن وقوع العشرات من الضحايا والمصابين، جلّهم من النساء والأطفال في مشهد جديد من الفظائع المتواصلة. 

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، ارتفاع حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 43 ألفاً و764 فلسطينياً، فيما بلغت الإصابات نحو 103 آلاف و490، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

نزوح قسري واكتظاظ قاتل

بعد تهجير آلاف العائلات من شمال غزة إثر القصف العنيف والحصار الخانق، تضاعفت أعداد النازحين في مراكز الإيواء في مدينة غزة، مما حول هذه الأماكن إلى ساحات مكتظة بالنازحين المحاصرين، وتزايدت المخاوف الإنسانية مع استمرار استهداف هذه المراكز التي تفتقر أصلاً إلى مقومات الحياة الأساسية في ظل غياب أي ضمانات لسلامة المدنيين. 

 

42 يوماً من الحصار والإبادة

منذ بداية الحصار العسكري على شمال غزة في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2024، يعيش سكان القطاع الشمالي مأساة إنسانية غير مسبوقة، ويعاني حوالي 80 ألف نسمة من حصار الموت، في حين بلغ إجمالي عدد الضحايا في المنطقة 2000 قتيل، وأكثر من 6000 جريح وأغلبهم يفقدون حياتهم بسبب نقص الإمكانيات الطبية وانعدام المساعدة الإنسانية. 

 

استهداف المستشفيات ومرافق الإغاثة

تزامناً مع قصف مراكز الإيواء، تعرضت جميع مستشفيات شمال غزة، بما فيها مستشفى الأندونيسي وكمال عدوان، للاستهداف المباشر والحصار مما أدى إلى خروجها عن الخدمة، كما تم تدمير مراكز صحية حيوية مثل مركز نورا الكعبي ومستشفى اليمن السعيد، وفي ظل هذه الأوضاع لم تعد هناك كوادر طبية تعمل في المنطقة، حيث تم قتلهم أو اعتقالهم أو إصابتهم. 

 

أزمة إنسانية خانقة

لم تصل مياه الشرب إلى شمال غزة منذ بداية الحرب، فيما يعاني السكان من انعدام الوقود وغاز الطهي، ولا تتوفر أي سيارة إسعاف أو آليات للدفاع المدني، مما يحول جهود الإنقاذ إلى مهمة شبه مستحيلة، كما أن مئات الجثث والمصابين لا تزال تحت الأنقاض مع عجز تام عن إنقاذهم أو توفير الرعاية اللازمة. 

 

نداء عاجل للإنقاذ

مع استمرار استهداف مراكز الإيواء المكتظة وتصاعد حصار التجويع والإبادة، يتطلب الوضع في غزة تدخلاً دولياً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من حياة وكرامة وسط كارثة إنسانية متفاقمة تهدد بمزيد من المجازر.