معاني وأهداف هامة تحققها ثورة 19 تموز في ذكراها التَّاسعة

كسرت القوالب الجامدة، وركزت على تحرير المرأة والشّعوب، وسعت لتحقيق الدّيمقراطية، كل هذه المعاني حملتها ثورة 19 تموز/يوليو، لتنطلق من روج آفا نحو شمال وشرق سوريا وإلى العالم، حسب بيان منسقية مؤتمر ستار

مركز الأخبار ـ .
مع حلول الذكرى السنوية التاسعة لانطلاق ثورة 19 تموز، ثورة المرأة، أصدرت منسقية مؤتمر ستار في روج آفا اليوم الأحد 18 تموز/يوليو بياناً كتابياً، باركت فيه الثورة على شعوب شمال وشرق سوريا في ذكراها التاسعة. 
وأشار البيان في بدايته "باسم منسقية مؤتمر ستار روج آفا من قلب ثورة الحرية والسلام، ثورة الديمقراطية التي قادتها المرأة بكل حب وتضحية وفداء، نرسل تهانينا المليئة بالفخر والاعتزاز إلى القائد عبد الله أوجلان الرفيق والقائد الذي قدّم كل ما هو غالٍ وثمين من أجل تحقيق حرية المرأة والمجتمع، ونخص بالتهنئة كافة رفيقات نضالنا ومشاعل ثورتنا ورموز مقاومتنا اللواتي استشهدنَّ في سبيل إيصال المرأة إلى أسمى درجات الحرية بدءً من الشهيدة ساكينة جانسز، بيريتان وزيلان، ليلى آكري، وهفرين خلف، والأم عقيدة، وآرين ميركان، وكولي سلمو وصولاً إلى زهرة بركل وأمارة وآفيستا، هند وسعدة والعديد من المقاومات الخالدات".
وتابع البيان "نتوجه بالتهنئة إلى كافة النساء في العالم اللواتي اتخذنَّ طريق الحرية لمحاربة نظام العبودية أساساً إن أساليب الأنظمة الحاكمة في الاستبداد والديكتاتورية، وسلب الشعوب كافة حقوقها في العيش الكريم والحر، أوصلتهم إلى طريق مسدود لا يُمكًنِهم من الاستمرارية في كبح إرادة شعوبهم".
وأضاف البيان "لذلك جاءت الانتفاضة وأعُلن عن ربيع الشعوب في الشرق الأوسط، بعدها جاء يوم 19 تموز من عام 2012 كيوم الانطلاقة والإعلان عن الثورة، وتفعيل البديل الذي صنعه الشعب لنفسه من نظام اجتماعي متكامل بدلاً من مؤسسة الدولة الهشة والاحتكارية المتسلطة على كدح الشعب، لتكون أول ثورة في الشرق الأوسط، ضمن ربيع الشعوب، تتحرك وتثور بشكل مغاير تماماً عن الثورات الأخرى، وحتى عن السورية نفسها، وكما قال القائد عبد الله أوجلان "لا ثورة ولا حياة بدون المرأة".
وأشار البيان "الثورة التي كان يشدو بها القائد أوجلان نحو الحرية استهدفت نمط الحياة القائم، سواء التي تعيشها المرأة أو حتى الرجل نفسه، لذا فإن الثورة الحقيقية هي تغيير ذلك النمط لأنها قضية مصيرية من كل بد، لا يمكن أن تتحول الحرب إلى حرب الحرية، أو أن يكون السلام سلاماً حقيقيّاً، ما لم يتم دراسة موضوع المرأة بشكل مرتبط بحقيقة الذهنية والأيديولوجية والتنظيم والاضطهاد والاستعمار، وإيجاد الحلول على هذا الأساس".
واستمر البيان "إذ طالما تم مناقشة موضوع المرأة بمعزل عن الحرب والثورة، واستطاعت كل القوميات والمكونات في روج آفا وشمال سوريا، وبشكل ديمقراطي وبثقة عالية أن تجد مكانها في نظام الإدارة، وباتوا أصحاب القرار، وخلال سنوات الثورة هذه استطاع الشعب أن يكتسب حق الحرية والتعبير والفكر والتنظيم وعلى مستويات عالية".
وأكد البيان "ثورة تموز لم تحرر الشعب من حقبة سلطة البعث فحسب، بل حررتهم من الكثير من القوالب الجامدة التي فرضت عليهم، وهذا تبين في الثورة الاجتماعية التي تحققت، وفي المقام الأول ثورة المرأة التي كانت هي الطليعة في الثورة، والتي أخذت مكاناً بارزاً ودوراً هاماً في كل مناحي وساحات النضال وساهمت فيه، من الساحة العسكرية وصولاً للساحة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث كانت المرأة رائدة فيها، نتيجة انخراط المرأة في العمل الجبهوي والنضال لسنوات طويلة قبل اندلاع ثورة روج آفا كانت منظمة وجاهزة للإعلان عن ثورتها، وليس الانخراط في الثورة عكس ما أشيع ويشاع، بل جعلت من ثورة روج آفا، ثورة للمرأة".
وقال البيان "مؤتمر ستار هي أيضاً ثمار تلك المقاومة، وبات هذا المؤتمر يمثل هوية المرأة الحقيقية والمناضلة من أجل الحرية، وإيماننا بنضال المرأة ومقاومتها كبير جداً، والانتصارات التي حققناها كنساء برهان على ذلك، أعطت المرأة شكلاً وطابعاً خاصاً للثورة جعلتها مختلفة عن الثورات السابقة".
وتطرق البيان إلى أنه "هناك الآلاف من النساء في مناطق شمال وشرق سوريا يدرنَّ المجالس والمؤسسات المدنية والسياسية والعسكرية والهيئات، ناهيك عن دورهنَّ في الرئاسة المشتركة، نرى كل يوم ازدياد التهجم والقتل والخطف والاعتقالات الممارسة بحق النساء السياسيات والناشطات الاجتماعية، سواء في المناطق المحررة أو المحتلة من شمال وشرق سوريا".
واختتم البيان بالقول "بالتزامن مع ما تتعرض له النساء من إساءة في الأجزاء الأخرى من كردستان، فما المجزرة التي ارتُكبت في قرية حلنج بحق رفيقاتنا الناشطات السياسيات إلا استهدافاً لفكر وحرية كافة النساء الداعيات إلى الحياة الحرة من قبل الأنظمة الديكتاتورية لإبادتنا جسدياً ونفسياً، ولكننا نقولها وبصوت ثورتنا إنه على الرغم من هذه الممارسات الوحشية بحقنا إلا أنها لن تزيدنا إلا إصراراً، ولهذا نناشد جميع النساء بالانضمام إلى ساحات المقاومة، والنضال من أجل الحرية".