معاناة حارسات الأرض مستمرة... وفاة امرأة وإصابة 7 أخريات
توفيت عاملة فلاحية وأصيبت سبع أخريات جراء انقلاب شاحنة كانت تقلهم من منطقة الوسلاتية بتونس للعودة إلى منازلهن بعد انتهائهن من العمل.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ تزامنت حادث الشاحنة مع الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية ليترك استياءً كبيراً في صفوف ناشطات المجتمع المدني نظراً لعدم توفر ظروف آمنة للنقل تؤدي في كل مرة إلى حصد أرواح حارسات الأرض.
أصدر الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بياناً ندد فيه باستمرار حوادث العاملات جاء فيه "تحيي المرأة التونسية ذكرى عيدها الوطني وفئة مهمة منها التي تؤمن الغذاء تتعرض للانتهاك اليومي والقتل في شاحنات الموت في غياب كامل للتشريعات والقوانين التي تحفظ لها كرامتها وتضمن لها عيشاً كريماً"، وفي هذا الإطار طالب الاتحاد الحكومة بتحسين المنظومة القانونية المتعلقة بحقوق العاملة في القطاع الفلاحي ومراجعة التشريعات بما يتلاءم مع واقع القطاع وبما يستجيب لمبادئ العدالة والمساواة ويحفظ الكرامة الإنسانية وإيجاد حلول عاجلة بديلة لشاحنات الموت حتى يتسنى لهن التنقل في ظل ظروف آمنة.
"ها هي ضحية أخرى في عيد المرأة ومرة أخرى الفواجع لا تتوقف فأما الحلول وأما استمرار المعاناة" هذا ما قالته رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي تنديداً بالحادثة.
وأضافت "عندما تغادر العاملة الفلاحية المنزل متجهة إلى مكان العمل لا تدري إن كان ذلك يومها الأخير أم ستعود إلى منزلها مرة ثانية وذلك بسبب تنقلهم يومياً بإعداد تفوق العشرين امرأة في مساحة صغيرة لشاحنات صغيرة معدة لحمل البضائع والحيوانات".
وقالت العاملة الفلاحية تفاحة بوشكارة إن "العمل الفلاحي شاق جداً لأن العاملات تتجهن إلى مكان العمل من الخامسة صباحاً عبر شاحنات الموت ورغم الخوف من عدم العودة في كل يوم إلا أنهن تواصلن العمل".
وأوضحت أنه بالرغم من كل صعوبات العمل الفلاحي إلا أن ظروف الحياة أكثر قسوة لأنهن تعملن من أجل توفير لقمة العيش لأسرهن.
وعن تجربتها تقول بهية مريق "أعمل من أجل والدتي المسنة وشقيقي الذي يعاني من إعاقة ولا يمكن مهما تعرضت للظلم والاستغلال في العمل أن انقطع عنه"، لافتةً إلى أن "العمل الفلاحي هو السبيل الوحيد في ريف جبنيانة ومن دونه لا نستطيع عمل شيء لتوفير قوت يومنا وتغطية مصاريف العائلة".
وأكدت أن العاملة الفلاحية محرومة من حقوقها ولا تستطيع أن تطالب به، فيما يواصل صاحب العمل استغلالها في ظل صمت الحكومة وعدم تطبيق القانون، وتأمل أن يتم تسوية أوضاعهن المهنية والحصول على بطاقة علاج.
ومن جهتها أوضحت العاملة الفلاحية ياسمينة بن عمارة إنها انقطعت عن التعليم بعمر مبكر بسبب الفقر والحاجة وخاصة بعد وفاة والدها، حيث وجدت نفسها أمام إعالة والدتها المسنة وشقيقتها المريضة فهما يحتاجان للرعاية والعناية الصحية ولم تجد أمامها غير العمل الفلاحي رغم كل مخاطره الصحية ورغم إمكانية الموت في كل لحظة جراء حوادث الشاحنات "سئمت من التعب والعمل تحت سلطة صاحب العمل".