"معاً" مشروع يهدف لتعزيز قدرات النساء القرويات وتطوير مهاراتهن
أجمعت المشاركات في لقاء تواصلي على أن النساء القرويات داخل التعاونيات لازلن تعانين العديد من الصعوبات والإكراهات التي تحول دون خلق مشاريع مدرة للدخل وانخراطهن في التنمية المحلية.
رجاء خيرات
المغرب ـ نظمت جمعية "أفولكي للنساء" أمس السبت 16 تشرين الثاني/نوفمبر، بمدينة تحناوت (المتاخمة لمراكش) لقاءا تواصلياً مع النساء القرويات القادمات من مختلف جماعات إقليم الحوز، من أجل تعزيز قدراتهن وتطوير مهاراتهن في الابتكار وخلق تعاونياتهن الخاصة وتجاوز الصعوبات وعلى رأسها انعدام مقرات العمل وآليات التسويق.
من مختلف التعاونيات سواء فلاحية أو في قطاع النسيج أو الزرابي أو الخياطة أو صناعة الزيوت والنباتات العطرية والطبية أو الصناعة الغذائية كالكسكس والخبز والحلويات وغيرها، تجمعت فعاليات نسائية من أجل تقديم مشروع يحمل شعار "معاً" يمكن النساء القرويات من خلق تعاونياتهن الخاصة والاندماج في التنمية المحلية لمنطقتهن.
وأوضح المنظمون أن هذا المشروع يستهدف ثلاثين تعاونية أو ثلاثين امرأة قروية من المناطق المتضررة من الزلزال ترغبن في خلق تعاونيات أو مقاولات خاصة، كما يتضمن المشروع الذي سيمتد على مرحلتين أصحاب المشاريع الفلاحية والسياحية، ليكون مجموع المستفيدين والمستفيدات من نساء وشباب القرى المتضررة 438 مستفيد ومستفيدة من إقليم الحوز.
وأضافوا أن المشروع الذي يمتد على مدى سنتين ويتضمن أربع محاور، وهي مرحلة التدريب التي سترتكز على حاجيات النساء حسب كل مستفيدة أو تعاونية وما ينقصها، ثم خلق منصة رقمية خاصة بالمشروع الذي سيكون تحت إشراف جمعية أفولكي للنساء، حيث ستتضمن المنصة نبذة عن المنطقة وعرض للتعاونيات النسوية التي تتوفر عليها المنطقة ثم التسويق الرقمي للمنتوجات التي تنتجها النساء، ووضع المدارات السياحية بالنسبة للسياحة الجبلية التي تسهل على السائح الأجنبي الوصول إلى مقر التعاونيات والاستفادة من خدماتها، فضلاً عن محور كيفية تكوين وإنشاء التعاونيات.
من جهتها أوضحت رئيسة جمعية أفولكي للنساء ومنسقة المشروع زهرة إدعلي أن هذا البرنامج يهدف إلى تشجيع النساء وتعزيز قدراتهن من أجل خلق تعاونيات أو مقاولات صغرى ومتوسطة بما فيها "المقاولة الذاتية" أو الشركة متعددة الجنسيات وغيرها.
وقالت "حرصنا على أن تحضر خلال اللقاء ممثلات عن مختلف التعاونيات وكلهن تنتمين للمناطق المتضررة من الزلزال، وكان من أهداف اللقاء أن تلتقي نساء لهن تجربة طويلة في مجال التعاونيات النسوية مع نساء لازلن تتلمسن أولى خطواتهن نحو خلق تعاونياتهن أو مقاولات تمكنهن من تحقيق مشاريع صغرى تكون مدرة للدخل".
وأوضحت أن المشاركات خلال اللقاء ينقسمن لثلاث فئات، هناك فئة من النساء قطعن أشواطاً في التعاونيات، وفئة لازالت تتطلع لإنشاء تعاونياتها، أما الفئة الثالثة تضم نساء منخرطات في تعاونيات لكنهن لم تتمكن من تجاوز الصعوبات والتحديات التي تحول دون تحقيق الأهداف المتوخاة من التعاونية.
ولفتت إلى أن مشروع "معاً" يهدف إلى خلق منصة رقمية ستمكن المستفيدات من عرض منتوجاتهن وترويجها على نطاق واسع من خلال ضبط آليات التسويق مثل التعليب والتلفيف والتواصل مع الزبائن وغيرها من التقنيات التي تفتقر لها نساء التعاونيات القروية اليوم.
وأكدت أن المستفيدات متعطشات لآليات وبرامج تجعل من مشاريعهن وأحلامهن واقعاً ملموساً، كما أن هذا المشتل النسوي يساهم في الاقتصاد الاجتماعي التضامني للمنطقة، حيث سيكون هذا النسيج بمثابة مشتل لخلق مشاريع للأجيال القادمة والنهوض بالمنطقة.
وبدورها أوضحت مسيرة تعاونية "تزربيت ناغ" (أي زربيتنا) زهرة لكزولي وهي أول امرأة أنشأت تعاونية بالجماعة القروية أوريكا، أن النساء تعانين من مشكلة التسويق، حيث تنتجن الزرابي التقليدية لكنها لا تعرف طريقها إلى الزبائن، وهو ما جعل منها سلعة بائرة داخل التعاونية، أو أحيانا تبيعها بأثمان زهيدة لا تغطي حتى تكلفة الإنتاج.
وأوضحت أن من بين الصعوبات التي تعترض نساء التعاونيات مشكلة النقل، التي تتطلب مبالغ مالية كبيرة من أجل حمل السلع (الزرابي) إلى المدينة أو المعارض وقد تضطر التاجرة لإعادة كل القطع دون أن تتمكن من بيع أي منها، مما يجلها تتكبد الخسائر بسبب طريقة نقل البضاعة.
ولفتت إلى أنها ترغب في الاستفادة من هذا المشروع من أجل خلق تعاونية أخرى، ذات نشاط سياحي، حيث تعتبر منطقة أوريكا منتجعاً يجلب العديد من السياح المغاربة والأجانب، وهو المشروع الذي من شأنه أن يغطي الخسائر التي لحقت بتعاونية الزرابي.
أما مسيرة تعاونية "إستيس نتحناوت" (أي بنات تحناوت) لإنتاج وتصميم المنتوجات الفلاحية جميلة لمرابط وهي إحدى المستفيدات من المشروع، فبينت أن تعاونيتها تنتج الكسكس والزيوت الطبيعية والطبية، لافتة إلى أن التعاونية تضم خمس نساء.
وأشارت إلى أن التعاونية في بدايتها سنة 2017 كانت تعاني الكثير من الصعوبات التي استطاعت المنخرطات تجاوزها بفضل تعاونهن ومثابرتهن، لكن بعد جائحة كوفيد ـ19 تضررت التعاونية كثيراً بسبب إغلاق الحدود والحجر الصحي، لتستعيد عافيتها، إلى أن جاء زلزال الحوز الذي أعاد خلق أضرار كبيرة، خاصة على البنية التحتية لمقر العمل والركود الذي عرفته المنطقة برمتها.
واختتمت حديثها بالقول "نحن نحاول قدر الإمكان أن نتجاوز كل الصعوبات ونرفع سقف التحدي كنساء نطمح لإنجاح مشروعنا التجاري، كما أن مثل هذه اللقاءات التواصلية تجعلنا نلتقي بنساء أخريات نتبادل معهن الخبرات والتجارب ونقترح الحلول للخروج من أزمة التسويق".