مع دخولها الأسبوع الثامن... دعوة متجددة إلى وقف الحرب في أوكرانيا

جدد أعضاء مجلس الأمن دعوتهم إلى وقف الحرب الروسية على أوكرانيا، مشددين على الحاجة إلى توسيع نطاق الخدمات لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

مركز الأخبار ـ أعلنت وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة وشركاؤها أنهم يواصلون التعبئة داخل أوكرانيا في محاولة لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً في البلاد، فيما دعا مجلس الأمن طرفي الصراع إلى هدنة إنسانية بمناسبة عيد الفصح، تمتد لأربعة أيام لتسهيل مرور المساعدات وإجلاء المدنيين.

مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الثامن، عقد مجلس الأمن جلسة لبحث وضع اللاجئين والأشخاص النازحين داخليا في أوكرانيا، أمس الثلاثاء 19 نيسان/أبريل، بطلب من المكسيك وفرنسا، أعرب العديد من أعضاء مجلس الأمن خلالها عن دعمهم لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار خلال فترة عيد الفصح.

وأوضحت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس من هنغاريا، عبر تقنية الفيديو، أن نصف مليون أوكراني وهو جزء بسيط من خمسة ملايين شخص اضطروا إلى ترك بلدهم، "كانت المفوضية تستعد لأربعة ملايين لاجئ، والآن مع دخول الحرب أسبوعها الثامن، بلغ عدد اللاجئين خمسة ملايين ولا تزال الأعداد ترتفع"، مشددةً على الاستمرار في العمل لتوسيع نطاق المساعدة المنقذة للحياة للنازحين داخلياً في عموم أوكرانيا، وخاصة في وسط وشرق البلاد، حيث "يتكشف كابوس إنساني وحشي".

كما تقدر الأمم المتحدة أيضاً أن 13 مليوناً آخرين لا يزالون في المناطق الأكثر تضرراً، والعديد منهم غير قادرين على التنقل ويصعب الوصول إليهم بأمان.

 

"اليأس ليس فقط في أوكرانيا"

وأوضحت المسؤولة الأممية أن الكثير من الناس يفرون يأساً وخوفاً ليس فقط في أوكرانيا بل في اليمن وميانمار وإثيوبيا وسوريا وفنزويلا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والقائمة تطول على حد قولها، وطالبت مجلس الأمن بأخذ احتياجات جميع اللاجئين بعين الاعتبار من جميع أصقاع الأرض".

وأكدت على أن الغالبية العظمى من النازحين في أوكرانيا هم من النساء والأطفال، ولذلك تتعاظم مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والاتجار والاستغلال الجنسي والإساءة، "إلى جانب تعزيز برامج العنف القائم على النوع الاجتماعي، نشرنا في الميدان منسقين يتمتعون بخبرة في مجال منع الاستغلال الجنسي والإساءة لدعم استجابة الحكومة".

ودعت الدول إلى إنهاء حصانة المتاجرين، والمساعدة في تحديد احتياجات الحماية الدولية للناجين والأشخاص المعرضين للمخاطر، ومضاعفة الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع والتي تسمح للمفترسين بانتهاز فرصة الحرب.

وشددت على أن "المفوضية ستواصل العمل من أجل توفير المساعدة المنقذة للحياة، لكن الإغاثة وحدها لن توقف فرار الأشخاص بسبب الحرب، ولن تعطيهم ما يريدونه حقاً وهو السلام والأمان في ديارهم، الفرصة للعودة الطوعية والاستدامة"، داعية مجلس الأمن إلى وضع الخلافات جانباً وإيجاد طريقة لإنهاء هذه الحرب.

 

المنظمة الدولية للهجرة: 7.1 مليون نازح داخلياً

من جانبه قال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو، إنه بحسب آخر تقييم بواسطة مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فإن عدد النازحين داخليا بلغ 7.1 مليون شخص، محذراً من زيادة استهداف المدن فإن المدنيين يتعرضون بشكل أكبر للهجوم ويتضررون، وهو ما يقود إلى معاناة أكبر ونزوح أكثر داخل البلاد وخارجها.

وناشد أطراف النزاع التمسك بالتزاماتها ضمن القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين ومنازلهم والبنية التحتية المدنية، "النساء والأطفال، كبار السن، الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، كلهم تضرروا بشكل غير متناسب من الحرب، فهم يمثلون الفئات الضعيفة"، وشدد على الحاجة إلى توسيع نطاق الخدمات لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

وحدد أنطونيو فيتورينو مخاطر محددة يواجهها النازحون داخلياً واللاجئون ورعايا الدول الثالثة منها "أولاً، في الحالات التي فيها نزوح جماعي يمكن للمرء أن يتوقع أن يعاني ما يصل إلى 30% من السكان من شكل من أشكال التأثير النفسي السلبي ومشاكل الصحة النفسية، ثانيا تظل المنظمة الدولية للهجرة قلقة على وجه التحديد إزاء وضع النساء والأطفال الذين تركوا أوكرانيا أو ظلوا نازحين فيها" في إشارة إلى الاتجار بالبشر، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

أما عن الخطر الثالث فقال "على الرغم من الإشادة بتضامن الدول المجاورة واستقبالها للأوكرانيين ورعايا الدول الثالثة، إلا أن المنظمة الدولية للهجرة قلقة حيال تقارير عن التمييز والعنف وكراهية الأجانب ضد رعايا الدول الثالثة"، مؤكداً أن التمييز على أساس العرق والإثنية والجنسية أو وضع الهجرة غير مقبول، داعياً الدول إلى ضمان حمايتهم وتقديم المساعدة الفورية لهم على نحو غير تمييزي.

 

دعوة لإيقاف إطلاق النار

فيما دعا وزير خارجية إيرلندا سيمون كوفيني، روسيا أمام مجلس الأمن إلى "الموافقة على وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية فوراً، والالتزام بالمفاوضات واحترام هذا الميثاق"، مؤكداً أن إيرلندا لا تستطيع البقاء صامتة، ولن تفعل ذلك، في حين تستمر هذه الحرب المدمرة، داعياً جميع أعضاء المجلس إلى عدم التزام الصمت.

وركز في مداخلته على تداعيات الحرب على الضعفاء حول العالم، وخاصة على الدول في الشرق الوسط والقرن الأفريقي وأميركا اللاتينية، "ارتفع سعر القمح والزيت بنسبة 300% في الصومال، حيث نزح أكثر من 700 ألف شخص بسبب الجفاف. احتياطي القمح في فلسطين قد ينفد في غضون ثلاثة أسابيع".

 

فرنسا والمكسيك: لن تبقى هذه الجرائم بلا عقاب

وقبل الجلسة، تلا مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولاس دي ريفيير، ومندوب المكسيك الدائم لدى الأمم المتحدة خوان رامون دي لافيونت، بياناً للصحفيين، ذكرا فيه أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص في أوكرانيا نزحوا بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، مشيراً إلى أن 90% من اللاجئين والنازحين هم من النساء والأطفال.

وأوضح المندوبان في بيانهما أن مخاطر الاتجار بالبشر عالية، ولذلك جاءت دعوة البلدين إلى جلسة لمجلس الأمن بحضور المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، "نعتقد أن لدينا مسؤولية جماعية لحماية وتقديم المساعدة للاجئين والنازحين داخلياً دون أي تمييز".

ونقلاً عن منظمة الصحة العالمية، قال المندوبان إنه جرى استهداف مرافق الرعاية الصحية بـ 136 هجوماً، وهذا يعني أن أوكرانيا تمثل أكثر من 68% من جميع الهجمات على الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم منذ بداية العام، "لن تبقى هذه الجرائم بلا عقاب".

وشددت الدولتان على أن الأولوية القصوى هي لتحقيق وقف فوري للأعمال العدائية والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، مشيرتين إلى دعمهما لنداء الهدنة خلال عيد الفصح الذي أطلقه الأمين العام.

 

دعوات لدعم اللاجئين الأوكرانيين والدول التي تستضيفهم

السفيرة الأمريكية ليندا توماس - غرينفيلد، ركزت في كلمتها على ما يمكن القيام به لمساعدة اللاجئين ومساعدة دول المواجهة على حماية أولئك الذين يبحثون عن الأمان، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة رحبت بما يصل إلى 100 ألف أوكراني، داعيةً إلى توفير نفس القدر من الدعم والحماية للعديد من مواطني البلدان الثالثة الفارين من أوكرانيا.

ودعت إلى التصدي لخطر الاتجار بالبشر، مشيرةً إلى أن غالبية النازحين واللاجئين من النساء والأطفال يواجهون مخاطر جسيمة من التعرض للإتجار بهم واستغلالهم وتعرضهم للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

"أزمة الأوكرانيين الأسرع نمواً"

وعقب الدعوة لوقف إطلاق النار، شددت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على أهمية إبقاء الحدود مفتوحة لمن يبحثون عن مأوى مع استمرار النزوح الجماعي للنساء والأطفال والمعوقين في جميع أنحاء أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين شابيا مانتو للصحفيين في جنيف، أن حوالي 4.9 مليون لاجئ خرجوا من أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير الماضي، مشيرةً إلى أن أزمة اللاجئين الأوكرانية هي "الأسرع نمواً وهي واحدة من أكبر أزمات اللاجئين التي نشهدها في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

ومع استمرار الجهود لتأمين اتفاقيات وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء أوكرانيا، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنها تبذل قصارى جهدها للتخزين المسبق للمساعدات ونقل الإمدادات والمعدات المنقذة للحياة إلى المناطق الاستراتيجية.

وقالت وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة وشركاؤها إنهم يواصلون التعبئة داخل أوكرانيا في محاولة لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً في البلاد، وسط استمرار القصف الروسي المدمر والهجمات على مرافق وموظفي الرعاية الصحية.

وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بهانو بهاتناغار أنه كان من المقرر إرسال مولدات الديزل يوم الثلاثاء من مستودع في لفيف إلى مستشفيات في خاركيف ولوهانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا حيث أدى القتال العنيف إلى تعطيل إمدادات الطاقة. كما كان من المقرر أن تستقبل مرافق ماريوبول الصحية مولدين، ومولد آخر إلى سيفيرودونيتسك، حيث إمدادات الطاقة محدودة أو غير موجودة.

وأوضح أن المولدات ستسهل الجراحة والرعاية الطارئة والطب الباطني والتوليد والطب النسائي وطبابة الأطفال وعلاج الأمراض المعدية، مشدداً على أن انقطاع التيار الكهربائي، حتى المؤقت، يمكن أن تكون له "عواقب وخيمة على المرضى"، مشيراً إلى أنه لا يوجد الآن سوى 10 محطات أكسجين في جميع أنحاء البلاد تزود المستشفيات وخدمات صحية.

 

الفاو تجدد نداءها لتعزيز الزراعة ودعم العائلات الريفية 

من جهتها أكدت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" على ضرورة تأمين 115.4 مليون دولار لمنع المزيد من التدهور في حالة انعدام الأمن الغذائي وتفاقم تعطل سلاسل الإمدادات الغذائية في أوكرانيا، وناشدت المانحين دعم المزارعين الأوكرانيين في زراعة الخضار والبطاطا خلال موسم الربيع من أجل إنقاذ محصول القمح الشتوي.

وأوضحت الفاو أنها وتماشياً مع النداء العاجل المعدل المشترك بين الوكالات، ضاعفت المنظمة طلبها الأولي البالغ 50 مليون دولار لدعم أكثر من 376 أسرة مزارعة صغيرة ومتوسطة الحجم أو ما يقرب من مليون شخص حتى كانون الأول/ديسمبر 2022، حيث تعتبر الزراعة عنصراً أساسياً في الاقتصاد الأوكراني، وتلعب دوراً رئيسياً في حماية الأمن الغذائي وسبل العيش في جميع أنحاء البلاد، وكذلك المنطقة.

وقالت الفاو إن الدمار الهائل للمحاصيل والبنية التحتية بسبب الحرب يعرض إنتاج الغذاء والأمن الغذائي للخطر، وبحسب تقديراتها فإن ثلث المحاصيل والأراضي الزراعية قد لا يتم حصادها أو زراعتها في عام 2022، إذ يؤدي التهجير القسري للسكان المدنيين الفارين من الحرب وتجنيد الرجال إلى نقص العمالة وزيادة العبء على النساء، وقد تفاقم هذا الوضع بسبب انخفاض الوصول إلى المدخلات الزراعية الأساسية وتوافرها.