مع استمرار النزاع... تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان
مع الارتفاع الحاد في معدلات الجوع والمرض والنقص في الخدمات الأساسية، حذرت الأمم المتحدة والمجموعات التطوعية العاملة في تقديم الخدمات للسكان المحاصرين في مناطق الاشتباكات من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.

مركز الأخبار ـ تشهد السودان منذ قرابة العامين نزاعاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبب بمقتل آلاف السكان ونزوح الملايين، فضلاً عن انتشار المجاعة وتفاقم معاناة السكان.
نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، حذرت الأمم المتحدة والمجموعات التطوعية العاملة في تقديم الخدمات للسكان المحاصرين في المناطق التي تشهد اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمس الاثنين العاشر من آذار/مارس من تدهور الأوضاع الإنسانية مع ارتفاع حاد في معدلات الجوع والمرض ونقص في الخدمات الأساسية، بينما أشارت منظمات حقوقية إلى تصاعد كبير في الانتهاكات ضد المدنيين.
وبحسب البيانات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية " أوتشا"، فأن أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة ماسة للمساعدات العاجلة و24،6 مليون شخص معرضين لمستوى عالي من انعدام الأمن الغذائي منهم 3،7 مليون طفل تحت سن الخامسة ونساء حوامل ومرضعات اللواتي هن بحاجة ماسة للعلاج من سوء التغذية الحاد، كما أن هناك تفشي للأمراض والأوبئة في حين لا يزال 17 مليون طفل خارج الدراسة.
وتسبب التدهور الصحي والبيئي الكبير الذي تعيشه العديد من المناطق في البلاد إلى زيادة حادة في معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض، حيث أشارت البيانات إلى أنه تم تسجيل أكثر من خمسة آلاف حالة ملاريا خلال الفترة ما بين كانون الثاني/يناير، وشباط/فبراير الماضيين في العاصمة خرطوم ما يعني تجاوز المرض الحد الوبائي.
ولفتت البيانات إلى أن حصيلة وفيات وباء الكوليرا في البلاد الذي اجتاح مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض ارتفعت خلال الأسبوعين الماضيين إلى أكثر من 100، نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة والتي سببت ضغطاً إضافياً على الخدمات الطبية وأعاقت وصول أدوية الطوارئ والأمراض المزمنة.
انهيار القطاع الصحي
وكانت نقابة أطباء السودان قد اتهمت جهات أمنية بإعاقة تقديم الخدمات الطبية، وأفادت في بيان لها أن عدد من الأطباء والكوادر الطبية الصحية يتعرضون لانتهاكات منها الاعتقال، محذرة من أن هذه الاعتقالات التي ترتكب بحق الأطباء تؤثر على تقديم الخدمات الطبية للسكان الذين يعانون من ويلات النزاع وانهيار القطاع الصحي.
وفي ظل المخاطر الكبيرة التي تواجه السكان في السودان تتزايد الأوضاع الإنسانية سوءً بسبب الانتهاكات التي يتعرضون لها، وحتى نهاية الأسبوع الأول من آذار/مارس رصدت عضوة المكتب التنفيذي لمحامي الطوارئ والشبكة السودانية لحقوق الإنسان رحاب مبارك 1890 انتهاكاً ضد المدنيين شملت تصفيات وقتل جماعي بالقصف الجوي والمدفعي وإخفاء قسري واعتقالات.
وقالت إن آلاف المدنيين راحوا ضحية أعمال ارتكبها طرفا النزاع والتي تندرج تحت طائلة الانتهاكات الصريحة للقانون الدولي، مشيرةً إلى أن المدنيون يتعرضون لاعتداءات مستمرة حيث يتواصل القصف في المناطق السكنية في عدد من المدن من بينها مدينة الأبيض والتي قتل فيها عدد من المدنيين.