استهداف المدارس جريمة حرب واختراق واضح للقوانين والمواثيق الدولية
نتيجة لهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا حرم عدد كبير من الطلاب والطالبات من ممارسة حقهم في التعليم.

نورشان عبدي
كوباني ـ استنكرت المعلمة فاطمة شيخ عثمان الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي ومرتزقته على مرأى العالم بحق سكان المنطقة، مؤكدةً أن التصعيد التركي في إقليم شمال وشرق سوريا واستهداف المدارس بشكل خاص هو جريمة حرب واختراق واضح للقوانين والمواثيق الدولية.
منذ الثامن من كانون الأول/ديسمبر عام 2024 تستمر الهجمات التركية على إقليم شمال وشرق سوريا وبشكل خاص على محيط جسر قراقوزاق وسد تشرين ومناطق من مقاطعة الفرات، وذلك بالطائرات المسيرة والحربية والأسلحة الثقيلة، وتندرج هذه الهجمات المتتالية على المنطقة تحت بند جرائم الحرب بحسب القوانين والمواثيق الدولية.
كما أن الانتهاكات التركية المستمرة على المنطقة والتي طالت في الآونة الأخيرة المدارس أيضاً أثرت بشكل سلبي وواضح على القطاع التعليمي في المقاطعة، حيث خرجت 150 مدرسة عن الخدمة في المقاطعة وحرم طلبة تلك المدارس من إكمال تعليمهم لهذا العام.
وتعرضت عدة مدارس في مقاطعة الفرات لاستهداف مباشر من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته بالأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية والمسيرة، والمدارس التي تم استهدافها هي مدرسة جعدة مغارة وتل العبر وخروس وديكان ومدرسة قراقوزاق والحرية، ونتيجة لهذه الهجمات تم تدمير المدارس، كما أسفرت الهجمات التركية بحسب إحصائيات هيئة التربية في مقاطعة الفرات خلال الشهرين الماضيين إلى وقوع ضحايا من الطلاب والمدرسين وعددهم 18 شخصاً، فيما أصيب 8 من المعلمين والطلاب بجروح متفاوتة.
وعن تأثر القطاع التعليمي بالهجمات التركية واستهداف المدارس، قالت لوكالتنا الناطقة باسم مكتب المرأة في هيئة التربية والتعليم بمدينة كوباني فاطمة شيخ عثمان "في البداية علينا التنويه إلى أن الهجمات التي تشهدها مناطقنا من قبل الاحتلال التركي تؤثر بشكل سلبي وكبير على الأهالي في المنطقة وبشكل خاص على قطاع التربية والتعليم، لأنه نتيجة للضغوطات التي تشهدها المنطقة من هجمات وانتهاكات تتأثر الحالة النفسية للطفل وبذلك يتأثر المستوى التعليمي".
وأوضحت "يمكننا ربط المستوى التعليمي بالوضع الراهن لأن الهجمات والانقطاع المستمر للمياه والكهرباء منذ فترة على المدينة يؤثر على المستوى التعليمي لعدم توفر مقومات الحياة، فالطلبة يواجهون صعوبات لإتمام واجبهم المدرسي المنزلي لذلك كل هذه النقاط تشكل عائق أمام تقدم العملية التربوية وأيضاً على الحالة النفسية للطلبة".
وعن استهداف الاحتلال التركي للمدارس في مقاطعة الفرات بينت أنه "تشهد المدارس في الآونة الأخيرة استهداف مباشر إذ تم استهداف 6 مدارس في مقاطعة الفرات وهي مدرسة جعدة مغارة وتل العبر وخروس وديكان ومدرسة قراقوزاق والحرية، كما تم تدمير هذه المدارس بشكل كامل فهي خارجة عن الخدمة".
وأشارت إلى أنه نتيجة لاستهداف المدارس حرم العديد من الطلاب من تعلميهم "تم تعطيل 150 مدرسة في مقاطعة الفرات نتيجة الهجمات التركية ومن ضمنها تم تدمير 6 مدارس كل مدرسة تضم ما يقارب 300 طالب وطالبة، هذا العدد ليس قليل لذلك اليوم طلبة هذه المدارس محرومين من حقهم بالتعليم نتيجة للانتهاكات التركية".
وأكدت أن استمرار الهجمات التركية على المنطقة أدى لفقدان عدد كبير من المعلمين والطلبة لحياتهم "منذ الثامن من كانون الأول العام الماضي تستمر هجمات وانتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطقنا، ونتيجة لهذه الهجمات العدوانية فقد 18 معلم ومعلمة وطالب حياتهم، وأصيب 8"، موضحةً أن خروج عدة مدارس في القرى عن الخدمة أثر على المدارس في المدينة أيضاً "توقف عدد من المدارس في القرى عن الخدمة تسبب بأزمة في استيعاب هؤلاء الطلبة فالمدارس التي سلمت من القصف تستقبل في كل صف ما يقارب 40 طالب وهذا يؤثر سلباً على المستوى التعليمي، وأيضاً نتيجة لذلك نواجه تأخر في المنهاج الدراسي بالتالي تشهد عدد من المدارس في مقاطعة الفرات فائض تعليمي".
وترى فاطمة شيخ عثمان أن الصمت الدولي مخزي ويجب أن يلتفت المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات "القانون الدولي ينص على ضرورة عدم استهداف المدارس أو المراكز الصحية خلال الحرب، ولكن الاحتلال التركي ومرتزقته يرتكبون جرائم حرب في مناطقنا بشكل عشوائي ودون رحمة، وذلك على مرأى العالم، واليوم نتيجة لهذه الهجمات العدوانية أطفالنا يعيشون حالة خوف ورعب ويحرمون من ممارسة أبسط حقوقهم في التعليم، ويتعرضون للهجمات والانتهاكات ويفقدون حياتهم"، متسائلةً "ما هو ذنب هؤلاء الأطفال لكي يعيشوا كل هذه المأساة؟".
واختتمت الناطقة باسم مكتب المرأة في هيئة التربية والتعليم في مدينة كوباني فاطمة شيخ عثمان حديثها بانتقاد الدور الباهت للمنظمات الإنسانية والحقوقية "المنظمات التي تدعي العمل على حماية حقوق الإنسان وحماية حق الطفل والطلبة، لم تبدي أي رد فعل حيال الانتهاكات التركية على مناطقنا، والمجتمع الدولي والعالم والمنظمات التي تدعي بأنها تحمي حقوق الطفل والطلبة تبقى صامتة عندما يتعلق الموضوع بمناطقنا".