'علينا العمل لنحول العالم الذي يهيمن عليه الرجال إلى عالم تعيش فيه النساء بحرية'

النساء مسؤولات عن قيادة عملية التغيير وبناء عالم يسوده السلام والحرية، ولتحقيق ذلك عليهن العمل معاً لتحويل العالم الذي يهيمن عليه الرجال إلى عالم يتنفس الحب والحرية.

سوركول شيخو

تل تمر ـ تحمل المرحلة الحالية في سوريا بين طياتها أحداثاً مؤلمة كثيرة، فالمجتمع السوري يعيش في خضمّ الحرب والأزمات والصراعات، وحتى في إقليم شمال وشرق سوريا، الذي شهد على الثورة قادتها النساء، لم تتغير العقلية الأبوية والذكورية بشكل جذري، لذلك تستمر الجهود للمؤسسات النسوية من أجل تغيير هذا العالم الذكوري، وإعادة النساء إلى جذورهن وبناء مجتمعٍ متساوٍ.

الإدارية بمؤتمر ستار في مدينة تل تمر بمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا سناء ​​تامر، أكدت على ضرورة نضال المرأة لتغيير الذهنية الذكورية وأن تكون البداية من مكافحة التمييز الجنسي الاجتماعي "التمييز الجنسي الذي اجتاح عقول المجتمع ومشاعره وروحه، تسبب في اختلافات بين الجنسين وحال دون تحقيق المساواة ومن يلعب دور التمييز ويعمقه هو الرجل، فهو الذي يُغرس الوعي الأبوي منذ الصغر ويُعلّم أن له الحق في اتخاذ القرار. وبالمثل، تُربّى النساء على أساس 'أنتِ امرأة، أنتِ زوجة في بيت زوجكِ، عليكِ رعاية الأطفال والقيام بواجباتكِ تجاهه' لذلك، فإنّ النضال من أجل تغيير الرجال من حيث التعليم والتوعية أمرٌ بالغ الأهمية".

 

"لا ينبغي تطبيع قتل النساء"

ولفتت إلى حالات قتل النساء عمداً "لكي يُبرئ القاتل نفسه من جريمة قتل النساء، تُتهم المقتولات بارتكاب أفعال غير أخلاقية، ولكن عندما يكون المقتول رجلاً، تتدخل أطراف ثالثة وعشائر في القضية لتهدئة عائلة القتيل، لذلك يجب أن نكون يقظين تجاه قتل النساء، سواءً عمداً أو غير عمد، فهي جريمة خطيرة لا يجوز غض الطرف عنها قانوناً. إن تجاهل هذه الحالات يفتح الباب أمام جرائم قتل جديدة، لذا من الضروري متابعة قضايا قتل النساء لينال القاتل العقاب اللازم. في العديد من قضايا القتل الأخيرة، يتم كشفها على أن الرجل يلعب بالمسدس دون أن يعلم، فتصيب الرصاصة المرأة فتقلت. تتصرف المرأة بحساسية في كل شيء وتتخذ خطواتها عمداً، لكن الرجل، بفتح مسدسه ساخراً واختباره على المرأة مزحةً، يُفقد كائناً حياً ويُنهي حياة امرأة منحت الحياة والأمل لمن حولها، ولم يعد قتل النساء أمراً طبيعياً".

 

"التغيير مهم"

وقالت سناء ​​تامر إن المرأة منذ فجر البشرية والمجتمع الطبيعي كانت ذو دور عظيم "إن تعليم الرجل لا يقل أهمية عن تعليم المرأة، وهو في المرحلة الأولى. ما يجب فعله، كما قال القائد عبد الله أوجلان، نحن بحاجة إلى إعادة تثقيف وبناء الرجل هنا. عندما نتحدث عن التعليم، فإننا لا نتحدث عن إلقاء ندوة والانسحاب منها، بل عن توضيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة في أذهان المجتمع، فلا ينبغي منع الفتيات من الدراسة أو تزويجهن. فالزواج المبكر يؤدي إلى مشاكل كثيرة وأحياناً إلى الطلاق، ويعود ذلك أيضاً إلى عدم فهم الزواج وتكوين أسرة ديمقراطية فهماً صحيحاً، لذلك ينبغي أن تجمع الندوات والتدريبات والزيارات العائلية بين الجنسين، وبالتالي تثقيفهما وتزويدهما بالمعلومات. إن حل مشكلة عائلية قد يؤثر على الأسر الأخرى أيضاً".

 

"إن تطبيق التعايش الحر هو حل استراتيجي"

وأكدت سناء تامر أن العيش المشترك درعٌ وحلّ للمشاكل الاجتماعية، مشددة على أهمية تطبيقه "بتطبيق مفهوم العيش المشترك، سيتمكن المجتمع من تجاوز جميع الأزمات والصراعات والمشاكل. في العديد من مشاكل الحياة التي يواجهها الأطفال، ينبغي على الآباء شرح أسبابها وإيجابياتها وسلبياتها لأبنائهم لأن الأم مدرسة، فهي مدرسة ابنها وشريكها. يجب دعم المرأة نفسياً وروحياً ومادياً، حتى تتمكن من فهم بيئتها بشكل أفضل، ومقاومة جميع أشكال الابتزاز، بما أن مجتمعنا أبوي، فعلى المرأة أن تتسلح بكل الوسائل".

 

"قائدات ورائدات عملية التغيير هن النساء"

واختتمت الإدارية في مؤتمر ستار بمدينة تل تمر سناء ​​تامر حديثها بالقول إن النساء مسؤولات عن قيادة عملية التغيير وبناء عالم يسوده السلام والحرية "عندما تتخذ المرأة قراراً، سيكون قراراً حكيماً وإيجابياً بالتأكيد. إذا قادت المرأة العالم، فسيتوقف قتل النساء، وسينتهي التمييز بين الجنسين، وسيعيش الجميع على قدم المساواة. تترك النساء بصماتهن، خاصةً عندما يقمن بهذا العمل الفعال. النساء هن من سيقود عملية التغيير، لذا فلنناضل معاً، ولنحوّل العالم الذي يهيمن عليه الرجال إلى عالم تعيش فيه النساء بحرية دون خوف من القتل، ولنبنِ هذا العالم، لذلك، لا ينبغي أن تبقى المرأة مقيدة، بل يجب أن تعرف كيف تفك قيودها واحدة تلو الأخرى".