لقاء حواري يؤكد على أهمية ترسيخ ثقافة اللاعنف والسلام

أكدت المشاركات في اللقاء الحواري على أن المرأة وحدها القادرة على نشر وتعميم ثقافة اللاعنف ونشر بذور السلام، في عالم تحكمه الأطماع والمصالح على أنقاض مستقبل الشعوب ورفاهها.

فاديا جمعة

بيروت ـ بمناسبة يوم المرأة العالمي تم مناقشة المشاكل والتحديات التي واجهتها وسيطات ونساء خضعن لتدريبات على الوساطة، وتحديداً ضمن محيطهن الاجتماعي العائلي والمهني.

نظم المركز المهني للوساطة في "جامعة القديس يوسف" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لقاء حواري مع وسيطات ونساء خضعن للتدريبات على الوساطة، ومشاركات من مختلف المناطق اللبنانية والخلفيات المهنية، أوضحن فيها التحديات التي تواجههن على مختلف الأصعدة وفي شتى الميادين، بهدف استكشاف المرونة والقوة ووجهات النظر الفريدة في التغلب على التحديات الحياتية، وصولاً إلى  الهدف الأسمى، وهو معرفة كيف سيقوم المركز المهني للوساطة بدوره الداعم لأعمال المشاركات.

وحول ذلك قالت مؤسِّسة ومديرة المركز المهني للوساطة في جامعة القديس يوسف جوهانا هواري بورجيلي "عندما قررت تأسيس هذا المركز في لبنان في تشرين الأول 2006 كان هدفي نشر ثقافة اللاعنف والسلام في مختلف المجالات وكافة المستويات في بلدي الأم، بعد أن قضيت معظم مراحل حياتي في فرنسا، حتى أنني لم أكن أجيد التحدث باللغة العربية حينها، وقد واجهت استغراباً شديداً حيال ما افعله، لكني تابعت لشعوري بالانتماء إلى هذا البلد وإلى الحاجة الضرورية لنشر ثقافة اللاعنف والسلام".

وأوضحت أن المركز يعمل على ثلاث مهمات رئيسية، فهو مركز تدريبي وتعليمي يمنح المتدربين فرصة الحصول على الدبلوم الجامعي في ممارسة مهنة الوساطة، كما أنه مركز لحل النزاعات المختلفة التي يواجهها المجتمع اللبناني، وأيضاً هو مركز مشاريع ينفذها مع شركاء في لبنان والخارج.

ولفتت إلى أن "غالبية الوسطاء حول العالم هم من النساء في لفتة مهمة للتأكيد على الدور الذي تلعبه النساء في بناء ثقافة السلام".

وأشارت إلى أنه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة التقوا مع نساء تدربن على الوساطة وإدارة وحل النزاعات ضمن برامج ومشاريع مختلفة، مشددة على الأدوار المهمة التي تلعبها هذه النساء في المجتمع اللبناني لجهة عائلاتهم ومحيطهم وضمن اختصاصاتهم المتنوعة، لتبادل وتشارك الخبرات والبحث عن سبل لتقديم الدعم لهن وتذليل العقبات.

ومن جانبها أكدت مدربة ووسيطة ومديرة العمليات في المركز المهني للوساطة ايليان أبو خليل منصور على "الدعم المستمر للنساء"، وذكرت أن نسبة 90 بالمئة من فريق العاملين في المركز هم من النساء "بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يهمنا أن نؤكد على حضور المرأة اللافت أيا كان اختصاصها في التدريبات على الوساطة في المركز وضمن المشاريع أيضاً، وهذا يساهم في تفعيل وتعزيز دورها في نشر ثقافة الوساطة في محيطها العائلي والمجتمعي وعلى الصعيد المهني".

وبدورها قالت مصممة برامج وخبيرة تنمية قدرات جوسلين جرجس "أعمل في هذا المركز منذ ما يقارب 12 عاماً كمدربة ووسيطة محترفة، واجتمعنا اليوم مع نساء من مجالات مهنية وثقافية متعددة ومناطق مختلفة تدربن على الوساطة، وتمحور لقاء اليوم حول مدى استفادتهن من التدريبات، وكيف تم تطبيقها في حياتهن اليومية، والأهم كيفية الاستفادة منها في المحيط المجتمعي وضمن الإطار المهني، بالإضافة إلى التحديات والخطوات التي من الممكن اتباعها لخلق مجتمع أكثر أماناً".

فيما أوضحت المشاركة والوسيطة المحترفة ديانا قاووق "دعينا اليوم إلى هذا اللقاء الحواري بمناسبة يوم المرأة العالمي لتتم مناقشة المشاكل والتحديات التي واجهناها خلال عملنا كوسيطات، وتحديداً ضمن محيطنا الاجتماعي العائلي والمهني".

وأضافت "كان اللقاء مثمراً جداً على مستوى تجديد الانتماء للمركز الذي دربنا، وعلى مستوى المتابعة وتقديم الدعم لنا كنساء وسيطات، مشددة على "أهمية اللقاء لجهة تشارك الخبرات والتحديات واستخلاص العبر، تمهيداً لوضع خطط لمساهمتنا كوسيطات في مستقبل أفضل لمجتمعاتنا من خلال توظيف قدراتنا ومهاراتنا بشكل عملي ومدروس".