للمرة الأولى في تاريخها... جائزة نوبل للسلام تكرم الصحافة المستقلة

حازت الصحافية الفلبينية ماريا ريسا على جائزة نوبل للسلام، نظراً لكفاحها من أجل حرية التعبير بعد 120 عاماً على طرح جائزة نوبل

مركز الأخبار ـ .
لم تكافئ جائزة نوبل للسلام في تاريخها الممتد على مدى 120 عاماً الصحافة المستقلة التي تسمح بمحاسبة صانعي القرار وتساعد على التخلص من المعلومات المضللة، لكن أمس الجمعة 8 تشرين الأول/أكتوبر منحت لأول مرة الصحافية الفلبينية ماريا ريسا جائزة نوبل للسلام.
وفي تاريخها الممتد 120 عاماً لم تكافئ جائزة نوبل للسلام يوماً الصحافة المستقلة التي تسمح بمحاسبة صانعي القرار وتساعد على التخلص من المعلومات المضللة.
وأشارت لجنة نوبل النرويجية إلى أن ماريا ريسا البالغة من العمر 58 عاماً شاركت عام 2012 في تأسيس "رابلر" وهو موقع إخباري سلط الضوء على "حملة نظام الرئيس الفلبيني الحالي القاتلة والمثيرة للجدل لمكافحة المخدرات"، كما وثق موقعها كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر أخبار مزيفة ومضايقة المعارضين والتلاعب بالخطاب العام.
وفي إعلانها الخبر قالت رئيسة اللجنة بيريت ريس إن "الصحافة الحرة والمستقلة والقائمة على الحقائق تعمل على الحماية من إساءة استخدام السلطة والأكاذيب والدعاية للحرب".
وعلقت الصحافية على خبر فوزنها بالقول "لا أعتبر أن الجائزة منحت لي بل لـ رابلر، قلت وقلنا كلنا منذ عام 2016 إننا نكافح من أجل الحقائق، حين نعيش في عالم تكون فيه الحقائق قابلة للنقاش، وحين يعطي الموزع الأكبر للأخبار في العالم كله الأولوية لنشر الغضب والكراهية بسرعة تفوق سرعة نشر الوقائع والحقائق، فستتحول الصحافة إلى نضال".
وأضافت "هذا هو التحول الذي خضناه في رابلر، كيف نقوم بما نقوم به؟ كيف يمكن للصحافيين مواصلة مهمة الصحافة؟ لما تتواصل صعوبة إخبار المجتمع والعالم بالحقائق؟ ما هي الحقائق الصحيحة؟ لذا، في معركة الحقائق هذه أعتقد أن اللجنة التي تمنح جائزة نوبل للسلام أدركت أن عالم بلا حقائق يعني عالماً من دون ثقة وحق".
وفي عام 2020 اتهمت ماريا ريسا التي عملت مراسلة لشبكة "سي إن إن" جنوب شرق آسيا، بالتشهير عبر الإنترنت بموجب قانون فيليبيني مثير للجدل لمكافحة جرائم الإنترنت، وهي خطوة استنكرتها على نطاق واسع جماعات حقوقية وصحافيون باعتبارها هجوماً على حرية الصحافة.
وخلال العام الحالي أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" فوز ماريا ريسا بالجائزة العالمية لحرية الصحافة يونسكو/غييرمو لعام 2021، بتوصية من لجنة تحكيم دولية من مهنيين في مجال الإعلام، وذكرت المنظمة أن التحقيقات التي أجرتها ماريا ريسا وموقعها الإلكتروني رابلر واجهت في السنوات الأخيرة مشاكل قضائية وتهديدات عبر الإنترنت.
والجدير ذكره أن جائزة نوبل للسلام هي إحدى جوائز نوبل الخمسة التي أوصى بها ألفرد نوبل، لكن إلى هذا اليوم لا تعرف أسباب اختياره للسلام كأحد مواضيع جوائزه، وتمنح الجائزة سنوياً في العاصمة النرويجية ومنحت لأول عام 1901، ويتم اختيار المترشحين للجائزة من قبل هيئة يعينها البرلمان النرويجي وذلك حسب وصية نوبل، ويتم منحها للذين قاموا بأكبر قدر أو أفضل عمل للتآخي بين الأمم من أجل إلغاء أو تخفيض الجيوش الدائمة وللحفاظ على السلام وتعزيزه.